القاهرة القدسالمحتلة (وكالات): أعلن الرئيس المصري حسني مبارك استعداد بلاده للقيام بدور أمني في قطاع غزة ولإيفاد خبراء لمساعدة السلطة الفلسطينية على فرض الأمن بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض من القطاع. ويأتي ذلك فيما صعّد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس «لهجته» وذلك عشية اجتماع «حاسم» للحكومة حول خطة فك الارتباط التي تم تأجيل التصويت عليها إلى أجل غير مسمى. وبعدما كانت تكتفي بتأكيد استعدادها لتأمين الحدود بين مصر والقطاع ولاستضافة أفراد الشرطة الفلسطينية أعربت القاهرة لأول مرة عن استعدادها ل»لعب» دور أمني في غزة، وفق ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. **دور مصري وقال المصدر ذاته ان الرئيس المصري بعث برسالة إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أبلغه فيها باستعداد مصر للقيام بدور أمني في القطاع وايفاد خبراء فورا لمساعدة السلطة الفلسطينية على فرض الأمن بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض. وجاء في الرسالة: «إنه بعد التشاور مع القيادة الفلسطينية فإن مصر تؤكد استعدادها لبذل كل ما في وسعها لمساعدة السلطة الفلسطينية في تنفيذ التزاماتها حيال خطة خريطة الطريق بما في ذلك الالتزام بتحسين الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة. كما تضمنت الرسالة استعداد مصر للمساهمة في القيام بالاصلاحات اللازمة في السلطة الفلسطينية الهادفة إلى تمكينها من السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية بدءا بالمناطق التي سيتم اخلاؤها في اطار خطة الانسحاب. وأبلغ مبارك في رسالته الحكومة الاسرائيلية استعداد مصر لايفاد مجموعة من الخبراء المتخصصين من ذوي الخبرة في مجال الأمن إلى الأراضي الفلسطينية على القيام بمسؤوليتها في مجال الأمن. وجاءت رسالة مبارك هذه ردّا على رسالة كان تلقاها من شارون يبلغه فيها بمضمون خطبه المعدلة للانسحاب من قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية ويعرب له فيها عن ترحيبه بدور مصري في عملية الانسحاب، وفق ما ذكرته مصادر مصرية. لكن الرئيس المصري اشترط في تصريحات له بموسكو نشرتها الصحف المصرية أمس الحصول على ضمانات من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتأمين الخبراء المزمع إيفادهم إلى غزة. ويجد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حاليا مصاعب كبيرة في «تسويق» خطته المعدلة للانسحاب داخل حكومته التي تبدأ اليوم نقاشها للخطة. **حرب أعصاب وقال شارون في تصريحات نقلتها عنه الاذاعة الاسرائيلية العمومية «لقد حان الوقت لاعتبار ان اللعبة السياسية والمساومات والتهديدات التي تهدف إلى التأثير على «اللعبة الديمقراطية» قد انتهت على حد وصفه معتبرا ان الأغلبية باتت تؤيد خطته للفصل مع الفلسطينيين التي قال انها تخدم مصلحة اسرائيل. وفي هذا الاطار بالذات وجه شارون أمس انتقادات شديدة لبعض من وزراء حكومته الذين اتهمهم بتأييد خطته ثم التراجع عن ذلك في ما بعد. ووصل «الصراع» ذروته بين شارون ووزير المالية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عشية اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي لمناقشة خطة الفصل المعدلة التي تنص على اخلاء قطاع غزة على مراحل وتفكيك كل مستوطنات القطاع واخلاء أربع مستوطنات منعزلة في شمال الضفة الغربية. وتحدثت مصادر عبرية عن «حرب أعصاب» بين شارون ونتانياهو بخصوص هذه الخطة التي يبدي حيالها وزير المالية الاسرائيلي تحفظات كبيرة.