أكّد السيد محمد الحبيب الحداد وزير الفلاحة والبيئة والموارد المائية أن القطاع الفلاحي يمر بانتعاشة قصوى وأوضح خلال اللقاء الدوري مع ممثلي وسائل الاعلام الذي انتظم يوم أمس أن عدة منتوجات قد حققت ارقاما انتاجية قياسية لم يسبق تحقيقها في الماضي كما هو الشأن بالنسبة للحبوب وزيت الزيتون». وأضاف الوزير ان الظروف المناخية كان لها دفع ايجابي على مردود الزراعات وحجم الانتاج مما انعكس مباشرة على نسبة نمو الانتاج والميزان التجاري الغذائي كما مكّنت نفس الظروف من ابراز الطاقات الانتاجية الكامنة في القطاع الفلاحي من جهة ومن الوقوف على فاعلية السياسة الفلاحية المنتهجة خلال السنوات الأخيرة من جهة أخرى. وأوضح السيد محمد الحبيب الحداد انه ونظرا للعوامل المتميزة المسجلة فانه ينتظر ان يبلغ معدل القيمة المضافة للثلاث سنوات الأولى من المخطط ما يمثل نسبة انجاز 96 من جملة الاهداف، وأشار الوزير الى أن الميزان التجاري قد تطور وبلغت نسبة تغطيته 158 خلال الاربعة أشهر الاولى من سنة 2004. وفي مجال الاستثمارات أفاد الوزير انه تم تدارك التأخير النسبي في انجاز المخطط العاشر حيث بلغت نسبة الانجاز حوالي 89 خلال سنة 2002 و93 سنة 2003 وينتظر ان تبلغ نسبة الانجاز خلال سنة 2004 حوالي 96. استعدادات وفي اجابته عن سؤال ل»الشروق» حول استعدادات الوزارة للتعامل مع المعطيات الجديدة على ضوء ما ستضبطه المرحلة الثانية للتفاوض مع الاتحاد الاوروبي وما سينتج عنها من تفكيكات جمركية بالاضافة الى المفاوضات في اطار منظمة التجارة الدولية قال الوزير انه يجري الاعداد من أجل مجابهة كل المعطيات الجديدة ومساعدة الفلاحة التونسية على التأقلم مع كل ذلك وأضاف: نحن متفهمون لطبيعة التحديات الموجودة ونسعى بامكانياتنا المحدودة ان نجابه الظروف الجديدة. وأتى الوزير على الفرص التصديرية التي فتحها انضمام 10 دول مؤخرا الى الفضاء الاوروبي. وأكد السيد محمد الحبيب الحداد انه لابد من تثمين عامل القرب من اوروبا الشريك التجاري الاول لتونس بالاضافة الى دعم الانتاجية الارفع والحرص على الاستغلال الامثل للميزات التفاضلية لبعض المنتوجات التونسية وخاصة منها التمور والقوارص وزيت الزيتون والكروم. خارطة وأبرز الوزير ان خططا مدروسة تم وضعها في اطار الخارطة الفلاحية الوطنية ترمي الى توجيه النشاط الفلاحي حسب معطيات الجهات والمعطيات الاقتصادية والمناخية بما يمكن لاحقا من استثمار كل الفرص الانتاجية المتاحة والمتوفرة لضمان حسن مردودية القطاع واستمرارية الانتاج بما يساهم على التغلب على فترات النقص ويحقق توفير الحاجيات الوطنية ودعم القدرة التصديرية. واستعرض الوزير تقدم المواسم الفلاحية وخاصة المتعلقة بضبط حاجيات موسم الحبوب من المستلزمات الضرورية من آلات حصاد والتل والاكياس والبحث عن سبل لمجابهة الطاقة غير الكافية لمؤسسات التجميع وايجاد حلول عملية لذلك وابرز الوزير مزايا المشروع الذي تم اعداده لوضع خارطة لمراكز التجميع والخزن التي سيقع فتحها خلال الموسم المقبل. وأشار الوزير الى ان المعطيات المتوفرة حول انتاج زيت الزيتون تؤكد انه سيكون في حدوده 24 ألف طن سيتم تصدير ما يقارب ال180 ألف طن منها على أن تكون الكمية الباقية (60 ألف طن) للسوق المحلية، وأوضح الوزير ان موسم القوارص قد انتهى وقد بلغت الحصيلة النهائية للصادرات 18.6 ألف طن بقيمة 19.7م.دينار اي بزيادة 8 من حيث الكمية و25 من حيث القيمة مقارنة بالسنة الفارطة. وأكد الوزير ان ميدان الخضروات يسير سيرا طبيعيا خاصة بالنسبة للبطاطا التي ستخزن منها 40 ألف طن لفترة الضغط وسيتم تصدير ما يقارب ال6 آلاف طن منها. وحول البطاطا الفصلية تتوقع الوزارة ان يكون الانتاج في حدود 170 و200 ألف طن هذه السنة مقابل 145 ألف طن خلال الموسم الفارط واوضح الوزير ان هذا التطور جاء ثمرة التشجيعات التي لقيها فلاحو البطاطا. منح وفي اجابته عن سؤال ل»الشروق» حول الضمانات الموجودة في اسناد المنح والمساعدات المقررة بين الفينة والاخرى وحول الآليات التي تعتمدها الوزارة لضمان وصولها الى مستحقيها أشار السيد محمد الحبيب الحداد حرص الوزارة على دعم الفلاحين الصغار ومنحهم الامتيازات اللازمة لمجابهة الظروف الطارئة وألمح الى الصعوبات الموجودة على مستوى تشتت ملكية الاراضي الفلاحية باعتبار أن 75 منها هي مستغلات صغيرة وقال هناك سعي مع الوكالة العقارية لضم القطاع الصغير وهناك اقبال الآن للترفيع في الحد الادنى من 3 آلاف هكتار الى 12 ألف هكتار لكي نتفادى مساوئ التجزئة وأثرها على مردودية الاراضي الفلاحية وكلفة المنتوجات. وأشار الوزير الى انه لا توجد اية محاباة في منح الامتيازات التي تخضع لتدقيق وضبط وان التشجيعات لا تمنح الا بعد استكمال المنتفع كل الشروط وقال: المراقبة مدققة ومسترسلة ومتواصلة... فالفواتير على سبيل المثال تتم مراجعتها محليا وجهويا ووطنيا... وأفاد الوزير ان عمل الوزير قائم على قدر كبير من الشفافية وان كل الارقام والاحصائيات المقدمة تخضع لضوابط علمية ودقيقة ترقى عن كل قدح او تجريح وقال: كل الارقام التي قدمناها اثبتها الواقع. ونفى الوزير في معرض حديثة ان توجد هنا كمخاوف من آفة الجراد او بعض الامراض التي تصيب مزارع الحبوب وأشار الى ان مصالح الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية قامت بعلاج ما تمت ملاحظته وأوضح ان تنسيقا متواصلا مع الاشقاء في ليبيا للمجابهة الفورية والآنية لكل ظهور جديد ل»الجراد» وقال: ان المسألة منتهية وقد تمت محاصرتها في الابان دون آثار تذكر. حرائق وحرص الوزير في نهاية لقائه بالصحفيين على توضيح مزايا خطط التخزين التي يتم اجراؤها حاليا تفاديا لذروة الطلب وأشار الى انه تم تخزين 1100 طن من لحم الدواجن و60 مليون بيضة وان اهدافا وضعت لتحقيق 40 ألف طن من البطاطا المخزونة و30 مليون لتر من الحليب مخزنة في مركزيات الحليب... واعلم الوزير ان خطة اعادة تنشيط قطاع تربية الابقار ودعم قطاع اللحوم جار على قدم وساق وانه بعد التدقيقات اللازمة في الغرض ينتظر وصول 2500 من عجول التسمين في بداية شهر جوان القادم... وأبرز الوزير خصوصية القطاع الفلاحي وقال انه يبقى دوما عرضة لبعض التقلبات المناخية العابرة التي قد يعجز الفلاح على مجابهتها. وتطرق الوزير الى بداية التحضير لموسم الحرائق وقال ان مصالح الوزارة ساعية الى توفير التجهيزات وضمان كل الاحتياطات اللازمة لتفادي اكبر قدر ممكن من الحرائق سواء في الغابات او مزارع الحبوب وأشار الى أن دراسات عديدة قد أعدّت من قبل ادارة الغابات لمعرفة أسباب الحرائق الغابية وغير الغابية لتفاديها.
