ذكر مدير المركز التونسي للتكوين في فن الشارع والفن التمثيلي، البحري بن يحمد ان فن الشارع يظل رحلة بحث مستمرة عن مكامن الانسان ودواخل الابداع لديه في الفضاء الأرحب، الشارع، وفي هذا الاطار يتنزل عرض "الاسود قيمة" الذي ينطلق في الفضاءات العامة يوم 8 اوت القادم تباعا بكل من قليبية وطبرقة وبنزرت. وافاد خلال ندوة صحفية التامت امس بتونس العاصمة ان المركز بصدد اجراء مفاوضات مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث من اجل منح شهائد معترف بها لفائدة الشبان المنتفعين بالتكوين في مجالات الرقص والمسرح والسينما. واشار الى ان المتكونين من الشباب (16-24 سنة) في فنون الرقص والاداء والمسرح والسينما هم من الاوساط الشعبية ومن مختلف الجهات وذلك في اطار خيارات المركز الذي يسعى الى تكريس مفهوم التعايش والتسامح بعيدا عن كل اشكال التمييز الاجتماعي والتهميش. واضاف بن يحمد ان المركز يسعى الى اكتشاف الطاقات الشابة بما تحمله من ملامح ابداعية في شتى المشارب الفنية من خلال تنظيم حلقات تكوينية تحت اشراف مدربين من المانيا وسويسرا وفرنسا واضاف ان تجربة فنون الشارع قد اتسعت رقعتها من خلال تقديم اكثر من 26 عرضا في الفضاءات العامة و الشوارع بمختلف الجهات على غرار سيدي بوزيد وتالة وقفصة وقابس. واشار بن يحمد الى غياب دعم وزارة الثقافة مشيرا الى تكفل الاتحاد الاوروبي بتمويل هذا المشروع الفني (220 الف دينار) في اطار برنامج /دي،دي، دي / (دراما،تنمية ،تنوع) وافاد انه تم تنظيم 10 دورات تكوينية لفائدة 30 شابا قدموا عروضا في عديد المهرجانات الجهوية والمحلية والوطنية على غرار مهرجان الربيع . وأكد ان فن الشارع يظل تعبيرة منفتحة على قيم التعايش بين مختلف المرجعيات الثقافية والاجتماعية في كل الجهات مهما كانت خصوصياتها بما يرسخ سلوكا حضاريا مواطنيا يقبل الاخر ويرفض ثقافة العنف والاقصاء وينزاح عن كل الايديولوجيات السياسوية. ولاحظ ان مرجعية هذه الاعمال الفنية تستمد خصوصيتها من لحظات الاداء العفوي والالتحام الاني بالشارع والناس وكل من ساقته قدماه لفضاء العرض لعلها تستهويه وتلتقط هواجسه دون مسافات وفي ارتباط وثيق بين الواقع والشارع.