الخبر المملكة العربية السعودية (وكالات) : قتل أمس عدد من الغربيين بينهم أمريكي وبريطاني وسويدي في سلسلة هجمات شنها مسلحون على مكاتب ومجمعات سكنية تابعة لشركات نفطية في مدينة «الخبر» شرقي المملكة العربية السعودية... وتخلل الهجمات التي تبناها على الفور تنظيم «القاعدة» احتجاز عديد الرهائن بينهم لبنانيون وهولنديون تم الافراج عنهم بفارق ساعات. وبعد ساعات من الافراج عن الهولنديين الثلاثة بدأ حوالي 200 عنصر من الأمن السعودي اقتحام المبنى الذي يحتجز فيه المسلحون أكثر من 50 رهينة حسب بعض التقارير. ودوت أصوات انفجارات واطلاق نار في بداية العملية. وأكد ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز مساء امس مقتل 10 سعوديين وأجانب على الأقل مؤكدا ان الهجمات تهدف الى الاضرار بالاقتصاد السعودي، وكانت مصادر مختلفة ذكرت في وقت سابق ان 4 مسلحين نفذوا الهجمات التي وقعت بعد شهر واحد من عملية مماثلة استهدفت مجمعا نفطيا في مدينة «ينبع» غربي المملكة وقتل فيها 6 غربيين. **قتلى ورهائن وتراوح عدد القتلى وفق مصادر مختلفة ما بين 11 و17 بينهم عدد من الغربيين العاملين في شركات النفط خلال الهجمات المسلحة في «الخبر». وأكدت المصادر الرسمية الأمريكية مقتل أمريكي فيما تأكد ايضا مقتل سويدي و(بريطاني على الارجح). وأكدت المصادر ان 4 مسلحين نفذوا الهجمات التي وصفتها وزارة الداخلية السعودية بالعشوائية وقالت انها استهدفت مباني تابعة لشركات نفطية بينها شركة «أريكورب» (التي تشرف عليها منظمة الدول العربية المصدرة للنفط) ومجمعا سكنيا قريبا. وقال سكان من منطقة «العراكة» بين مدينتي «الخبر» والدمام على ساحل الخليج العربي ان المسلحين الاربعة اشتبكوا مع حراس منبر شركة «اريكورب» وقتلوا حارسين سعوديين وباكستانيا وفليبينيا. وبعد ذلك أطلق المهاجمون النار على حافلة كانت بصدد مغادرة مركب سكني مجاور وكان على متنها رعايا غربيون. وأكد الاهالي ان 4 غربيين قتلوا خلال هذا الهجوم الذي أعقبه اشتباك بين منفذي الهجوم وحراس مجمع «غولدن بيلت» حيث يقيم عدد كبير من الرعايا الأمريكيين. كما قتل طفل مصري عبد ان احترقت السيارة التي كان بداخلها. وفي وقت لاحق استهدف المسلحون مركز «بتروليوم سنتر» الذي يبعد عن المباني المستهدفة أولا حوالي 5 كليلومترات ويضم مكاتب شركات نفطية عملاقة بينها شركة «شال» البريطانية اليهولندية. وحسب بعض التقارير فإن المسلحين قتلوا هناك أمريكيا وسحبوا جثته على الارض. وبعد ذلك احتجز المهاجمون عديد الرهائن بنيهم نساء وأطفال في مجمع «الواحة» (أوازيس تي) الملحق بالمركز النفطي الكبير. وداخل هذا المجمع السكني وقع تبادل لإطلاق النار قتل فيه 4 من رجال الامن السعودي حسب الشهود. وأطلق المسلحون سراح 5 رهائن لبنانيين وفق ما أكده السفير اللبناني في السعودية احمد المشاط، ثم أفرجوا لاحقا عن 3 هولنديين. وشاهد مراسل لوكالة الانباء الفرنسية جنودا وعناصر من القوات الخاصة السعودية يدخلون الى مجمع «أوازيس تي» حيث تواصل احتجاز الرهائن الى مساء أمس في حين حاصر آخرون مبنى سكنيا مؤلفا من 6 طوابق. وأثناء الحصار كانت تسمع طلقات نارية متقطعة. وتحدثت تقارير اعلامية عن استخدام عبوات ناسفة وقذائف صاروخية مشيرة الى ان الاشتباكات التي وقعت بين المهاجمين من جهة وحراس المنشآت النفطية والامن السعودية كانت عنيفة. وأدت المواجهات الى تدمير عدة سيارات بما فيها السيارة التي كان بداخلها الطفل المصري رامي سمير الغنيمي (10 سنوات) الذي قضى حرقا. «القاعدة»؟ وجاءت أحداث «الخبر» غداة نشر بيان يحمل توقيع عبد العزيز المقرن مسؤول تنظيم «القاعدة» المفترض في السعودية الذي دعا أنصاره في هذا البيان الى شن أعمال عنف على نطاق واسع. وبينما كان الهجوم لا يزال متواصلا أصدر تنظيم «القاعدة» بيانا على أحد المواقع في شبكة الانترنيت تبنى فيه احداث «الخبر». وحمل البيان توقيع «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» وسمى العملية «غزوة سرية القدس» قائلا ان الهدف منها كان اقتحام مواقع شركات نفطية أمريكية تابعة لشركة الاحتلال الامريكي (هاليبرتون). وأضاف البيان ان هذه الشركات المتخصصة في أعمال البترول ومقاولات التنقيب تقوم بنهب وسرقة ثروات المسلمين. ووصف بيان «القاعدة» المفترض الغربيين المستهدفين بالصليبيين. وفي رد فعل فوري على العملية دعت واشنطن رعاياها الى مغادرة الرياض فورا.