جمهور تونس لجنة امتحان... والضرائب حطّمتني العريش »الشروق« من نور الدين بالطيب: في النصف الثاني من الثمانينات برز علي حميدة كمطرب مختلف عن السائد وحققت مبيعات ألبوم »لولاك« رقما خياليا تجاوز مبيعات اغنية محمد عبد الوهاب »من غير ليه« الصادرة في نفس السنة (89). وفجأة خفت صوت علي حميدة ولم يعد احد يسمع به. »الشروق« التقته في مدينة »العريش« المصرية التي افتتح مهرجانها. كنت نجما في فترة ما لكن حضورك تراجع بشكل لافت للانتباه وحتى في الفضائىات العربية لا نراك؟ الانتشار في الفضائيات العربية ليس دليل نجاح، الظهور في الفضائىات وراءه عدة اشياء غير فنية انا وصلت الى مرحلة نجاح غير عادية ألبومي الاول »لولاك« بعت منه 40 مليون نسخة وهذا رقم لم يحققه حد غيري... ثم كان ألبوم »ياريت تكوني«. بعد هذا النجاح كان لابدّ ان ادفع الثمن 13 مليون جنيه مصري طالبتني بها الضرائب وهذا رقم لا استطيع بالمرة تحمّله.. يضاف الى ذلك الصحافة التي دمّرتني وحاصرتني وهدّمت كل ما بنيته. انا عانيت كثيرا من الاعلام لذلك فإن ظهوري في الفضائيات لا يعنيني بالمرة وصدى نجاحي مازال مستمرّا ومتواصلا الى الآن. ماهي اخبارك الفنية الجديدة؟ وقعت عقد شريط جديد ودويتو غنائي مع محمد منير سنصوّره في اسبانيا وهناك شريط آخر مع مجد القاسم. هل لديك مشاريع ألحان لمطربين آخرين؟ طبعا، لحنت اغان جديدة لعتاب وميادة الحناوي وانغام. تجربتك السينمائية كيف تراها الآن؟ في فيلم »لولاك« كان معي معالي زايد وهشام عبد الحميد كان هذا الشريط عاديا جدا وكذلك قدّمت مسرحية نجيب محفوظ »حكايات حارتنا« كنت فيها الملحن والممثل الرئيسي وقدّمت مسلسلا في التلفزيون عن رحلة القبائل الهلالية من نجد الى تونس مرورا بمصر وليبيا اضافة الى مجموعة من المسلسلات الاذاعية. كم من شريط في رصيدك الآن؟ ستة أشرطة في جملك الموسيقية الكثير من ايقاع البدو لماذا هذا الاختيار؟ انا بدوي من مرسى مطروح من اسرة اصولها ليبية. ثم ان الطابع العام في العالم العربي هو طابع بدوي وحتى ام كلثوم غنّت اغان بدوية وشخصيا اجد في في الايقاع البدوي الكثير من العمق والاصالة. انت شبيه بحميد الشاعري والناصر المزداوي. ماهي طبيعة علاقتك بهما؟ حميد الشاعري للأسف غير متعاون وفي فترة ما وقف ضدي ولا اعرف الاسباب اما الناصر المزداوي فهو صديق وقف معي الى الآخر ولدينا مشاريع مشتركة. هناك شركات تتبنى مطربات وتمنحهن الدعم كيف ترى هذه الظاهرة؟ دعم الفنان ضروري ومطلوب ولكن للاسف هناك شركات تدعم اصواتا لا قيمة لها لان المطربات لديهن ما يعرين في حين ان المطرب ليس له ما يعريه.. طبعا هذا لا ينفي ان هناك شركات محترمة مثل »روتانا« التي تقدّر كبار المطربين لأن صاحبها رجل اصيل ولدينا الآن في العالم العربي قنوات فضائىة لها اتجاهات صهيونية. مؤخرا حضرت حفلة لسمير صبري وكانت مجموعة من الفتيات شبه عاريات يقفن وراءه فإذا باحد الحاضرين يطلب منه ان يبتعد قليلا ليرى الفتيات وهن يرقصن. هذا الموقف يلخّص حالة الفن اليوم!! ماهو رأيك في ذكرى ولطفية؟ ذكرى اجمل صوت عربي حاليا وقد اتعامل معها في المستقبل ولطيفة صديقة عزيزة لكن التعامل بيننا صعب لأن لها اختيارات لمحددة. كيف تفكّر في المهرجانات التونسية؟ اشتقت كثيرا لتونس ولجمهورها؟ آخر مرة غنيت فيها في مهرجان قرطاج مع مدحت صالح... انتظر دعوة من تونس لان النجاح فيها هو تأشيرة النجاح لكل العالم العربي فجمهور تونس هو لجنة امتحان لكل فنان عربي.