تفجيرات بوسطن، وشارلي إبدو، والحادي عشر من سبتمبر، والسابع من جويلية.. هذه الهجمات التي حدثت على مدار السنوات الماضية شكلّت نظرتنا للإرهاب. لكن، ما الذي يعتبر هجوماً انتحارياً؟ وهل تحدث الهجمات كثيراً؟ ومن تستهدف؟ يُعرّف معجم أوكسفورد الارهاب باستخدام العنف والتخويف غير الرسمي أو غير المصرح به، من أجل تحقيق أهداف سياسية. استخدم الجيش الجمهوري الإيرلندي متفجرات في لندن للقتال من أجل شمال إيرلندا. وقتلت حركة "سبتمبر الأسود" رياضيين إسرائيليين، في أولمبياد ميونخ عام 1972، للمطالبة بدولة فلسطينية. لكن شهدت الخمسة عشر عاماً الأخيرة تزايداً في الهجمات الارهابية من قبل الإسلاميين. وتحدث 82٪ منها في خمس دول فقط: العراق وأفغانستان وباكستان وسوريا ونيجيريا. هذه الدول هي جبهات القتال ل4 منظمات إرهابية: داعش وبوكو حرام وطالبان والقاعدة. جميعهم يدعي القتال بتفسير متطرف للإسلام السياسي. كما أنهم أعلنوا مسؤولياتهم عن حوالي 66٪ من الهجمات الارهابية في العالم. ومع ذلك، فإن الغالبية الساحقة من ضحاياهم مسلمون. وأدان القادة المسلمون حول العالم عنف هذه التنظيمات. على الرغم مما نراه على التلفاز، إلا أن أغلب الهجمات الإرهابية لا تحصد خسائر فادحة في الأرواح. ففي عام 2013، لم تكن هناك أية وفيات في نصف الهجمات. وحصدت 10٪ فقط أكثر من خمسة أرواح. لكن عندما تكون الهجمات مميتة، يكون أغلب ضحاياها من الناس العاديين. وفي بعض الأحيان، تُستهدف الشرطة والمسؤولون الحكوميون. وتعتبر المدارس أيضاً أهدافاً محددة للمليشيات، لأسباب مثل تعليم البنات وعلاقة المدارس بالتعليم الغربي. فمثلاً تترجم عبارة "بوكو حرام" ل"التعليم الغربي حرام". تتفاوت الأسلحة المستخدمة في الهجمات الإرهابية حسب المنطقة، وغالباً ما تكون متعلقة بالمعدات العسكرية الموجودة هناك. فتستخدم المتفجرات بشكل أساسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، بينما تستخدم الأسلحة النارية غالباً في أفريقيا. منذ 2009، استخدمت "بوكو حرام" أسلحة نارية في نصف هجماته. ونفذت طالبان والقاعدة وداعش تفجيرات انتحارية في أغلب هجماتها، ليكون مجموعها معاً حوالي ألفي تفجير انتحاري. كما يوجد قلق متزايد بشأن ما يدعى بهجمات "الذئاب المنفردة"، والتي يقوم بها فرد تأثر بتنظيم إرهابي دون الحصول على مساعدة مالية أو تنظيمية. وتعتبر تفجيرات بوسطن وهجمات شارلي إبدو مثالين لصعوبة الوقاية من هذا النوع من الهجمات. التحدي الذي يواجه قادة العالم الآن هو عن كيفية التعامل مع التهديدات الإرهابية، ليس من ناحية سياسية فقط، بل من ناحية فكرية أيضاً. وكيف تمنع هجوماً واحداً من أن يلهم هجوماً آخر.