أكد رئيس الوزراء الصهيوني ارييل شارون انه تلقى ضوءا أخضر من الرئيس الأمريكي جورج بوش لاستعمال أسلحة غير تقليدية وفق ما كشفه مساء أمس الأول مسؤول اسرائيلي. وحسب المصدر ذاته فإن شارون تلقى هذا الضوء الأخضر في سياق الضمانات التي قدمها له الرئيس الأمريكي جورج بوش مقابل الانسحاب المرتقب من غزة. وعن هذا الانسحاب أشار شارون إلى دور أردني في الضفة ودور مصري في قطاع غزة. وكان شارون كشف أمس الأول في جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست سلسلة الضمانات التي قال ان الرئيس بوش قدمها له. وتحدث رئيس الوزراء الصهيوني عن عدم الانسحاب على حدود 1967 والسماح لاسرائيل بابقاء سيادتها على مناطق الكتل الاستيطانية. **أسلحة غير تقليدية لكن شارون أضاف ضمانة أخرى لم تكن معروفة حتى الآن بما أنه قال، مفاجئا سامعيه ان الرئيس (الأمريكي جورج) بوش أكد له انه يسمح لاسرائيل باستخدام أسلحة غير تقليدية إذا شعرت بالتهديد وفق ما كشفه النائب الصهيوني المتطرف ارييه ألداد مساء أمس الأول. ورفض شارون ان يوضح طبيعة التهديد ونوع السلاح غير التقليدي المقصود لكن المراقبين أشاروا إلى أن رئيس الوزراء الصهيوني كان يتحدث على ما يبدو عن الدول العربية وإيران وباكستان. وهذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها شخصية رسمية اسرائيلية بأن الكيان الصهيوني يملك أسلحة غير تقليدية. وتعتبر أسلحة غير تقليدية الأسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية وهي معروفة أيضا باسم أسلحة دمار شامل. ولاحظ ألداد ان شارون بحث مع الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن التهديدات التي تواجه الكيان الصهيوني وحصل منه على ضوء أخضر يسمح للجيش الاسرائيلي باستعمال الأسلحة غير التقليدية للدفاع عن نفسه على حد قول النائب الاسرائيلي المتطرف. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي قال الشهر الماضي ان ايران ربما تكون الخطر الرئيسي على بلاده بينما حذّر حسن روحاني رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى في ايران، اسرائيل من أن بلاده سترد بشكل موجع عليها إذا أقدمت على مهاجمة منشآتها النووية. وذكرت مصادر صحفية فلسطينية منذ أيام ان الجيش الصهيوني يحضّر عدوانا واسعا على جنوب لبنان يتضمن قصفا مكثفا من البر والجو والبحر لقواعد «حزب اللّه». **خطة شارون وإلى جانب الضمانة الجديدة الخاصة بالسماح لاسرائيل باستخدام أسلحة غير تقليدية كشف شارون أمام لجنة الكنيست انه يجري محادثات مكثفة مع الأردن لادخال قوات أمن أردنية إلى المناطق التي سينسحب منها جيش الاحتلال في الضفة الغربية. وحول الخطة ذاتها نقلت صحيفة القدس العربي أمس عن مصادر ديبلوماسية عربية في العاصمة الأردنية قولها إن الحكومة المصرية تعهدت بتمويل ذاتي منها لخطط الترتيبات الأمنية الجديدة في قطاع غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني. واعتبرت المصادر ان دخول مصر على خطوط التمويل يعني أن الادارة في الملف الأمني الفلسطيني في قطاع غزة ستكون لها وليس للجانب الفلسطيني. ولاحظت المصادر ذاتها ان ضغوطا أردنية ومصرية وأمريكية تمارس على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لقبول الترتيبات الجديدة. وقالت صحيفة «الحياة» العربية أمس نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة ان وفدا عسكريا أردنيا برئاسة نائب رئيس أركان الجيش الأردني رافق ضباطا اسرائيليين في جولة في منطقة غور الاردن. ولم يعرف الهدف من هذه الجولة إلا ان مصادر رسمية استبعدت ان يستجيب الأردن لمساعي شارون باشراكه في دور أمني في الضفة. وقد سبق ان نفت عمان والقاهرة أي دور لهما في غزة أو الضفة الغربية لكن ذلك لم يمنع شارون أمس الأول من التحدث عن وجود أردني في الضفة ووجود مصري في قطاع غزة.