ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم الخميس أن "جهاديين تونسيين" مرتبطين بتنظيم "داعش" وضعوا قائمة محددة بأهداف ستنفذ فيها هجمات. وأضافت الصحيفة البريطانية أن المسلحين سيستهدفون محلات بيع الخمور والحانات والمطار الرئيسي في البلاد ومنتجعات سياحية بجزيرة جربة وقوات الأمن، مشيرة إلى أن التحقيقات التي ركزت على مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات الانترنت أثبتت وجود نقاش موسع حول الأهداف المحتملة التي سيتم استهدافها في تونس. وفي السياق نفسه، قال مسؤول تونسي أن سلطات بلاده تعتقد أن اثنين أو ثلاثة من المجندين تلقوا تدريبات في المعسكر ذاته الذي تلقى فيه سيف الدين رزقي، المسلح الذي قتل 38 سائحا في سوسة في ال26 من جوان الماضي في ليبيا، مشيرا أن هؤلاء الأشخاص يخططون لهجمات وشيكة بالبلاد. وأفادت الصحيفة أن الأدلة تشير إلى أن الجماعة الإرهابية، في إشارة إلى "داعش" تلعب دورا أكبر بكثير من وراء الكواليس، وتحاول خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في هذه الديمقراطية الجديدة الهشة. ويقول خبراء في الحركات السلفية الجهادية التونسية أن السلطات كانت مترددة في الاعتراف بأن هجوم مارس الماضي على متحف باردو والذي أوقع أكثر من 20 قتيلا، نفذته عناصر مرتبطة ب"داعش"، علما بأن السلطات التونسية نسبت الهجوم إلى كتيبة عقبة بن نافع المرتبطة بتنظيم القاعدة. إلا أن التحقيقات والمعطيات أثبتت أن اثنين من المسلحين الذين قاموا بالهجوم على متحف باردو حضروا تدريبات على السلاح في ليبيا في الوقت نفسه الذي تلقى فيه منفذ هجوم سوسة التدريبات على يد عناصر من "تنظيم داعش". ويذكر أن تونسيين من أنصار التنظيم الإرهابي أصدروا وثائق في ال27 من فيفري وال3 من مارس الماضيين أعلنوا فيها تغيير استراتيجيتهم باستهدافهم المسيحيين والسياح اليهود ووسائل الإعلام. وقال سيرجيو ألتونا غلان، باحث في معهد الأمن العالمي للأبحاث الذي يوجد مقره في تونس ويتابع الحركات الجهادية في المغرب عن كثب، "هناك الكثير من علامات التحذير، وسيكون هناك هجمات أخرى". وأشار سيرجيو ألتونا غلان أنه من بين التحذيرات التي وردت في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أيام فقط من هجوم باردو، كتب أحد المغردين على تويتر "سأعود إلى تونس هذا الصيف" مستخدما شعار مجلس السياحة الوطني إلى جانب صورة مسلح ملثم يحمل سلاحين من نوع كلاشينكوف. وأضاف الباحث بأن تنظيم "داعش" أصدر تهديدا باللغة العربية في ال27 من ماي الماضي ضد الخطوط الجوية التونسية، وجاء في تغريدة "تحذير لعامة المسلمين، حرصا على حياتكم، ندعوكم لعدم ركوب طائرات الخطوط الجوية التونسية بداية من 1جوان،. وورد هذا التحذير، بعد يومين من تبني تنظيم "داعش" لحادثة اعتداء جندي على ثكنة وسط العاصمة تونس، نجم عنه قتل 7 جنود وجرح 10 آخرين، حيث أعلنت كتيبة "عقبة بن نافع" عن أن منفذها هو من "الذئاب المنفردة" ويدعى "مهدي". وجدير بالذكر أن تونس شهدت في ال26 جوان الماضي هجوما إرهابيا مسلحا على أحد المنتجعات السياحية بمدينة سوسة السياحية خلف 38 قتيلا معظمهم من البريطانيين.