وصفت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، راضية الجريبي اليوم الثلاثاء الوضعية الإنسانية للطفل هيثم ب "الصعبة" و"المؤلمة" بعد أن فقد بصره على اثر تعنيف تعرض اليه الشهر الماضي بالقسم في مدرسته من طرف معلمته. وقالت راضية الجريبي في اتصال هاتفي مع "جوهرة أف أم"، إن هيثم البراهمي البالغ من العمر 7 سنوات، يعيش صدمة نفسية صعبة وأصبح يخاف من كل شخص يقترب منه، بعد ان أصبح غير قادر على الرؤية بصفة طبيعية حيث تم اجراء ثلاث عمليات جراحية على عينه اليسرى التي فقأتها معلمته، بمستشفى الهادي الرايس للعيون بباب سعدون بتونس العاصمة، إلا انها باءت بالفشل. وكانت معلمة هيثم فقأت عينه اليسرى يوم 13 ماي الماضي، ووقعت هذه الجريمة في القسم أثناء الدرس وقد ضربته على عينه بواسطة خرطوم ماء بداخله عصا ما أسفر عن إصابة بالغة بعينه استوجبت تدخلا جراحيا. وقد اصيب الطفل هيثم بصدمة نفسية منذ حصول هذه الحادثة. وتم التكتم من طرف مدير المدرسة على هذه الحادثة لمدة عشرة أيام تقريبا منذ حصولها قبل أن يكشفها الإعلام ما أدى إلى تدخل وزارة التربية بإنهاء خدمات المعلمة الجانية والتحقيق مع مدير مدرسة "أم العظام"، التي تقع في قرية نائية من ولاية سيدي بوزيد، فيما نُقل الطفل للعلاج في تونس بعد انكشاف الأمر الا ان التدخل كان متاخرا جدا وذهب ضحيته هيثم. وأضافت محدثتنا، أن الطبيبة المباشرة للطفل هيثم بالمستشفى رجحت انه من الصعب ان يستعيد هيثم نظره بعد محاولات انقاذه بسبب تلقيه الاسعافات متاخرا بساعات بعد حصول الحادثة منذ ثلاثة أسابيع تقريبا بمدرسة أم العظام وقبل نقله متأخرا أيضا وبعد 10 أيام إلى تونس. ولم يكن واضحا عما إذا كانت حالة هيثم تستوجب نقله إلى الخارج لإجراء عملية أخرى لإعادة بصره. كما يلاحظ أنه لم يتم تسجيل أي تدخل لرجال أعمال لمساعدة الطفل هيثم فيما قوبل ملفه باللامبالاة والتجاهل من طرف السياسيين رغم حالته. قانونيا، أكدت راضية الجريبي أن المعلمة المتهمة تسعى حاليا لإقناع أسرة الطفل للتنازل عن الدعوى القضائية التي رفعت ضدها للإفلات من العقاب. كما تحاول حاليا إقناع والد الطفل للتنازل عن حق هيثم واسقاط القضية. وأضافت أن والدة هيثم تمر بوضع صعب جدا أمام فقدان الأمل لمعالجة طفلها، وضغوطات تتعرض إليها للتنازل عن القضية استغلالا لبساطتها إضافة إلى وضعها الصعب والمهمّش اجتماعيا. وأكدت أن منظمتها تعمل على الإحاطة النفسية بالأم والطفل وعلقت قائلة "حالة هيثم بجسمه النحيل وجسده الصغير صعبة جدا ويواجه مصيرا مؤلما".