من الموقع الأثري بدقة أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين اليوم الثلاثاء على إفتتاح فعاليات الدورة 26 لشهر التراث الذي تتواصل فعالياته الى حدود يوم 18 ماي القادم والذي ينتظم تحت شعار "التراث: حضارة وتنمية" واستهل الوزير برنامج افتتاح هذه التظاهرة الوطنية بزيارة معرض الصور الفوتوغرافية تحت عنوان "دقة 1255 سنة من الحفريات والترميم" كما واكب أشغال ندوة علمية بعنوان "دقة وموقع التراث العالمي" وهي ندوة تنتظم بهدف تقديم الخصائص المميزة لدقة في الحضارة اللوبية البونية والتطور العمراني في الفترة الروماني وذلك عبر جملة من المداخلات والمحاضرات ويشار الى أن شهر التراث لهذه السنة ينتظم في دورته ال26 تحت شعار"التراث: حضارة وتنمية"ومن خلال عديد البرامج بمختلف المؤسسات الثقافية بجهات البلاد مع التركيز في هذه البرمجة على خصوصيات كل جهة وثراء مخزونها الأثري ببعديه المادي واللامادي وذلك بهدف ما اعتبره وزير الشؤون الثقافية في تصريحه لعدد من وسائل الاعلام التي واكبت حفل الافتتاح اليوم بدقة "تأكيد ثراء رصيد التراث الوطني وتنوّع بعديه المادي وغير المادي ودفعا للتنمية الاجتماعية والثقافية على أساس التراث كمخزون حضاري وثقافي وبما يساهم ومن خلال مختلف البرامج التي تنجز على امتداد شهر كامل في إبراز خصوصيات كافة الجهات وتثمينها".. ويذكر أن وزارة الشؤون الثقافية أطلقت مشروعا رائدا لتثمين التراث الوطني أطلق عليه مشروع "مدن الحضارات"، يهدف إلى تثمين التراث الوطني في بعديه المادي واللامادي بوصفه رصيدا متنوعا متعددا يمكن إعتماده منطلقا للتجديد والابتكار والمغامرة في أبعادها الابداعية والتنموية ويقوم هذا المشروع على مصالحة المواطن مع تاريخه وذاكرته الجمعية ومع مصادر ثقافته بمختلف مكوناتها ويرمي الى جسر الهوة بين الموروث والمغامرة الابداعية المحلية والانسانية من جهة والمبادرة الاقتصادية من جهة أخرى بما فيها وضع التكنولوجيا واستخدامها في تثمين الموروث والترويج له. ومن الاهداف الاستراتيجية لهذا المشروع تحقيق التوازن بين حماية الموروث من جهة وتنميته من جهة أخرى بوصفه رصيدا متنوّعا متعدّدا يمكن اعتماده منطلقا للابتكار والتجديد وتحقيق المصالحة مع الذاكرة والجذور والموروث الثقافي وتحويل الموروث الى أجنحة للإبداع والابتكار وتحقيق الوقع التنموي المنشود لقطاع التراث وتطوير الخدمة العمومية في مجال حماية التراث وتثمينه وإعادة الاعتبار لقطاع التراث من حيث هو مجال للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.. ومن الاهداف التنموية لهذا المشروع إدماج منظومة التراث من متاحف ومعالم تاريخية ومواقع أثرية في الدورة الاقتصادية الوطنية وتثمين مكونات التراث بعنصريه المادي واللامادي وإعطاء الدفع اللازم للسياحة الثقافية كعنصر تنموي واقتصادي وإفساح المجال للمبادرات وللاستثمار في مجال التراث ورفع مردودية القطاع في مجال التشغيل وإحداث مواطن الشغل ووضع التكنولوجيا الحديثة في خدمة التراث بتشجيع استغلاله في مجال الصناعات الابداعية.. أما الاهداف الكمية لهذا المشروع فتتمثّل في تنظيم شبكة المتاحف الوطنية والجهوية في اطار مسلك متكامل للسياحة الثقافية وتطوير المنتوج في مجال السياحة الثقافية وتكثيف استغلال المواقع الأثرية المفتوحة للزيارة مع العمل على إبرام 50 عقد استغلال للمعالم والفضاءات الثقافية والتراثية لتثمين التراث المحلي وفقا لتنصيصات "مجلة حماية التراث "ولمقتضيات المردودية التشغيلية والاقتصادية المأمولة مع العمل على دعم مبادرات حوالي 50 جمعية ثقافية تنموية في مجال تثمين الذاكرة والتاريخ والتراث وفي مجالات تنظيم الزيارات للمتاحف والمعالم والمواقع الأثرية والتاريخية وتثمينه والعمل على تسهيل النفاذ الى المواقع والمعالم والمتاحف في اطار برامج الشراكة مع وزارتي التربية وشؤون الشباب والرياضة لبلوغ معدل 150 زيارة في الشهر وإعتماد مناهج الوساطة المتحفية للغرض.
