أفاد محسن مرزوق، منسق "حركة مشروع تونس"، بأن الاجتماع الذي انعقد الاربعاء بقصر قرطاج بإشراف رئيس رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، ساده "حوار إيجابي وصريح"، وتم خلاله الاتفاق بين الأطراف المشاركة على جملة من التوجهات والنقاط التي تكفل إنجاح مبادرة تكوين حكومة وحدة وطنية، مشددا على أن الظرفية الاستثنائية التي تعيشها البلاد، "تتطلب حكومة استثنائية وبرنامجا استثنائيا". وبين مرزوق في تصريح ل"وات"، أن الاجتماع ناقش المنهجيّة التي يتعين توخيها في المشاورات حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية، وتمّ الاتّفاق فيه على رزنامة العمل، كما تم تكليف لجنة ممثلة لمختلف الأطراف تعهد لها مهمة إتمام النظر في المقترحات وإعداد وثيقة في الغرض يتم عرضها خلال اجتماع الأسبوع المقبل. وأضاف أن هذا الاجتماع، الذي ضم ممثلين عن المنظمات الوطنية، وعن عدد من الأحزاب، إضافة إلى ممثلي الرباعي الحاكم، تم الاتفاق فيه على جملة من التوجهات والنقاط التي تكفل إنجاح مبادرة تكوين حكومة وحدة وطنية، وعلى أن "تكون الحكومة الجديدة من طراز جديد ، وأن تتميز بالكفاءة والخبرة، مع ضمان النجاعة والسرعة في الإنجاز". وأكد منسق حركة مشروع تونس، أن المشاركين في اجتماع قصر قرطاج اتفقوا على العمل على تحديد منهجية وطريقة عمل هذه الحكومة أولا قبل المرور إلى الإجابة عن بعض الأسئلة ذات الصلة، من قبيل "هل يجب تكوين حكومة مختلفة عن التي تعمل اليوم ؟"، أو "هل يتعين تغيير بعض أعضاء الحكومة والإبقاء على أغلبهم؟". وأوضح في الصدد أنه تم الاتفاق على أن تواصل الحكومة الحالية عملها الى حين النظر في هذا الموضوع. وشدد مرزوق على ضرورة أن تتحلى الأحزاب المكونة للرباعي الحاكم ب"التواضع"، لأنها "في نهاية الأمر أخفقت في جزء كبير من عملها" ، كما أنه "يتعين على الأحزاب التي لم تشارك في هذه الحكومة أن تتحلى هي بدورها بالتواضع، لأنها لم تعرف شدائد الحكم ومتطلباته"، مؤكدا على "ضرورة الاستفادة من الأخطاء الحاصلة مع الحكومة الحالية". وكان بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أفاد بأن الاجتماع الذي يأتي في إطار مواصلة المشاورات حول حكومة الوحدة الوطنية ، "ضم كلا من الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، ورئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، والمسؤولين عن أحزاب حركة نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس وحركة مشروع تونس وحركة الشعب وحزب المبادرة الوطنية الدستورية والحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي". وأضاف البلاغ بأن رئيس الدولة جدد في افتتاح الاجتماع أهميّة هذا الحوار، وثمّن روح المسؤولية الوطنية للأطراف المشاركة للتوصّل، عبر أوسع توافق، إلى ضبط أولويات المرحلة المقبلة والسبل الكفيلة بتحقيقها والمطروح إنجازها على حكومة الوحدة الوطنية. يشار إلى أن رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، دعا في بداية الشهر الجاري إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لتنطلق الرئاسة عقب هذه الدعوة في مشاورات مع المنظمات الوطنية وعدد من الأحزاب التي انخرطت في هذه المبادرة لتنفيذها.
