بدأ رئيس الوزراء الأمريكي ارييل شارون أمس هجوما سياسيا لفرض خطته المعدلة لما يسمى بفك الارتباط معتبرا مع وزرائه الداعمين له ولخطته أن هذه الخطة ضرورية لضمان التعهدات التي قدمتها الادارة الأمريكية. ووفق ما ذكره شارون ومساعدوه فإن الصهاينة مصممون على الاستفادة من التعهدات الأمريكية لتوسيع حدود اسرائيل ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين. وأبلغ أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أمس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الاسرائيلية بتفاصيل خطته المعدلة للانسحاب من قطاع غزة مستعرضا دعم وزرائه لهذه الخطة التي تسمح على حد قوله بتوسيع حدود اسرائيل. بل ان شارون بدا مصمما على فرض خطته التي من المنتظر أن يطرحها على الحكومة للتصويت الأحد المقبل مشيرا إلى ان خطته هذه ستنفذ بشكل كامل حتى موفى عام 2005 . صفقة واحدة وقال شارون في تصريحات له أمس بعد مثوله لمدة ثلاث ساعات أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الاسرائيلية: «إن الخطة ستتم الموافقة عليها لدى عرضها على الحكومة للتصويت الأحد القادم. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العمومية عن مصادر مقربة من شارون أن هذا الأخير قد يقدم على المطالبة بتنظيم انتخابات مبكرة خلال أكتوبر المقبل في حال أمرتم الموافقة على خطته المعدلة. ولم تستبعد المصادر أن يقدم شارون على إقالة وزراء من الحكومة الحالية لضمان غالبية مؤيدة لخطته. كما تحدثت المصادر ذاتها عن اعتزام رئيس الوزراء الاسرائيلي ضم وزيرين جديدين للحكومة الاسرائيلية لأجل هذا الغرض. وقالت المصادر ان الوزيرين اللذين سيكونان على الأرجح من المؤيدين للخطة في حزب الليكود هما النائب فكتور برايلوفيسكي أو النائب ميلي بوليشوك بلوخ من «شينوي» لكن شارون مضى في «تهديداته» أمس إلى حد القول بأن اسرائيل تغامر بخسارة الضمانات الأمريكية التي لم يسبق لها مثيل إذا ما لم تتم الموافقة على خطة الانسحاب من القطاع الأحد المقبل. وقال شارون الذي يواجه أزمة سياسية تهدّد بانهيار حكومته إن «الالتزامات» الأمريكيةالجديدة التي يمكن أن تؤدي إلى توسيع حدود إسرائيل ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين تواجه الآن عدة مخاطر. وأضاف في حديثه للصحفيين إن اتفاقا مع الولاياتالمتحدة يتحدث عن سلسلة خطوات كاملة يتعين على اسرائيل أن تتخذها وضمانات أمريكية لها أهمية قصوى مشيرا إلى أنها جميعها «صفقة واحدة» على حدّ قوله، وتؤيد غالبية بسيطة من الوزراء (في حكومة شارون) هذه الخطة التي ستؤدي إذن لتوسيع حدود اسرائيل ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين باعتبار التعهدات الأمريكية. وقد حصل شارون على دعم مصري لخطته المعدلة وذلك في إطار الدور المصري المحتمل في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه. موافقة... مبدئية وكشفت مصادر مصرية أمس ان القاهرة حصلت على موافقة مبدئية أمريكية واسرائيلية برفع الحصار جزئيا عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات كجزء من المبادرة الأمنية المصرية التي وافق عليها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي. وذكرت المصادر ان الولاياتالمتحدة واسرائيل وافقتا على هذه المبادرة برفع الحصار عن عرفات بعد اقتناعهما بأنه الوحيد القادر على ضبط الأمن في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه. وأضافت المصادر ان واشنطن طالبت مصر في هذا الصدد بالعمل على اقناع عرفات بتمكين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع من أداء دوره المنوط بعهدته وتخلي عرفات عن السيطرة على الأجهزة الأمنية. وأعلن عرفات أمس الأول أنه ينتظر الردّ الاسرائيلي على مقترحات مصر لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة معتبرا أنها مجرّد مقترحات وليست مبادرة. وفي سياق هذه الخطوات قرّر شارون ايفاد وزير خارجيته سليفان شالوم إلى مصر.. لكن مصدرا مصريا أعلن أمس أن هذه الزيارة تأجلت إلى الاثنين القادم بعد أن كانت مقرّرة لليوم الخميس.