يتضمن "تنازلات".. تفاصيل مقترح الإحتلال لوقف الحرب    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    جماهير الترجي : فرحتنا لن تكتمل إلاّ بهزم الأهلي ورفع اللقب    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    وزارة السياحة أعطت إشارة انطلاق اعداد دراسة استراتيجية لتأهيل المحطة السياحية المندمجة بمرسى القنطاوي -بلحسين-    وزير الخارجية يواصل سلسلة لقاءاته مع مسؤولين بالكامرون    عمار يدعو في ختام اشغال اللجنة المشتركة التونسية الكاميرونية الى اهمية متابعة مخرجات هذه الدورة وتفعيل القرارات المنبثقة عنها    رئيس البرلمان يحذّر من مخاطر الاستعمال المفرط وغير السليم للذكاء الاصطناعي    سجنان: للمطالبة بتسوية وضعية النواب خارج الاتفاقية ... نقابة الأساسي تحتجّ وتهدّد بمقاطعة الامتحانات والعمل    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية    الرابطة 2: نتائج الدفعة الأولى من مباريات الجولة 20    الترجي الرياضي يفوز على الزمالك المصري. 30-25 ويتوج باللقب القاري للمرة الرابعة    بطولة مدريد للماسترز: أنس جابر تتأهل الى الدور ثمن النهائي    زيادة ب 4.5 ٪ في إيرادات الخطوط التونسية    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    وزير الثقافة الإيطالي: "نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس في مجال الثقافة والتراث    توزر: الندوة الفكرية آليات حماية التراث من خلال النصوص والمواثيق الدولية تخلص الى وجود فراغ تشريعي وضرورة مراجعة مجلة حماية التراث    تعاون مشترك مع بريطانيا    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    تامر حسني يعتذر من فنانة    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    الرابطة الثانية : نتائج الدفعة الأولى لمباريات الجولة السابعة إياب    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو إلى تنظيم تظاهرات طلابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الثقافة الإيطالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    عاجل/ عالم الزلازل الهولندي يحذر من نشاط زلزالي خلال يومين القادمين..    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    قفصة: ضبط الاستعدادات لحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق خلال الصّيف    تونس : أنس جابر تتعرّف على منافستها في الدّور السادس عشر لبطولة مدريد للتنس    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عادات الزواج في تونس: عريس القصرين يضرب عروسه... وعروس صفاقس تقفز على السمك
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

رغم ان قطار الحداثة قد داس في طريقة الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بحياتنا، فإن البعض منا خاصة في داخل الجمهورية ما يزال متمسّكا بعادات الاجداد ويرفض التنازل عنها باسم مسايرة العصر...
وتعد طقوس الزواج من اكثر العادات رسوخا في مجتمعنا حيث تحرص العائلات على ممارستها خلال حفلات الزواج كتعبير عن التميز والتمسّك بالاصالة...
«الشروق» رصدت اشهر التقاليد والعادات التي تزال حاضرة اليوم في حفلات الزواج في مختلف الجهات من بلادنا.
وذلك بغية الاطلاع على هذا الموروث الذي نعتزّ به والذي يظل أحد اوجه هويتنا.
وقد شارك في اعداد هذا الملف مراسلو الشروق من كل من صفاقس وبنزرت وتوزر والقصرين وجهة الساحل وجربة، وهم على التوالي الزميل راشد شعور مدير مكتب صفاقس وفؤاد المحمدي ومبروك السلامي، صالح الحدادي، المنجي المجريسي وعادل بوطار.
* اعداد: حورية باي
لا يمكن الحديث عن عرس في صفاقس دون المرور على عادة شهيرة، تحرص كل العائلات الصفاقسية على ممارستها حتى في افخم الفنادق. وتتمثل هذه العادة في قيام العروسين بالقفز على السمك او «تنقيزة الحوت» حيث يتم احضار سمكة كبيرة الحجم وتكون عادة من نوع المناني تزيّن بالشرائط الملوّنة وتوضع امام العروسين في طبق وتقوم العروس بالقيام بسبع خطوات فوق السمكة وعريسها ممسك بيدها، ثم يقوم هو بنفس الشيء. والمغزى من هذه العادة حسب اهالي صفاقس هي طرد العين والحسد وحماية العروسين وترافق «تنقيزة الحوت» اغنية معروفة يحفظها كل الاهالي، يقول مطلعها «نقّز على الحوت والحنّة والحرقوس كالتوت».
وما يميّز اعراس اهل صفاقس ايضا هو «المارشة» وهي بمثابة نشيد رسمي يتم عزفه للعروسين عندما يهمّان بدخول القاعة.
أما ما يميّز اعراس جهة قرقنة فهي حفلات الزواج التي تبدأ في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وتنتهي مع الفجر، وذلك رغم مجهود فرق مكافحة الضجيج.
كما تشتهر الحفلات القرقنية بظاهرة «رمي الفلوس» وهي عبارة عن مساهمات من الاصدقاء والاقارب لاعانة العريس ولا يمكن ان يكون عرسا قرقنيا إذا لم تكن الزكرة حاضرة. وظاهرة (الزفّانة) وهي تلبية طلب كل مدعو في عزف الاغنية التي يريدها، حيث يمكن الاستماع في تلك الليلة الى اغنية لأم كلثوم او لعبد الوهاب على انغام الزكرة.
احتفظت جهة بنزرت والمدن المجاورة بالكثير من العادات والتقاليد العريقة بخصوص الزواج.
وقد استعرض المؤرخ الاديب «رشيد الذوادي» هذه العادات في كتابه «هذه بنزرت» فبعد الخطبة التي تتم فيها التعارف والاتفاق على الشروط، ثم قراءة الفاتحة بين اهل العروسين وفي ذلك اليوم تتولى ام العريس تخضيب كفة الخطيبة بالحناء وتهدي لها حلة ذهبية، ويحدد يوم عقد القران واقامة الزفاف.
وتتميز الاعراس البنزرتية باقامة الفرح على عدة ليال، تبدأ بيوم الحناء قبل ايام من يوم الزفاف، ثم الشوار وهو اليوم الذي يسبق ليلة العرس، وفي ليلة العرس وقبل صلاة العشاء تكون العروس في بيت زوجها.
أما في اليوم الثاني او الصباح يتم تصدير العروس الى ما بعد الزوال، تقدّم لها الهدايا من الحاضرات من الاقارب ومن عريسها ايضا.
وفي ا ليوم الثالث يلتئم الجمع مجدّدا ويقام احتفال تقوم فيه العروس بجر سمكة كبيرة من ذيلها على مرى من عريسها والحاضرين.
وتدق الطبول ويقام الفرح في اليوم السابع حيث تقدّم الاطعمة الحلوة والمالحة للمدعوين وعائلة العروس التي تتصدر على كرسي متزينة بالحلي البنزرتية التقليدية من بينها العقد والحديدة والخرص والخلخال والعقيق بالاضافة الى السوار والخواتم. وتكون العروس في ابهى زينتها بالحناڑء والحرقوس وبوسة الخال.
**عرس الجريد
في منطقة الجريد يتواصل الفرح سبعة أيام بلياليها في سهرات عائلية تتخللها الموسيقى والزغاريد تذبح فيها الخرفان لاعداد الولائم للضيوف.
قبل ثلاثة أيام يستهل اهل الجريد اعراسهم بغسل ماعون المطبخ والمفروشات التي ستحملها العروس الى بيتها الجديد في حين ينطلق قبل يومين من ليلة الدخلة وبعد العصر محفل يخرج من دار العريس يحمل الكسوة والعطرية والخضر والغلال وحنّة العروس يقع وضعها في «سلات» و»قفاف» من السعف مزدانة بالبخور الى جانب كنستروات مليئة بمكياج العروس وعلى رأس كل هذا علوش مزين بالاشرطة. ويجوب الموكب طرقات البلدة في جولة غنائية وراقصة حتى الوصول الى دار العروس التي تنتظرهم مع أهلها واضعة وشاما على وجهها لتنزيل السر وهي معها حجابتها (مجموعة من الصبايا معها الى ليلة الدخلة) وبعد وضع ما تم حمله للعروس ترسل هي بدورها كل أدباشها الى بيت زوجها.
ويكون موعد الحنة للزوجين قبل يوم واحد بالنسبة للزوج وثلاثة ايام للعروس حيث تواصل السهرات عند العائلتين المتصاهرتين، ففي حنّة العروس تتجلى بزي تقليدي طوال السهرية التي يتخللها الزهو والرقص و»رشقان الفلوس» ثم في الغد تذهب مع حجابتها للحمام على حسابها الخاص قبل ان تذهب للحلاقة وتقوم الحنانة بعد ذلك بزينتها كاملة بوقع الحرقوص والكحل والسواك وعند عودتها الى المنزل يوم «المرواح» تتم عملية الفتول وهي عادة من العادات الاصيلة حيث يقع «تفتيل» العروس فيغطى وجهها وتلبس جبّة جريدية تغطي كل جسمها ثم توضع فوق «مائدة» او طاولة وتتولى نسوة من كبار السن تدويرها سبع مرات وتبقى في انتظار قدوم زوجها ليحملها في موكب «جحفة» تتقدمه الزكرة والطبال.
ومن جهة أخرى تكون حنة العريس التي تقام قبل ليلة الدخلة فرحة عارمة لأبناء العائلة والاصدقاء والاقارب حيث يجتمعون في سهرة تتخللها الزكرة والطبلة و»القصبة» فتأتي «الحناية» وهي العجوز من اقرباء العروس لتحني اليد اليمنى للعريس وبعد ذلك يتداول كل الحاضرين لحنة اصابعهم ودفع بعض المال الذي تضعه مساعدة الحناية في «بوشية» (غطاء رأس مزركش) ثم تأخذه للعروس بعد ان تأخذ منه نصيبها.
يوم الدخلة (المرواح) يذهب العريس للحمام صباحا مع مجموعة من اصدقائه ثم يعود الى الغداء وبعد ذلك يتحوّل الى منزل معدّ فيأتي الحلاق الذي يبقى معه عشيّة كاملة لانه بعد الحلاقة يأتي الحقوف فيجلس العريس فوق كرسي وتدق الطبول وتتصاعد نغمات الزكرة ويبدأ الحلاق في قص الشعر وفي الاثناء تبدأ عملية «الرمو» وهي مساعدات رمزية في مناسبات الفرح.
وبعد ذلك يتحول الى دار العروس التي تنتظره فيسهران في جو عائلي ثم يتحولان في موكب الى بيت الزوجية وعادة يكون خاليا من السكان لينفرد بها ويبقى وزيره امام باب البيت ينتظر «السورية» والتي رغم حساسيتها فانها تبقى التأشيرة الكبيرة على عفاف الزوجة وفحولة الزوج وقد بدأت تندثر تدريجيا... وبعد اخراج السورية تطلق البندقية طلقتين وتتعالى الزغاريد ويرقص الحاضرون.
وفي الغد يكون يوم «الصباح» حيث تتصدر العروس فوق كرسي لتأتي النسوة لمشاهدتها وتهنئتها. وتكون نهاية الاحتفالات في اليوم الثالث بعد الدخلة وهو يوم «الحزوم» بمثابة تصديرة باللباس التقليدي فتلبس العروس حرام جريدي وخلخال وحزام ملوّن وتنتظر قدوم زوجها الذي يأتي وبيده باقة من الورود والزهور معطرة بأوراق النعناع ليرميها في حجرها لتتواصل الايام سعيدة وخضراء ومنعنعة... تلك هي عادات وتقاليد اهل الجريد في اعراسها والتي مازالت كما ذكرناها متداولة الى الآن.
**عرس القصرين
فترة الخطوبة بالنسبة للريفيين بأغلب مناطق القصرين، ليست فترة خطوبة بالمعنى المتعارف عليه، ويقتصر الامر على اختيار أهل الشاب على احدى الفتيات. ويذهب وفد من الشيوخ والعجائز الى منزل الخطيبة المنتظرة ويعرضون الامر على أهلها، وفيما يكون دور الرجال في التفاوض يكون دور النساء في تقليب العروس بدون اظهار ذلك (خفية) واذا تمت الموافقة تقرأ الفاتحة وتطلق احدى النسوة زغرودة اعلانا لذلك.
ويتم الاتفاق على مبلغ المهر الذي يدفعه أهل الخطيب ويتراوح بمنطقة العيون بين 70 و500د، ويكون الخطيب في حل من المصوغ او غيره لان والد الخطيبة هو الذي يتكفل بكل ذلك بعد قبضه للشرط وكثيرا ما يضيف نقودا من عنده اذا كان المبلغ لا يكفي.
وتتفق العائلات المتصاهرة على موعد الزفاف فإذا كان الموعد قريبا يبقى الامر على حاله، أما اذا كان الخطيب يريد ارجاء الزفاف فعليه ان يقوم بالملاك ويتمثل في جلب خاتم وقطع لباس للخطيبة، كما عليه ان يرسل هدايا تقليدية في المناسبات الدينية والمواسم ويحجّر عليه مقابلة خطيبته مهما كانت الظروف. ومن عادة هذه المنطقة ان يكون موعد العرس إما يومي الاربعاء والخميس او السبت والاحد (تبركا بهذه الايام). وفي الموعد يحضر الخطيب بقية «الكسوة» وكذلك «العلاة» وهي قفة من السعف تملأ بالبخور والفواكه الجافة والحنة واللوبان وما يلزم لزينة الخطيبة وبعض الحلويات. وقبل ذلك ترسل الى بيت الخطيبة «شاة» مصحوبة برجل ليقوم بذبحها وسلخها كما تصحبه امرأة من اهل الخطيب لطبخ الوليمة.
وتدخل النساء بالعلاقة الى الغرفة التي تجلس بها العروس على حصير او زربية ويقع وضع الملابس على رأسها، ثم يتم توزيع بعض محتويات العلاقة على الحاضرات، وبعد انتهاء السهرة يعود اهل العروسة ادراجهم لتحضير الغداء والعشاء لليوم الموالي.
وفي يوم الزفاف يعود أهل العريس الى دار العروس التي كانت قد تزينت ويتم حملها في الجحفة أو الهودج ويختار للغرض جملا رصينا وهادئا. ويسير الركب على أنغام الطبل والمزمار حتى منزل العريس، حيث يقوم رجل من العائلة بانزال العروس ويطوف بها كل ارجاء المنزل وخلفه النساء سبع مرات.
وبعد الشوط السابع تقف ام العريس بباب غرفة العروسين وبيدها منديل تشير به الى العروس في حين تردد النسوة اغنية «يا أم العريس يا فارحة، شرّعي البيت جاتك كنينة صالحة».
ثم تدخل العروس الى غرفتها لتستريح بينما يتواصل الاحتفال خارجا، أما العريس الذي يطلق عليه اسم السلطان فيجلس برفقة وزيره وهو احد اصدقائه.
ويقوم الوزير بتسليم «المطرق» للسلطان وهو عبارة عن عود من شجرة العرعار طوله حوالي 50 صم يتم تنظيفه وتزيينه بالزعفران وتوضع في طرفه وردة من الصوف الملون تغطس بالعطر.
ويدخل العريس على عروسه ويقوم بضربها على جنبها الايمن سبع ضربات خفيفة.
**عرس الساحل
في الساحل تتشابه عادات وتقاليد الزواج بين مدينة وأخرى ففي العديد من مدن وقرى ولايتي سوسة والمنستير تتميز الحفلات النسائية باقامة ثلاث امسيات بما يعرف بالحنة: والحنة الاولى، الحنة الكبيرة ونهار المعاودة. ولئن تنظم الحنتان الاولى والثانية ليلا فإن حنة المعاودة تنتظم في المساء ويتم خلالها نقل جهاز العروس التي تجلس فوق بنك وعلى وجهها غطاء احمر وهي مرتدية تخليلة حمراء (لباس تقليدي).
وقبل الزواج بفترة طويلة ترتدي العروس ما رثّ من ثيابها وتهمل تنظيف شعرها وأطرافها بدعوى «لم السول» حتى اذا ما ذهبت الى الحمام وخضعت الى عملية تجميل بوسائل تقليدية ظهرت للجميع في شكل مغاير ولاح جمالها.
ومن مميزات العادات والتقاليد في حفلات الاعراس الجلوة التي لازالت الى اليوم تحتفظ بجذورها. فخلال الجلوة تسرد الحنانة مناقب العروس ومحاسنها وتدعمها في ذلك قريباتها وأجوارها ومعارفها والجميع يرددون ما فعلته العروس من أعمال حسنة ازاءها.
أما في دار العريس فإن الاستعدادات ليوم الزفاف هي التي تطغى على كل الانشطة الاخرى. ولعل انطلاق الافراح لدى اهل العريس يكون مع يوم الطعام حيث يحمل العريس وأصحابه مواد غذائية واكباشا وزيوتا ثم وبعد اسبوع يقيمون حفلا ساهرا بما يعرف بليلة النجمة التي تسبق ليلة الدخلة. ويوم العرس يرسل اهل العريس الى دار العروسة قصعة عصيدة. ومن الطرائف المعروفة ان العروس حين تتخلى عن ملابسها القديمة تتخاطفها صديقاتها. وصاحبة الحظ هي التي تفوز بقطعة منها في حين تكون العروس قد ارتدت في اول الامر السروال العربي والفرملة ومريول الفضيلة والتخليلة الحمراء.
في المهدية تتميز عادات وتقاليد الزواج بخصوصيات قل ان تجد مثيلا لها في بقية جهات الجمهورية.
فالمرأة المهدوية لا تستعمل من المواد الا الفضة الاصلية والحرير الحقيقي لصناعة أنواع فرامل العروس.
والفرامل انواع: الصدر التحضينة ا لجلوة الخيايطية الكوفية وتطرز بخيط الفضة.
ومن الانواع الاخرى لكسوة العروس:
الحزام السروال العربي قمازولة الحرام الفاسي التخليلة المطروزة قمجة الطفطة وهي مخصصة لليلة الدخلة وقمجة الطوالي. أما الحلي فتتمثل في التليلة والقوفية والهلة وسلسلة الحجر والخلخال والمناقش والمقايس والفكرونة.
**العرس الجربي
يتميز العرس الجربي الاصيل بطول مدته التي تتجاوز الاسبوع.
ولا يخلو هذا العرس من الكثير من العادات والتقاليد التي تميزه عن بقية الاعراس ببلادنا.
لكن وبمرور الزمن وتحت تأثير الحداثة والمعاصرة بدأ العرس الجربي يفقد الكثير من أصالته حيث اندثرت بعض العادات. في حين بقيت عادات اخرى متجذّرة.
ومن بين التقاليد المتبعة التي استقتها «الشروق» من السيد جلال الغربي المهتم بالبحث في العرس الجربي التقليدي. الحجبة ومعناها ان تحجب العروس ولا تغادر البيت مدة شهر كامل حتى يحين موعد العرس.
ويوم اطلاق الحجبة اي انتهائها تقوم ام العروس بدعوة الخالات والعمات والجارات وتبدأ الطقوس بسلسلة من الزغاريد. ثم تلبس العروس «الحرام» الابيض والبرقع وهو عبارة عن قطعة من القماش توضع على الوجه فلا تظهر منه الا عين واحدة.
وتقوم احدى الفتيات التي يشترط ان تكون جميلة ببلّ اوراق شوش الورد بماء الورد ووضعها على خدّي العروس اعتقادا بأن ذلك يزيد وجه العروس نضارة وجمالا.
وأثناء فترة الحجبة تهتم العروس بتبيض بشرتها وتنعيمها. في ليلة التظريفة وهي اول يوم من أيام الاحتفال في بيت العروس، ومن بين العادات التي يشهدها ذلك اليوم هي «بربورة التظريفة» ففي ساعة متأخرة من الليل تقوم اربع نسوة باخراج العروس من غرفة «الحجبة» وهي مغطاة بحرامها الابيض ويخرجن بها أمام المنزل أو (الحوش) ويقفن في صف مستقيم الواحدة بجانب الاخرى، وتكون العروس في الوسط ثم تتغطّى جميعهن بفوطة حمراء، ويقف امامهن اخ العروس ليمسك بالطرف العلوي للفوطة ويقودهن الى الامام وخلفهن بقية النسوة يزغردن، ثم يتجه الموكب نحو شجرة زيتون وقع تنظيف محيطها مسبقا.
وأثناء السير يقوم الاخ الثاني للعروس او احد اقربائها بقذف حصير من خلف الموكب الذي يصطحب العروس حيث يقع الحصير امامهن ليتم فرشه كي تمر عليه العروس ومرافقاتها تحت شجرة الزيتون.
وتقوم العروس ومن معها بالطواف حول الشجرة وهن يغنين ويزغردن وأثناء الدوران يعطى للعروس عصا من الشجرة فتضرب به كل من يمر امامها من الشباب والشابات حتى يعجل هؤلاء في اتخاذ قرار الزواج حسب المعتقد السائد .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.