في بعض الأحيان يكاد الواحد منّا يغادر ثوبه من فرط انقلاب المفاهيم وتقلب المواقف وأيضا «قلبان الفيستة».. وهذه المرة سنتحدث عن موضوع من الأهمية بمكان بعيدا عن الحكام واللاعبين والجمهور والمدرب الوطني وطبيب المنتخب.. فهناك طرف يعمل في الخفاء نسميه اصطلاحا «وكيل أعمال» وندعوه ارتياحا «سمسارا».. هذا الذي لا يغمض عينيه ليلا نهارا في محاولة دائمة للقبض على الأرجل التي تبيض ذهبا.. ورغم أن ساحتنا تكاد تكون فارغة ممن يحملون «شهادة سمسار» الا أن السوق اليومية والأسبوعية لبيع اللاعبين والمدربين مشتعلة الى حدّ لا يطاق والسبب الدخلاء على المهنة.. أو ما يعبّر عنه بلغة السوق والبلدية «الانتصاب الفوضوي».. فكثير ممّن يدعون فقها في هذا الميدان قطعوا الطريق على أصحاب الشهائد المرخص لهم وصارت لهم صولات وجولات حتى وصل الأمر الى بعض رؤساء الجمعيات ليشمّروا على ساعد الجدّ ويقفون على «سلعتهم» من أول الصفقة الى آخرها خوفا من اقتسام المرابيح مع السماسرة الذين كثيرا ما ورّطوا الاندية واللاعبين في عقود ما أنزل اللّه بها من سلطان.. لنسأل في النهاية: من يملك شرعية التحرك في هذه السوق وهل آن الأوان ليترك أحدهما المجال للآخر.. أم أننا سنكون ملزمين على متابعة مسلسل «آخر قرار» بين الهيئة والسمسار.. لنعرف بعد ضياع العمر لمن كان الانتصار؟