شن أمس الطيران الأمريكي قصفا وحشيا على حي سكني في الفلوجة مخلفا عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين العزّل... وسقط عشرات الشهداڑء والجرحى الآخرين في معارك بحي الصدر في بغداد وفي بلدة قرب بعقوبة فيما قتل في المقابل عدد من الجنود الأمريكيين ومزيد من الأجانب في عمليات للمقاومة العراقية. وتجددت صباح أمس المذابح الأمريكية في الفلوجة بعد نحو 7 أسابيع من انتهاء القتال بين المقاومة والقوات الأمريكية في هذه المدينة التي سقط فيها مئات الشهداء خلال 3 أسابيع تقريبا من القصف الأمريكي المتواصل. واقترف الأمريكان هذه المذبحة بدعوى استهداف مخبإ لجماعة أبي مصعب الزرقاوي... **مذبحة في الفلوجة وأكد أهالي حي «جبيل» السكني جنوب غربي الفلوجة أنهم دفنوا أمس 24 شهيدا سقطوا في غارة جوية أمريكية. وأكد الطبيب محمد إسماعيل من المستشفى العام في المدينة انه تم تسجيل أسماء 18 شهيدا و8 جرحى فبينما ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن القصف استهدف 4 منازل وخلف 22 شهيدا على الأقل وأكثر من 20 جريحا وأوضح الأهالي أن عددا من الشهداء نقلوا مباشرة إلى المقبرة دون أن تصل جثامينهم إلى المستشفيات. وأكد سكان من الحي أن عددا من الجثامين علقت بين أنقاض البنايتين السكنيتين اللتين دمرهما القصف الأمريكي بالكامل. وقال محمد جاسم لوكالة الأنباء الفرنسية ان طائرة أمريكية قصفت في حدود العاشرة والنصف من صباح أمس بالتوقيت المحلي منازل في حي «جبيل». ومباشرة بعد الغارة هب سكان حي «جبيل» لرفع الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى. ووقعت المذبحة الجديدة في المدينة بعد أن تزايدت في الآونة الأخيرة التحرشات الأمريكيةبالمدينة التي تعرضت قبل مدة لحصار قصير من قبل المارينز. وادعى أمس الجيش الأمريكي على لسان الجنرال مارك كميث ان القصف استهدف مخبأ «معروفا» لأتباع أبي مصعب الزرقاوي مشيرا إلى استخدام أسلحة دقيقة في القصف. وتابع كميث انه يعتقد أن القصف خلف 19 قتيلا. وقبل كميث كان ضابط أمريكي آخر كبير قد قال ان القوات الأمريكية تشتبه بقوة في وجود الزرقاوي في الفلوجة. **معارك ومقاومة باسلة وخارج الفلوجة زادت وتيرة القتال بين قوات الاحتلال والمقاومة العراقية في أكثر من منطقة وخصوصا في بغداد ومحيطها. وأفادت أمس حصيلة قدمها مسؤولو أربعة مستشفيات في حي الصدر ببغداد أن 5 عراقيين استشهدوا في حين جرح 33 على الأقل في المعارك التي خاضها مقاتلوا جيش المهدي ضد قوات الاحتلال الأمريكي في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة. وزعم الجيش الأمريكي أمس من جهته أن حوالي 20 من مقاتلي جيش المهدي سقطوا بين قتيل وجريح مدعيا أيضا انه لم يتكبد خسائر في الأرواح أو في المعدات لكن قياديا في التنظيم الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر أكد أمس أن المقاومين دمروا دبابتين مشيرا إلى أن قوات الاحتلال ردت على هجمات المقاتلين بقصف تسبب في أضرار مادية كبيرة. وكان 3 جنود أمريكيين قد جرحوا أول أمس في انفجار عبوة ناسفة في حي الصدر. وفي محيط بلدة «بهرز» الواقعة جنوبي بعقوبة قتل أول أمس جندي أمريكي بنيران المقاومين العراقيين الذين تصدوا ببسالة على مدى يومين لاجتياح أمريكي كبير. وأكد أمس قائد شرطة محافظة ديالي (التي مركزها بعقوبة) انسحاب قوات الاحتلال التي جابهها مقاومون جاؤوا من كل أنحاء المحافظة لمعاضدة المقاتلين المتواجدين فيها. وخاض المقاومون قتالا على مدى 14 ساعة متواصلة ضد قوات الاحتلال. وزعم جيش الاحتلال الأمريكي أنه قتل 7 مقاومين يومي الخميس والجمعة لكن المصادر العراقية تحدثت عن استشهاد 13 مدنيا وإصابة أكثر من 50 آخرين. وخلف القصف الأمريكي دمارا كبيرا في بلدة بهرز فيما ذكرت أمس وكالة الأنباء الفرنسية ان الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها. وكان جندي أمريكي قد قتل أول أمس في حين جرح متعاقد أجنبي يعمل لحساب فرع شركة «هاليبرتون» الأمريكية في قصف على قاعدة لقوات الاحتلال في بغداد. وفي بغداد أيضا تعرضت أمس قافلة تابعة للفرع ذاته «كي بي إر» لهجوم بواسطة القذائف الصاروخية مما أدى إلى احتراق إحدى الشاحنات. وفي البصرة شنت المقاومة أمس عدة هجمات أسفرت عن مصرع برتغالي يعمل في شركة اتصالات عراقية ومقتل 4 عراقيين بينهم هندي. وضبطت أمس القوات البريطانية في البصرة سيارة مفخخة على مقربة من مقر قوات الاحتلال في المدينة. وقام خبراء بريطانيون بتفجير السيارة بعد إخلاء المنطقة وفق ما قالته الشرطة العراقية.