حالت صفارات انذار أحد البنوك في مقرين (جنوب العاصمة) دون أن يتم شاب عملية سرقة كان قد بدأ في تنفيذها في ساعة متأخرة من الليل خلال الايام القليلة الماضية، فقد خلع المشبوه فيه باب المؤسسة ودخلها غير انه لم يقرأ حسابا للحراسة الالكترونية فتفاجأ وفرّ تاركا وراءه بعض الأدوات والمعدات... وصل رجال فرقة الشرطة العدلية بحمام الأنف الى المكان بعد ثلاث دقائق تقريبا ووقفوا على آثار الخلع ثم عمدوا الى تطويق المكان ومن ثمة قاموا بعملية تمشيط شملت جميع البناءات والأنهج المتاخمة، لكنهم لم يعثروا على أحد. فأخضعوا المنطقة الى مراقبة دقيقة وأعملوا الفكر لحل لغز تبخّر «الفاعل» في لحظات وجيزة. لغز المخبإ استشف المحققون من خلال أطوار الواقعة ومن سرعة الاختفاء أن الفاعل لم يبتعد كثيرا عن الدائرة الترابية المحيطة بالبنك واستنتجوا أنه على دراية ب»شعاب مقرين». فعادوا الى خزائنهم واستخرجوا ملفات بعض المشبوه فيهم ثم قاموا بعملية غربلة انتهت الى حصر الشبهة في أحدهم وهو شاب مفتش عنه لفائدة الحرس الوطني ببومهل بتهمة خيانة مؤتمن. مثّل الاستنتاج منعطفا حاسما نحو حل رموز القضية. فجد أعوان الفرقة في البحث عن المشبوه فيه وجمعوا معلومات تؤكد وجوده بالجهة غير ان مقر اقامته كان مجهولا، وهذا يعني ان المظنون فيه يأوي الى مكمن أو ملجإ قريب من مكان الحادثة، وفي ذات الوقت بعيد عن عيون الفضوليين كان يختبئ في خربة او بناية مهجورة... وبالفعل استطاع رجال فرقة الشرطة العدلية العثور على الشاب واخراجه من حجر يقع خلف بناية تداعت للسقوط لا يتجاوز طوله المترين وعرضه المتر الواحد كان وضع به حشية وغطاء وغطى مدخله بقطعة بلاستيك، ولا تفصل الجحر عن مقر البنك سوى مسافة 200 متر. هاجس الثروة في مقر الفرقة اعترف المظنون فيه البالغ من العمر 39 سنة بارتكابه محاولة السرقة وعلل فعلته بأنه قرر سرقة البنك بعد ان شاهد حقيبة ملأى بالأوراق المالية خلال متابعته لبرنامج تلفزي، وظل منذ تلك اللحظة سجين هاجس الثروة حتى عزم على التنفيذ، فحدد الهدف وخطط ثم تحرّك لكن «أجهزة الانذار» منعته ففرّ هاربا مخلفا وراءه حقيبة جلبها لحمل الغنائم ومنشارا حديديا وأدوات أخرى. كما أجاب المظنون فيه عن اختفائه المفاجئ فذكر انه جرى بسرعة نحو مخبأه حيث مكث مدة يومين كاملين. ومن جهة ثانية اعترف المشبوه فيه باستيلائه على أموال محل «التاكسيفون» الذي كان يشتغل به بجهة بومهل. وقد تم الاحتفاظ به في انتظار احالته على العدالة.