القاهرة غزةالقدسالمحتلة (وكالات): حذرت القاهرة أمس من أن تعرض أي من الخبراء الأمنيين المصريين المقرر أن يتوجهوا إلى غزة لأي مكروه سيثير الرأي العام في مصر وقد يضع الأمور على طريق التصادم مع الحركات الفلسطينية مقللة من أهمية رفض 10 فصائل فلسطينية لدور مصري في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المحتمل. وصرّح مسؤول اسرائيلي أمس بأن حكومة شارون لن تقدم ضمانات تطالب بها مصر لوقف هجمات جيش الاحتلال على قطاع غزة بما في ذلك وقف استهداف النشطاء والقيادات الفلسطينية خلال الفترة التي سينتشر فيها حوالي 200 خبير أمني مصري في القطاع تمهيدا لانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي منه وفقا لخطة طرحها شارون. وذكر المسؤول الذي رفض الافصاح عن اسمه أن اسرائيل ستلزم الهدوء طالما لم تتعرض لهجمات من الفلسطينيين ويهدد هذا الموقف حسب ملاحظين بقتل الجهود المصرية الساعية إلى عقد هدنة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة. وكان وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أكد رفض بلاده أي وجود اسرائيلي على الحدود المصرية مع قطاع غزة مشيرا إلى أن قيام القاهرة بدور أمني في غزة قائم على أساس أن الانسحاب الاسرائيلي من القطاع سيكون كاملا. وقلّل ماهر من أهمية رفض عشرة فصائل فلسطينية مشاركة مصر في الخطة الأمنية في قطاع غزة. ودعا الوزير المصري إلى «عدم الالتفاف إلى مثل هذه الأخبار حيث أن الأمور تسير في مسارها الطبيعي والمشاورات والاجتماعات مستمرة مع الأطراف المعنية وخاصة المنظمات الفلسطينية. وأضاف ماهر أنه «سوف يكون هناك خلال المرحلة المقبلة الكثير من المحاولات بهدف التشويش والتشويه ونشر أخبار لا أساس لها من الصحة». وطالب ماهر بعدم الانسياق وراء هذه المحاولات لأن مصر على اتصال بجميع الفصائل الفلسطينية. وقد نفت حركة فتح أمس أن تكون قد وقعت على بيان نشر أمس الأول على موقع حركة المقاومة الاسلامية «حماس» استهجن الحديث عن دور أمني لبعض الأطراف العربية في إشارة إلى مصر والأردن، بينما نفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما تردد عن تهديد جناحها العسكري باستهداف خبراء الأمن المصريين. ورحب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بالجهود التي تبذلها مصر للوصول إلى تسوية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي مطالبا بأن يشمل الانسحاب الاسرائيلي الضفة الغربية. ووعد عرفات باعادة تنظيم الاجهزة الامنية الفلسطينية في غضون 6 أسابيع. وشارك في اللقاء رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ومستشار عرفات لشؤون الأمن القومي جبريل الرجوب. وذكر مصدر قريب من قريع ان مدير المخابرات المصرية يسعى خلال زيارته هذه إلى الحصول على موافقة رسمية من الهيئات القيادية الفلسطينية على دور مصري مقبل في قطاع غزة. لكن اسرائيل في المقابل ترغب على ما يبدو في نسف الدور المصري. ونقلت إذاعة الجيش الاسرائيلي عن شارون قوله «نحن نرى في الدور المصري في غزة وعلى الحدود أهمية كبيرة لكنني لا أنوي تمكين المصريين من الاضطلاع بدور الوسيط».