الترفيع في تعريفات الكهرباء والغاز: "الستاغ" توضح..    أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة وحشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين    للمرة ال36 : ريال مدريد بطلا للدوري الإسباني    المهدية: الاحتفاظ بشخص محل 15 منشور تفتيش وينشط ضمن شبكة دولية لترويج المخدرات    ظهرت بالحجاب ....شيرين عبد الوهاب تثير الجدل في الكويت    البرازيل: ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى 58 قتيلا و67 مفقودا    هذه مواعيدها...حملة استثناىية لتلقيح الكلاب و القطط في أريانة    طقس قليل السحب بأغلب المناطق وارتفاع طفيف للحرارة    زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب شرقي البيرو    طقس اليوم الأحد...أجواء ربيعية    جندوبة: إنطلاق عملية التنظيف الآلي واليدوي لشواطىء طبرقة    جامعة الثانوي تدعو الى وقفة احتجاجية    تونس تشارك في المعرض الدولي 55 بالجزائر (FIA)    استرجاع مركب شبابي بعد اقتحامه والتحوّز عليه    الاعتداء على عضو مجلس محلي    نبيل عمّار يُلقي كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي    نتائج الدورة 28 لجوائز الكومار الادبي    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    تونس العاصمة : الإحتفاظ بعنصر إجرامي وحجز آلات إلكترونية محل سرقة    غدًا الأحد: الدخول مجاني للمتاحف والمعالم الأثرية    عاجل/ أحدهم ينتحل صفة أمني: الاحتفاظ ب4 من أخطر العناصر الاجرامية    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    وزير الفلاحة وممثّل منظمة الفاو يتّفقان على دعم التنمية والأمن الغذائي والمائي لمواجهة التحديات المناخيّة    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    قاضي يُحيل كل أعضاء مجلس التربية على التحقيق وجامعة الثانوي تحتج    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات نهاية الأسبوع    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    بطولة الكرة الطائرة: الترجي الرياضي يواجه اليوم النجم الساحلي    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    14 قتيلا جراء فيضانات... التفاصيل    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    التوقعات الجوية لليوم    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    قرعة كأس تونس 2024.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسيون و برلمانيون و محامون و مثقفون: قمة تونس منعرج تاريخي...
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

ثمّن الكثير من قادة الأحزاب ورجال السياسة في تونس مجهود تونس وأساسا مجهود الرئيس بن علي في نجاح القمة العربية وجمع شمل العرب في ظروف عصيبة تعيشه الأمه العربية الواقعة الآن تحت الكثير من المحن.
قمة تونس الناجحة برهنت مرة أخرى أن تونس كانت وستبقى أرض اللقاء العربي وصوت الأمة العربية وصوت شعوبها وشارعها.
نجحت تونس في أن تعيد للقمة العربية مصداقيتها وأن تعيد لهذه المؤسسة دورها وجعلت القادة العرب يصيغون القرارات التي أتت متجانسة مع تطلعات الشارع العربي وأساسا مع قضية فلسطين، قضية العرب المركزية ومع ما يعيشه الشعب العراقي تحت وطأة الاحتلال.
نجحت تونس ونجحت قيادتها في جمع شمل الأمة العربية في وقت كان يعتقد الجميع أن شملها يصعب جمعه.
إعداد: سفيان الأسود
** ابراهيم حفايظية عضو قيادة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: في قمة تونس القرار كان عربيا
تونس «الشروق»:
اعتبر السيد ابراهيم حفايظية عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ان انعقاد القمة يعتبر نجاحا لتونس التي عملت على جمع شمل العرب وتوحيد كلمتهم.
وقال إن قمة تونس أنقذت ما يمكن انقاذه في وقت تمر فيه الأمة العربية بظروف حالكة خاصة والشعب الفلسطيني يعيش ويلات ومحن من جراء الغطرسة الصهيونية.
كما يعيش الشعب العراقي تحت الاحتلال وهو ما يتطلب من القادة العرب الوقوف إلى جانبهم وبالتالي الوقوف إلى جانب قضايا الأمة.
وأكد السيد ابراهيم حفايظية عضو قيادة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ان القمة العربية أكدت إلى جانب نجاح تونس في جمع شمل العرب بروز موقف موحد لدول المغرب العربي وهي المجموعة التي ظلت متمسكة بالمواقف العربية الثابتة.
وقال إن قمة تونس جعلت القرار العربي عربيا بعيدا عن الضغوطات والاملاءات وكانت صريحة في قراراتها التي تستجيب لانتظارات الشارع العربي.
وأضاف انه لابد من المرور إلى تنفيذ قرارات القمّة العربية واصلاح الجامعة العربية وهو الاصلاح الذي بات ضروريا الآن ولا هروب منه.
** محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية: قمّة تونس كانت قمّة «بن علي» الذي نجح في توحيد الصف العربي
تونس «الشروق»:
أشاد السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية بجهود تونس وأساسا جهود الرئيس بن علي في جمع شمل العرب مؤكدا نجاح القمة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية.
وقال بوشيحة إنه يمكننا أن نؤكد الآن أن القمة العربية كانت فعلا قمة الرئيس بن علي الذي بذل جهودا كبيرة لجمع شمل العرب.
وأضاف إن قرارات القمة العربية كانت تستجيب لنبض الشارع العربي الذي كان متطلعا لها.
وقال اننا نحيّي مواقف القادة العرب من قضية فلسطين ودعم حقوق شعبها في اقامة دولة مستقلة والمطالبة بانهاء احتلال العراق.
وأضاف ان قمة تونس نجحت في اقرار اصلاحات جذرية لتطوير عمل الجامعة العربية وتفعيل دورها وطالب بأن تنخرط الأنظمة العربية في هذه الاصلاحات وهو ما يستجيب لتطلعات الشارع العربي.
واعتبر السيد محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية أن الأمة العربية أمام قرارات مصيرية وظروف استثنائية وحرجة ولابد من التفاعل الايجابي مع قرارات قمة تونس التي تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك ونجحت في توحيد الصف العربي بالرغم من كل الظروف التي تمرّ بها الأمة العربية خاصة في فلسطين والعراق.
وقال ان أمام القادة العرب الآن ضرورة تنفيذ قرارات القمة والاستجابة لتطلعات الشارع العربي.
** «محمد الدم» عضو حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: القمة ناجحة ولابد من تنفيذ قراراتها
تونس «الشروق»:
أكد السيد محمد الدم عضو حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ان تونس نجحت في جعل القمة تنعقد في موعدها وبالتالي أعطت للقمة مصداقيتها خاصة أمام الشارع العربي.
واعتبر محمد الدم ان قرارات القمة العربية كانت تاريخية وسيشهد التاريخ على جهود تونس التي بذلتها في جمع شمل الأمة العربية التي للأسف انقسمت وتشتتت مواقفها.
وقال محمد الدم ان أمام العرب الآن وخاصة القادة تنفيذ القرارات التي كانت مستجيبة لتطلعات وانتظارات الشارع العربي من المحيط إلى الخليج.
واعتبر ان القمة كانت قراراتها هامة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية المغتصبة والتي لابد أن تعود إلى أهلها. كما اعتبر ان قرارات القمة تأتي لصالح الشعب العراقي الذي انتظرها وهو يعيش الآن تحت وطأة الاحتلال.
وقال محمد الدم إن تونس كانت صوت الشارع العربي في قمة القادة العرب وعبرت فعلا عن انتظاراته وآماله في توحيد كلمة العرب وتوحيد صفوفهم.
وطالب محمد الدم بأن تنفذ كل القرارات حتى يعود الأمل للشعوب العربية وأن يعمل القادة العرب على تقديم الدعم لفلسطين وشعبها في مواجهة آلة الحرب الصهيونية وأن يتحرّر العراق ويعود إليه استقراره وينهض من جديد.
وحيّ محمد الدم جهود تونس ورئيسها من أجل أن تتوحد كلمة العرب من جديد.
** جلال بن حميدة (نائب): واقعية في القرارات مقارنة بالقمم السابقة
تونس الشروق :
أكّد السيد جلال بن حميدة عضو مجلس النواب ان القمة العربية التي انعقدت نهاية الاسبوع الفارط بتونس كانت قمّة الارتقاء الفعلي الى تطلعات القاعدة وقال: «هناك واقعية في القرارات مقارنة بالقمم السابقة... وذلك بفضل الحرص الكبير لتونس ورئيسها من اجل أن تُلامس الاشغال والنقاشات والقرارات هموم الشارع العربي من المحيط الي الخليج».
وأشار المتحدث الى ان القمة وبشهادة الجميع كانت ناجحة بحكم ما استندت اليه من مقاربة حقيقية وفعلية بعيدة عن الشعارات والمزايدات.
وأضاف المتحدث «نحن ننتظر الان مرور القادة العرب الى تنفيذ ما اتفقوا عليه وتجسيده على ارض الواقع...». وقال «اليوم لم يعد الحديث ممكنا الا على التكتلات الكبرى وهو ما يفترض مزيد رص الصف العربي وتدعيم التعاون المشترك على غرار ما يحدث في العالم كله. وأفاد المتحدث ان الرهانات الموجودة تفترض تدعيم اواصر العمل العربي وتقويتها حتى تكون قادرة على مجابهة التحديات.
خالد
** عبد الله عبعاب (نائب): قمّة النقاش الثري والمصداقية الكبيرة
تونس الشروق :
يرى السيد عبد الله عبعاب النائب في البرلمان عن التجمع الدستوري الديمقراطي ان القمّة كانت ناجحة بحكم أنها تطرّقت لجميع المواضيع التي تؤرق المواطن العربي بالاضافة الى القضية الفلسطينية التي قال عنها الرئيس زين العابدين بن علي انها «قضيتنا الاولى» تعرّض القادة العرب الى الوضع في العراق والتهديدات التي يتعرّض لها القطر السوري الشقيق.
ويقول السيد عبعاب: «أنا شخصيا اعتبر من انجح القمم العربية، ذلك انها كانت فاعلة وذات مصداقية عالية وقد تميّزت بالنقاش الثري والاجواء الديمقراطية الناجحة».
وأشار المتحدث الى التنويه الاعلامي الكبير الذي رافق القمّة والذي أثبت ان تونس هي التي كانت تقف بجد وجهد من اجل انجاح القمة وضمان كامل الممهدات للالتقاء العربي وتفعيل المجهود العربي.
وأضاف المتحدث «لقد تابعت نشاط القمم العربية منذ نشأة الجامعة العربية منذ 1949 واعتقد أنه لم يسبق أن عرفت أية قمّة أخرى مثل هذا النجاح وخاصة من حيث احكام التنظيم ونوعية المواضيع المطروحة على أنظار القادة وممثليه».
ويعتقد المتحدث ان انجاح القمة لم يكن امرا يسيرا بالمرة وانه كان بالاساس ثمرة جهد تونسي كبير.
خالد
** الاستاذ فيصل الزمني (محامي): قمّة احلال الخطاب الديمقراطي
لقد تواترت القمم والاجتماعات العربية على مستويات متعددة منذ ان انشأت جامعة الدول العربية ومرّت الامة العربية بجملة من النكسات والمحن والنكبات بشكل جعل من المواطن العربي يجني آثار الهزائم المتتالية ويفقد الأمل في المستقبل بل انه صار لا يُعير اهتماما بانعقاد هذه القمم التي تبقى فعالياتها محاور للجدل والنقاش عند النخبة العربية لا أكثر ولا أقل.
لقد جادت قمّة تونس لكي تقطع مع هذا النهج وكان لابد من جُرأة تاريخية وموقف ثابت لا رجعة فيه تحمّل مسؤوليته الرئيس بن علي في وقت تمرّ فيه الامة العربية بأصعب فترات حياتها وفي وقت يتدخل فيه رئيس عربي معترف به بواسطة الأقمار الصناعية ويعجز عن الحضور بذاته مما يحمل ذلك من اذلال لكل العرب، كما ان الظرف يتميز بحركة عدم استقرار واحتلال واضح لقطر عربي هو العراق الشقيق الذي يقدّم الشهداء والفداء كل يوم ولحظة إن قمّة تونس ولئن كانت ثورة في تاريخ القمم العربية فهي تدعونا الى التوقف عندها لكي نحيي الجرأة التي تحلّى بها الموقف التونسي، ودفع الحوار الى النقاش حول الارضية الحقيقية التي يجب ان ينطلق منها البناء ا لعربي ألا وهي الديمقراطية المحلية وحق المواطن العربي في التنمية وفرض احترام حقوق الانسان العربي من أجل بناء مجتمع عربي قادر على ان يكون مجتمعا يمكن ان يقبل حركية التاريخ، لذلك فإنني اعتبر ان ما تم خلال قمة تونس هو بداية ثورة الانسان العربي على الظلم والقهر ونحن في حاجة لأن نقول لكل العرب ما جاء في بيان السابع من نوفمبر «لا مجال بعد اليوم للظلم والقهر» فالانسان العربي بوضعه الراهن لا يمكنه السير الى الامام الى متى فكّت الاغلال من حوله ومتى حرر من القمع والتسلط.
لقد بدأت قمّة تونس مشروعا كبيرا هو «الثورة الديمقراطية العربية» واني ادعو جميع مكونات المجتمع المدني العربي من أجل مساندة هذا التحرّك ووضع الروافد له لانه يحمل أمل الشعب العربي في الحياة والتقدّم.
ان القمّة العربية وان لم تتخلص من بعض شوائب الماضي فقد نجحت في احلال الخطاب الديمقراطي محل الزعامة البغيضة والحسابات الضيّقة.
خالد
**محامون يقيّمون قرارات القمة العربية: في تاريخ العرب يستوجب تجسيمه على أرض الواقع
تونس الشروق :
تباينت مواقف المحامين التونسيين حول تقييم القرارات التي صدرت عن اشغال الدورة السادسة عشرة للقمّة العربية والتي اختتمت اول امس، وفيما رأى موقف ان هذه القرارات يُمكن ان تحدث المنعرج في العمل العربي فإن موقفا آخر تمسّك بضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة.
فلقد رأى الاستاذ لطفي العربي رئيس جمعية المحامين الشبان ان اهم نقاط اشغال القمّة التي لا يمكن الا الاشادة بها هي مسألة الاصلاحات الديمقراطية وقضية حرية المرأة ومساندة الشعب الفلسطيني والمطالبة بحماية دولية له اضافة الى رفض التهديدات الامريكية لسوريا وقضية الاصلاح الهيكلي لجامعة الدول العربية.
وقال الاستاذ لطفي العربي ان ما يمكن تسجيله ايجابيا للقمة العربية في دورتها السادسة عشرة المنعقدة بتونس يومي 22 و23 ماي الجاري هو الحضور الهام للقادة العرب وإلتزام كافة الاطراف بالمبادئ العامة للعمل العربي المشترك وللشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة في خصوص قضية فلسطين والقضية العراقية، وهو ما يمثل بالنسبة اليه الارضية القانونية لفضّ هذه النزاعات.
وقال «أنا شخصيا اعتبر أن دفع العمل العربي المشترك الى الامام وتأكيد كافة الدول العربية على التزامها بقضاياها المصيرية وقضايا الاصلاح هو ما يحسب لهذه القمّة، وهو ما يمثل منعرجا ايجابيا في العمل العربي ويجعلها ناجحة ويضفي عليها الجدية والنجاعة.
من جهة ثانية رأى الاستاذ فوزي بن مراد المحامي ورئيس «لجنة الدفاع عن صدّام حسين بتونس» أن الاساسي في القمّة العربية ليس القرارات الجريئة التي يمكن اتخاذها وانما استتباعاتها على ارض الواقع «فالمهم هو ان يراها المواطن العربي على أرض ا لواقع مجسمة فعليا...» وقال الاستاذ فوزي بن مراد «انه من المؤسف حقا ان يكون ياسر عرفات محاصرا ولا يستطيع المشاركة في القمة العربية وان يكون الرئيس صدّام حسين في السجن وبلده تحت الاحتلال» وأضاف ان العرب لا يريدون التفريط أكثر في ارضهم وسيادتهم وأنه لا يجوز ان تكون قرارات القمة العربية في طريقها الى أرشيف جامعة الدول العربية كغيرها من القمم بل المطلوب ان تلقى قرارات الدورة ستة عشرة استتباعاتها الجديدة على ارض الواقع وأن تسعى الى النهوض بالأمة العربية من لحظة الانتكاس الى لحطة جديدة مبنية على الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان، وهي المبادئ التي تبنتها القمة والتي نرجو أن تجد طريقها الى ارض الواقع بعيدا عن الرؤى الامريكية.
أما الاستاذ يوسف الرزقي المحامي والناشط الحقوقي فكان رأيه في اتجاه التمسك بتنفيذ ما ورد في البيان الختامي لاشغال قمة تونس وقال «عموما، فإنها قرارات جيدة لكن الاهمية في تطبيقها» وأضاف انها قرارات في مجملها محل اتفاق وهي ايجابية. لكن «لاحظنا انها تستهدف التأجيل اكثر من الحسم» وانتقد الاستاذ الرزقي الطريقة التي انسحب بها العقيد معمّر القذافي وفي خصوص القضية الفلسطينية قال «لا نريد ان يكون الامر كالسابق، الكلام جميل والفعل منعدم... اذ لا بد من دعم فعلي للشعب الفلسطيني» اما عن القضية العراقية، فقال الاستاذ الرزقي «إن قرارات القمة لم تكن في مستوى طموحات الشعب العربي، ولم تقم بادانة صريحة للاحتلال» وأضاف بأن هناك قرارات صدرت عن القمّة لا يمكن الاختلاف حولها مثل مساندة سوريا ولبنان او التمسك بوحدة الارض العراقية وادانة اسرائيل والمجازر التي ترتكبها في حق القيادات الفلسطينية.
منجي الخضراوي
**الشارع التونسي: قمة ناجحة على كل المستويات ويجب تفعيل القرارات
ينظر الشارع التونسي بكثير من التقدير والاعتزاز الى الموقف الشجاع للرئيس بن علي وتونس التي نجحت في عقد القمة العربية واحتضانها في ظروف عربية صعبة والخروج بقرارات حكيمة ومعتدلة ويرى أغلب التونسيين انه آن الاوان لكي تلعب الجامعة العربية دورها في تفعيل هذه القرارات وفي التحرك بالتعاون مع كافة الدول العربية الاعضاء بكافة الوسائل ودون التقيد بالمواعيد الرسمية للقمم العربية قصد التوصل الى حلول ناجعة لمشاكل الأمة.
ويرى السيد محسن ان قمة تونس المنعقدة موفى الاسبوع المنقضي نجحت على كل المستويات وهو ما يؤكد جدوى وفاعلية قرار تأجيلها الذي اتخذته تونس في المرة السابقة. ويرى ايضا ان تونس باحتضان القمة تكون قد لعبت دورا كبيرا في استعادة مكانة الجامعة العربية التي وجهت اليها انتقادات كبيرة من طرف الشعوب والنخب العربية في الفترات الاخيرة وصلت الى حد اتهامها بالعجز عن مجرد عقد الاجتماعات.
وفي التأكيد للعالم ولو في الحد الأدنى أن للأمة العربية موقف تلتف حوله كافة الدول العربية.
وعلى مستوى النتائج قال هذا المواطن إن قمة تونس يُحسب لها على الأقل انها أخرجت الامة من دوامة هل ستعقد القمة أم أنها ستبقى معلقة، وفي هذا طبعا انفراج نفسي كبير وتحفيز لكافة العرب على التفكير الجدي في المستقبل والتركيز على القضايا والمشاكل الكبرى التي أرقت الامة بأكملها والتي لا يمكن حلها الا بالتوحد والعمل الجماعي المتواصل.
وقال السيد لزهر الشامخ انه يود استغلال الفرصة لتوجيه تحية اكبار الى تونس التي يقر لها الجميع بما في ذلك أمين عام الجامعة العربية بالدور الكبير الذي لعبته في اعادة الاعتبار للجامعة وللأمة العربية في هذا الظرف العصيب الذي أصبح فيه مجرد عقد الاجتماعات أمرا عصيا ويتطلب التفكير وتعميق النظر.
وأضاف قوله ان النتائج والقرارات التي خرجت بها قمة تونس مشرفة جدا متسائلا مَن من العرب ينتظر أكثر من قرار يقر بضرورة ان تقوم كافة الدول العربية بإصلاحات شاملة تدعم الديمقراطية وحقوق الانسان ودور المرأة فيها ألا يمكن اعتبار هذا القرار مدخلا لبقية الاصلاحات وبالتالي مدخلا لبناء أمة عربية واحدة قادرة على مجابهة كل الصعوبات وايجاد الحلول لكافة مشاكلها وقضاياها المعقدة.
وشدد السيد لزهر على عنصر الاصلاح السياسي والديمقراطي ولكنه قال ان مجرد أخذ القرار لا يكفي بل يجب ان يقترن بعمل سياسي وديبلوماسي منتظم ومتواصل لدعمه واقناع الجميع باعتماده تماما مثلما نرى ذلك في الاتحاد الاوروبي الذي يعمل بشكل دائم وتشترك كافة دوله في تفعيل كل مشاريعه ولا تنتظر انعقاد القمم والمواعيد الكبرى ولا تحتاج لإقامة المهرجانات والكرنفالات للقيام بذلك.
وقال السيد محمد بوسالمي ان تونس قامت بالمطلوب بل انها نجحت نجاحا باهرا عندما احتضنت القمة العربية ومنحت للدول العربية وللأمة كافة فرصة لاستعادة الانفاس والعودة بقوة للتعبير عن مواقفها أمام العالم.
وأضاف انه يرجو ان تعود الجامعة العربية لسالف نشاطها بعد ان مكنتها تونس من تخطي أصعب محنة تعرضت لها بعد الاحداث الكبرى التي حصلت في الفترة الاخيرة وعلى رأسها احتلال العراق.
وبالمثل قال السيد عبد المجيد انه يأمل ان تنجح القمم العربية المقبلة في تحقيق ما يطمح اليه المواطن العربي مثلما نجحت قمة تونس.
محمد اليزيدي
صور : طارق سلتان
** الأستاذ منجي بن ابراهيم (مسرحي): قمّة الأمل
في اعتقادي هناك تحوّل واضح في هذه القمة، وخصوصا على مستوى ارضية العمل واتخاذ القرارات.
في القمم الفائتة لم تكن ارضية العمل في الغالب جاهزة نظرا للعراقيل الكثيرة التي تحول دون الوحدة العربية.. كما ان القرارات كانت تتسم بالآلية والتسرّع..
في هذه القمة توفرت ارضية عمل جديدة، وايجابية كما اتخذت القرارات بروية وتعمّق.. ولعل من اهم القرارات او البنود التي وقع اتخاذها، الاصلاحات الداخلية لكل بلد عربي اضافة الى القضيتين المحوريتين وهما قضيتا فلسطين والعراق..
وفي رأيي يمكن اعتبار هذه القمة كأهم قمّة في تاريخ القمم العربية، اذ تم فيها النسج على منوال القمم الاوروبية التي تبقى نموذجا يحتذى في العالم... ففي هذه القمة توصّل العرب ولو نسبيا الى اعداد وثيقة عمل مستقبلية.
وهذه الوثيقة يمكن ان تفتح ابواب الامل للشعوب العربية، التي كادت تفقد كل امل في الاصلاح..
** الدكتور عبد الجليل بوقرّة: سلامة المقاربة التونسية
ان انعقاد القمة في هذا الاسبوع وفي الوقت الذي التأمت فيه يفنّد كل ما جاء في بعض المقالات التي حمّلت تونس مسؤولية عدم انعقاد القمة في الشهر الماضي ويؤكد ان التأجيل كان لمصالح قومية وفرضته ضرورة الاعداد الجيد للخروج بقرارات تتلاءم مع ما تنتظره الشعوب العربية من هذه القمة.
الملاحظة الثانية هي عدم انسياق تونس في الرد على التهم التي وجهت لها وهو ما يثبت تمرس تونس بالديبلوماسية الهادئة والفاعلة التي اثبتت صحتها في عدة مناسبات.
ثالثا هذه القمة اكدت نجاح المقاربة التونسية في مسألة الاصلاح والتطوير باعتبارها حاجة ضرورية تستجيب للواقع العربي وليست مفروضة من الخارج واعتبارها مسائل ملحّة لا تحتمل التأجيل.
كما نجحت هذه القمة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الجامعة العربية التي اعطتها القمة روحا جديدة ونفسا جديدا سيمكنها من تطوير هياكلها.
** منصف السويسي: قمة العقلانية والمصالح القومية
ان هذه القمة عبّرت بما جاءت به من قرارات وبيانات وخاصة بيان تونس على ان التأجيل الحاصل كان ضرورة حتمية ومصلحة قومية تجلّت في محتوى قرارات هذه القمة التونسية بما تضمنته القرارات من اجراءات ومن مواقف عقلانية موضوعية تخدم المصالح الوطنية والقومية للدول العربية، فهي ليست قرارات فضفاضة ولا شعارات خلاّبة ولا مواقف متطرفة وانما هي عوامل وفواعل قابلة للتنفيذ وكل ما نرجوه ان تقع متابعة الحرص الملموس لرئىس الدولة على مناجزة هذه القرارات التي اعلن عنها في تونس.
والحقيقة ان هذا ليس غريبا على تونس فالقمة جاءت جدية ومعتدلة وعملية. فالامة العربية لا تملك العالم ولا تحكمه وليست وحدها طرفا في صنع وصياغة العالم وانما هي طرف يمكن ان يكون فاعلا اذا ما تضامنت هذه الامة وتكاتفت ونسّقت جهودها ومدّت يد التعاون في ما بينها والى الآخرين.
** السيد سامي بن عامر (رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين): لا خيار الا تعميق البحث في التحديث والاصلاح
النتائج والقرارات التي أفرزتها القمة العربية بتونس أقامت الدليل على ان قرار تأجيلها في المرة الاولى كان في محله وكان له الوقع الايجابي على مستوى التنظيم وكذلك على مستوى نوعية القرارات التي اتخذت.
أكيد ان ما توصلت اليه القمة العربية من قرارات حول التحديث والاصلاح من الاشياء الجديدة والايجابية التي بدأ القادة العرب البحث فيها وهذا مؤشر يبرز التوجه الجديد في العمل العربي المشترك وعلى مستوى عمل الجامعة العربية، وهو توجه يفرضه الواقع العربي الحالي والمرحلة التي يمر بها العالم العربي والتحديات المفروضة علينا كعرب.
اذن القمة العربية في تونس كانت ايجابية وتأجيلها في المرة الاولى هو الذي ضمن نجاحها كذلك القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والعراقية كانت هي ايضا ايجابية، وتبرز ان هناك اتفاقا واجماعا بين الدول العربية حول القضيتين العراقية والفلسطينية.
القمة العربية ايجابية وهي خطوة مرحلية ستتلوها خطوات أخرى وستفتح آفاقا جديدة للعمل العربي المشترك، فلا خيار للدول العربية الا مواصلة التعمق في النقاط والقرارات التي اتخذت.
** الأستاذ يوسف رزوقة (شاعر واعلامي): لقد تحقق المؤمل
لقد حققت القمة المؤمل منها وأمكن للقادة العرب ان يلتقوا حول أمهات المشاغل التي تخص البلاد العربية اليوم وغدا.. وتمت بالتالي الاحاطة بعديد المستجدات والمسائل العالقة تطلعا الى الغد واستشرافا.. وكل هذا من شأنه أن يجعل المسؤول العربي على وعي تام بما حدث او بما يمكن أن يحدث في المستقبل على خلفية ان العالم اليوم في هذا الفضاء الاتصالي المعولم لم يعد يسمح بالمواقف المرتجلة والرجراجة والتي لا تفضي اذا أفضت الا الى طريق مسدودة. ولعل في التمشي التونسي خير دليل على مدى النظرة الاستباقية التي تقول بها تونس والتي من شأنها ان تضع قرارات هذه القمة مع بلدان عربية أخرى على الطريق السالكة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.