استمرت أمس موجة العمليات المسلحة في مناطق عراقية عديدة مستهدفة بالأساس قوات الاحتلال الامريكي التي تكبدت 4 قتلى على الأقل وخسائر كبيرة في العتاد في سياق هجمات المقاومة بمحافظة الانبار. ولمواجهة هذا المد المتنامي من المقاومة المسلحة المنظمة تعتزم السلطة المؤقتة في بغداد تشكيل وحدات «كوماندوس» تعمل تحت اشراف أمريكي بريطاني. ولم يستبعد رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي الذي أعلن رسميا عداءه للمقاومة العراقية فرض الاحكام العرفية التي تعني حالة الطوارئ بما يمكن الحكومة المؤقتة بدعم عسكري أمريكي مباشر في ضرب جماعات المقاومة التي تخوض منذ ما يزيد عن عام كفاحا متواصلا ضد القوات الغازية. **قوة خاصة لضرب المقاومة وأعلن أول أمس رئيس الحكومة المؤقتة في بغداد انشاء قيادة أمنية موحدة تحت سيطرته شخصيا للتصدي للمقاومة المسلحة المتنامية التي كبدت قوات الاحتلال خسائر جسيمة في الارواح والمعدات على مدى 14 شهرا تقريبا. وقال اياد علاوي في تصريح صحفي ان الأولوية المطلقة للقيادة الامنية المشتركة التي سيرأسها بنفسه باعتباره «المسؤول في المقام الاول عن أمن العراق» (على حد تعبيره) تتمثل في انشاء وحدات خاصة «تضرب الارهابيين والمتمردين» حسب وصفه. ويبحث علاوي مع قادة أمنيين عراقيين ولكن ايضا مع قوات الاحتلال خطة لتشكيل قوات خاصة شرعت طلائعها في التدرب على شن عمليات ضد أهداف محددة. وعلى حد قول اياد علاوي فإن الوحدات الخاصة ستحصل على الأولوية في التدريب مضيفا ان «قوة للمهمات الخاصة الوطنية العراقية» ستضم ثلاثة الوية تحت قيادة مركزية موحدة. وتخضع القوة لتدريب مختلف عن باقي وحدات الجيش العراقي وسيتم تجهيزها بإحداث العتاد العسكري وبأحدث معدات الاتصال. وأكدت مصادر عراقية ان هذه القوة ستتوزع على عدد من المناطق العراقية موضحة ان ضباطا أمريكيين وبريطانيين لهم خبرة واسعة في انشاء وحدات «الكوماندوس» سيشرفون على تشكيل الوحدات الخاصة العراقية وعلى تدريبها. وكان اياد علاوي قد لوّح في تصريحاته أول أمس بفرض حالة الطوارئ في مناطق عراقية معينة في اشارة واضحة الى معاقل المقاومة. **ضربات موجعة وعلى الميدان قتل أمس رجال المقاومة العراقية 4 من جنود «المارينز» الأمريكيين خلال اشتباكات في مدينة الرمادي القريبة من الفلوجة. واعترف الجيش الامريكي بمصرع الجنود الاربعة قائلا انهم قتلوا خلال عملية لإرساء «الاستقرار والامن» في محافظة الانبار على حد تعبيره. وقبل الاقرار الصادر عن متحدث عسكري في بغداد كان شاهد عراقي قد أكد ان العسكريين الاربعة قتلوا برصاص المقاومين وسط الرمادي. وكان الجيش الامريكي قد أعلن أول أمس ان فردا آخر من «المارينز» قتل السبت الماضي في عملية أخرى للمقاومة بمحافظة الانبار وذلك غداة القصف الامريكي الذي أسفر عن استشهاد 22 عراقيا في حي «جبيل» جنوبي غربي الفلوجة. وأيد أول أمس رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي المزاعم الامريكية بأن الشهداء الذين سقطوا في قصف جوي لعدد من المنازل من اتباع أبي مصعب الزرقاوي، لكن مصادر عراقية متطابقة أكدت ان جميع الشهداء من المدنيين وبينهم 4 أطفال. وفي الفلوجة ذاتها تعرضت أمس قوة أمريكية لهجوم بالقذائف أدى الى تدمير عدة آليات من نوع «هامر» ومقتل واصابة من فيها حسب بعض التقارير. وقتل المزيد من عناصر الدفاع المدني العراقي (الذي بات يسمى الحرس الوطني) وكذلك من الشرطة في هجمات داخل بغداد وفي محيطها. وتحدث جيش الاحتلال الامريكي أول أمس عن استشهاد مقاومين في سامراء و»الضلوعية» شمالي بغداد، كما اشار الى مقتل 4 عراقيين وجرح 3 آخرين في انفجار عبوة ناسفة بالموصل أمس. وحسب مصدر أمريكي فقد كانت العبوة تستهدف قافلة لقوات الاحتلال. وشهدت بعقوبة بدورها صدامات جديدة بين المقاومة والقوات الأمريكية.