الحياة الشخصية للفنانين مقدسة... ومن حق الفنان أن تكون له حياة خاصة يحرص على احاطتها بالكتمان ويبقيها بعيدا عن أعين الجمهور. ولكن كيف يمكن أن نميز بين الخاص والعام للفنان اذا كان محبوبا لدى جمهوره الذي يحرص على معرفة كل صغيرة وكبيرة خاصة فيما يتعلق بالحياة العاطفية لنجمه المحبوب؟ وبقدر ما يحرص الفنان على اخفاء هذه التفاصيل يزداد حرص الجمهور على تتبع تلك «التفاصيل المخفية»... ولعل أكثر ما يؤلم الفنان ويسعده في آن واحد أن يقع الاهتمام بكل جوانب حياته الشخصية والفنية لأنها مؤشر على النجاح والحب. والناجحون من الفنانين هم الذين يتهافت الجمهور على تتبع كل تفاصيل حياتهم التي تختلط فيها الحقيقة أحيانا بالاشاعات؟ لكن «الاشاعة» غالبا ما تكون مبنية على معطيات ميدانية يقعتحريفها أحيانا أو تضخيمها لكن عموما لا يوجد دخان دون نار...! وكثيراما جنت تلك الأخبار الشخصية جدا للفنان عليه أو عطلت مسيرته لأنه معرض بحكم نجوميته الى العديد من «الخُطاب» الذين يطلبون ودّه! والفنان «الملتبس» بالحب وهذا من حقه لا يستطيع أن يداريه لأن للحب رائحة «وليس بوسعها ألاّ تفوح مزارع الدُرّاقِ» على حد تعبير نزار قباني... **حسم وكم من فنان تعطلت مسيرته وتخلى عن موقعه المتألق لينصرف الى الرد عن مسائل شخصية تستنزف وقته وجهده وتلهيه عن الغناء. وقد عانت الراحلة ذكرى من هذا الأمر لكنها حسمت الأمر بالزواج قبل وفاتها بسنوات وكذلك فعلت لطيفة العرفاوي التي انهت الجدل حول زواجها وطلاقها وكذلك كاظم الساهر وماجدة الرومي التي وضعت حياتها الشخصية جانبا وراغب علامة وعاصي الحلاني وجوليا بطرس... كلهم حسموا الأمر ليتفرغوا لفنهم... والفنان الذكي هو الذي يعرف متى يقطع دابر كل العلاقات التي من شأنها أن تعطله عن مسيرته الفنية ليستقر مثلما فعلت صوفية صادق بكل شفافية أو نجاة عطية عبر الزواج لتتفرغ لفنها... وتصادف بعض الفنانات بعض الصعوبات لكنها تمر لتتواصل المسيرة مثلما هو حال أمينة فاخت ونبيهة كراولي أو عايدة بوبكر وغيرهن... المهم الحسم في اتجاه الاستقرار الذي يوفره الزواج المتكافىء... غير أن بعض الفنانات يعرفن بعض المتاعب حين تضع الأقدار في طريقهن من هم ليسوا أكفاء لهن وبعض هؤلاء أوقعوا بعض الفنانات في شراكهم لمجرد التباهي بارتباطهم بهن وقد يكون عن حب أيضا لكن التتويج النهائي بالزواج لا يتم فأين الخلل؟ وما انعكاس ذلك على حياة الفنان؟ **مراجعة؟ ان الفنان الذكي مطالب بوضع حد لعلاقة طالت وصار ضررها أكثر من نفعها خاصة اذا تباهى بها الطرف الثاني وتضرر منها الفنان الذي اتضح بما لا يدع مجالا للشك انها عطلته عن الانتاج وجعلته يتخلى عن المراتب الأولى التي كان يعمل عليها ويجتهد من أجلها طيلة سنوات. ويتداول الشارع قصة حب تحرص فنانة على تتويجها بالزواج ولكن كل المؤشرات تدل على أنها لن تكون كذلك في الاتجاه الذي ترومه هذه الفنانة التي نحترمها ونرجو أن تركز على فنها خاصة وأنها أعلنت في أكثر من حديث أن زواجها من شخصية خليجية مشهورة مسألة وقت لا غير وكانت في عز عطائها ويقول بعض الخبثاء أن «حامد» وراء تراجع عطائها وأن هذه الفنانة أدركت أن عليها حسم هذه المسألة التي عطلت إلى حد كبير اشعاعها في وقت كانت مرشحة للتألق عربيا انطلاقا من القاهرة أو عواصم عربية أخرى ونحن لا نريد التدخل في خصوصيات هذه الفنانة أو تلك لكن نريد فقط أن ننبه هذه الفنانة وغيرها وخاصة الشابات الباحثات عن النجومية بأن يختزن الطريق السليم عن طريق المسالك الطبيعية دون مخاطر بعيدا عن الوعود الزائفة لأنها تهمش مسيرتهن وتعطلهن عن الانتاج والغناء... واذا رأينا فنانة تعطلت مسيرتها بعدما توفرت لها كل أشباب النجاح سنقول «فتش عن الرجل»! ولكن أي رجل ؟! وراء كل فنانة ناجحة زواج مستقر ووراء كل فنانة متعثرة أيضا اختيارات بحاجة الى مراجعة وتبقى حياة الفنان ملكا شخصيا له حتى ولو «تلصص» المعجبون من ثقب الباب لمعرفة كواليس العالم السري الذي يضرب عليه طوقا لكن الوضوح مطلوب ومصارحة الجمهور هي قارب النجاة خاصة واذا لم يكن للفنان أي سلوك يخجل منه! وفي كل الأحوال يبقى هذا التلصص لذيذا لأنه يؤشر ببساطة لمكانة تبوأها هذا الفنان تجعل أخباره مطاردة وثمينة!