اشتبهت دورية امنية تابعة لفرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس في امر شابين كانا يقودان قطيعا من الخرفان في حدود الساعة الثانية من ليلة ممطرة خلال الايام القليلة الماضية، ولإزالة الغموض تدخّل الاعوان فاكتشفوا عملية سرقة. وفي الحقيقة لعبت عدة عوامل دورا اساسيا في ارتياب رجال الفرقة بالشابين، وفي توارد السؤال حول سبب قيادة قطيع الاغنام في مثل هذه الساعة ومثل هذا المكان (حي بومهل) وهما يتأنقان في لباس حضري لا يتماشى مع مظهر الفلاحين او الرعاة او التجار... فقرّروا التوقف لاستجلاء الحقيقة ومن ثمة ترجّلوا للتثبت من هوية الشابين اللذين ارتبكا وتلعثما فتباينت روايتهما واختلفت تبريراتهما واظهرا من الخوف ما اكد شكوك اعوان الامن الذين سرعان ما اتخذوا قرارا باقتياد «الراعيين» والقطيع نحو مقرهم للتحقيق والتحري.. سيد الأدلة.. في المخفر استحال على المظنون فيهما إثبات ملكية القطيع، وعجزا عن اقناع المحققين بروايتهما المفتعلة والملفقة وانتهى بهما الامر الى سيد الادلة فاعترفا باتيان فعل السرقة وجرت على لسانهما تفاصيل العملية فقالا انهما استحوذا على الخرفان، في غفلة من صاحبها، من مدينة المحمدية وسلكا بها السبل والثنايا المتشابكة حتى بلغا الجبال المحاذية للمدينة فتوقفا ورعيا الماشية واعتنيا بها قرابة 24 ساعة، وحين خيّم الظلام واصلا رحلتهما (خلف القطيع) الى ان بلغا «حي بومهل» حيث كانا يعتزمان اكتراء شاحنة لنقل الخرفان الى مدينة منزل بوزلفة ومن ثمة التصرف فيها بالبيع.. أحبّك يا خرافي عند الانتهاء من التحقيق مع المظنون فيهما ربط رجال الفرقة الصلة مع صاحب القطيع فحضر وما ان دنا من قطيعه حتى ارتمى على خرفانه يقبّلها ويعبّر لها عن حبه وولهه بها وكانت دموعه تنهمر وعبارات شوقه اليها تسبقه حين اوضح للمحققين والمظنون فيهما (وحتى للخرفان) انه لا يكسب غيرها ولا مصدر له للعيش سواها... ثم شكر وأثنى وحمد الله وساق قطيعه متعهدا بأن يرعاه ويحرسه.. وقد عبّر الشابان حيال هذا المشهد الحزين عن ندمهما وأكد احدهما انه كان ينوي سرقة خروفين او ثلاثة فقط، لأنه يعرف المتضرر ويعلم كم هو في حاجة الى قطيعه.. ولكنه لم يجد تفسيرا للاستحواذ على القطيع كاملا.. احتفظ المحققون بالمشبوه فيهما في انتظار احالتهما على العدالة.