تمر هذه السنة 2004 مائتا عام على ميلاد المؤرخ والمصلح اصيل جهة سليانة احمد ابن ابي ا لضياف (1804 1874)، الذي يعتبر من ابرز رواد الحركة الاصلاحية ببلادنا في القرن التاسع عشر. وتثمينا لأعمال هذا المفكر وانجازاته في باب الفكر الاصلاحي التونسي دأبت جهة سليانة على تنظيم واحتضان الملتقي الوطني ابن ابي الضياف. ويعد هذا الملتقى موعدا تحضره ثلة من المفكرين والمؤرخين والمثقفين لبحث وتدارس مختلف تجليات الفكر السياسي ببلادنا. هذه البلاد التي لها قدم راسخة في الحضارة والتمدن، عرفت الحياة الدستورية منذعهد مبكر نسبيا فقد كان اعلان عهد الامان سنة 1859 في عهد محمد باي ثم دستور سنة 1861 في عهد محمد الصادق باي البادرة الاولى من نوعها في مجال الحياة الدستورية في جميع البلدان العربية والاسلامية. وتشديدا على هذا الكسب الحضاري المهم ارتأت اللجنة المنظمة للملتقى ان تتمحور اشغال دورته الثانية عشر لهذه السنة حول موضوع (الدستور التونسي من عهد الامان الى الاصلاح الدستوري لسنة 2002)، والذي سيتداول على دراسة مختلف جوانبه كل من الاستاذ زهير المظفر بمداخلة عنوانها «منزلة الاصلاح الدستوري لسنة 2002 من الدستور التونسي منذ بناء الدولة» والأستاذ احمد الطويلي بمداخلة حول «ابن ابي الضياف وقانون عهد الامان». في حين اختار الاستاذ رشيد القرقوري الحديث عن «الاصلاح الدستوري في عهد بن علي» سيتكفل الاستاذ ابراهيم جدلة باختتام سلسلة المداخلات هذه بتطرقه الى موضوع «الدستور التونسي من خلال كتاب اقوم المسالك». وتنعقد الجلسات العلمية للملتقى في حصتين صباحية ومسائية يوم الجمعة 21 ماي 2004 بقاعة المحاضرات بالمركب الثقافي بسليانة.