انتظم الملتقى الوطني أحمد بن أبي الضياف في دورته الثانية عشرة وذلك يوم الجمعة ماي بدار الثقافة بمدينة سليانة تحت رعاية هيئة تنظيم الملتقى بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة وقد واكب فعاليات هذا الملتقى ثلة من المسؤولين الجهويين بسليانة على رأسهم والي الجهة. وقد انطلقت الفعاليات بتدشين معرض حول «التراث العالمي بتونس». ثم ألقى السيد كمال الحاج ساسي كاتب الدولة لدى وزير الثقافة، كلمة الافتتاح ركز فيها على عراقة التقاليد الدستورية في تونس وأهمية الاصلاح الدستوري 2002 الذي كان مناسبة لاعادة الاعتبار للدستور ولمؤسسات الدولة ولدور المواطنة كمفهوم حضاري وجاء في كلمته أيضا أن الاصلاح الأخير جاء نتيجة لتواصل الماضي مع الحاضر. **دستور اثر ذلك انطلقت الجلسات العلمية وكانت المداخلة الأولى حسب البرنامج مع الأستاذ زهير المظفر مدير عام المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية الذي ألقى محاضرة تحت عنوان «منزلة الإصلاح الدستوري لسنة 2002 من الدستور التونسي، منذ بناء الدولة وقد تناول مسألة الدستور والتعديل على مستوى الشكل وعلى مستوى المضمون وعلى مستوى اجراءات المصادقة كما تعرض إلى أهم محتويات ومضامين الدستور التونسي بعد التعديل وأبرز شموليته وكونيته وتلاؤمه مع معنى المواطنة ومفهوم الكرامة الإنسانية. وتحت عنوان «أحمد ابن أبي الضياف وقانون عهد الأمان» كانت مداخلة الأستاذ أحمد الطويلي. حيث تناول مفهوم الدستور من خلال تاريخيته والظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية التي أدت إلى ظهور دستور عهد الأمان ثم أهم المراحل والتطورات التي عرفها هذا المفهوم ودور الحركة الاصلاحية وروادها وأبرزهم أحمد ابن أبي الضياف وخير الدين باشا والجنرال حسين ومحمود قبادو ومحمد بيرم الخامس في بروز مفهوم الدستور في الحياة السياسية في تونس خلال القرن التاسع عشر. كذلك أبرز دور الضغوط الأجنبية خاصة من القنصلين الفرنسي والانقليزي وذلك لحماية الرعايا الأجانب خاصة بعد حادثة محاكمة اليهودي باطو من طرف المجلس الشرعي واعدامه وفي الحصة المسائية تدخل الأستاذ رشيد القرقوري بمحاضرة تحت عنوان الاصلاح الدستوري في عهد بن علي وقد أكد على ما جاء في المداخلة الأولى للأستاذ زهير المظفر وأضاف أن الدستور في تونس له حضور حتى قبل عهد الأمان بل من قرطاج واستشهد في ذلك بكتاب السياسة لأرسطو الذي أشاد بدساتير قرطاج. **مشارقة وقد اختتمت الجلسات العلمية بمداخلة الأستاذ ابراهيم جدلة الذي تناول في نفس الاطار مفهوم الدستور والحركة الإصلاحية التي عرفتها «افريقية» أي تونس وبلاد المغرب وأكد أن التيار الاصلاحي في المغرب قد كان سابقا عن التيار الاصلاحي الشرقي بل أكثر من ذلك أكد أن المصلحين المشارقة قد تتلمذوا على يد رواد حركة الاصلاح بتونس. واثر هذه المداخلة تمت جلسة تقييمية لفعاليات هذه الدورة ودار النقاش وقد أجمع جل الحضور والمشاركين على قيمة هذا الملتقى الذي أضفى حركية ثقافية على مدينة سليانة.