السيد مبروك القسنطيني بوصفك الرئيس الجديد للنيابة الخصوصية لبلدية صفاقس الكبرى نحبّك ان تكون كبيرا ككبر هذه المدينةفصفاقس تعاني … غادر مكتبك حالا لترى ما وصلت إليه حال المدينة … الإنتصاب الفوضوي يحتل مفاصلها و المدينة العتيقة إزدادت ضيقا بنصبات المواد المنزلية و الكهربائية و أصبح المار منها يجد صعوبة في ذلك و ساحة باب الديوان أصبحت ” سوق و دلاّل” و هي مظاهر لم تكن لتوجد لو وقع التعامل معها منذ بدايتها . غادر مكتبك إلى سوق الحوت و ضواحيه … لن تجد مكانا لم يقع إحتلاله من طرف باعة الخضر و السلق و المعدنوس و ” بانديّة” يعنّفون المواطن بمناسبة و بغير مناسبة و يضيّقون الخناق على من يدفع لبلديتكم من أصحاب المحلاّت … سوق الحوت يشتكى من الاوساخ و من الفوضى و من الدخلاء في غيابكم . غادر مكتبك إلى شارع الحبيب بورقيبة و الشهداء و فرحات حشّاد و الجيش و الحبيب معزون و أبو القاسم الشّابي و اول طريق قرمدة لترى بأم عينيك ما يعانيه المواطن من تجبّر و عنف من يدّعون انهم مكلّفون من طرفكم لأخذ معلوم وقوف السيارات و لتكن شاهد عيان على الوقوف العشوائي و عدم إحترام قوانين المرور و الوقوف و التوقّف . غادر مكتبك إلى الدوائر البلدية الراجعة لكم بالنظر لتتعرّفوا على معاناة المواطن فيها و درجة البناء الفوضوي و إحتلال الملك العام و البناء فيه و درجة التلوّث البيئي و الاوساخ المتراكمة و التي لا يعطيها اعوان النظافة العناية اللازمة و لكم في طريق قرمدة و خاصّة الربض و عين شيخ روحه أحسن مثال . غادر مكتبك في جولة إلى طرق صفاقس و ستصدمك حقيقة ” البرارك” التي أصبحت صفاقس رائدتها بكل إمتياز .. فلا يخلو طريق منها و أصبحت وصمة عار في جبينها … و أنت المسؤول … نعم انت المسؤول الان على تطهير المدينة من الشوائب التي علقت بها .. المسؤولية عظيمة بلا شك و الإرث كبير و لكن ثقتنا بكم اكبر متى عملتم على ملئ كراسيكم فالمسؤولية تكليف و ليست تشريف … برهنوا انكم في خدمة المدينة و خدمة المواطن بعيدا عن كل تجاذبات السّاسة و السّياسيين و ان هدفكم هو مصلحة المدينة و لا شيء غير المدينة … عندها سنشدّ على أيديكم …. و سنحاول دائما ان نكون صوت الصفاقسية فلا نجاملكم و لا نظلمكم . فشمّروا على ساعد الجدّ و غادروا مكاتبكم فصفاقس في إنتظاركم .