في ظرف عامين أو ثلاثة، ستفقد مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية، كل المخرجين الذين عرفناهم من خلال المنوعات الكبرى، والمسلسلات بالخصوص، نظرا لبلوغهم سن التقاعد. ولعل التساؤلات التي تطرح قبل تقاعد هؤلاء المخرجين، هو ماذا أعدت التلفزة لتعويضهموخصوصا على مستوى الانتاج الدرامي الذي ما زال حكرا على نفس المخرجين رغم اشرافهم على التقاعد وتقاعد البعض منهم إن لم نقل أغلبهم. متقاعدونويلاحظ في التلفزة من خلال الانتاجات الدرامية المنجزة حاليا وفي السنوات الأخيرة هو حملها لامضاءات مخرجين إما على أبواب التقاعد أو هم تقاعدوا... ومن المخرجين المتقاعدين الذين ما زالوا ينشطون في الدراما بالتعاقد عبد الرزاق الحمامي (الدنيا تضحك) وعبد القادر الجربي (دروب المواجهة) والحاج سليمان (غادة) ومحمد الغضبان و(يبقى الحب) وسالم بن عمر (آمال) هذا الى جانب أسماء أخرى تقاعدت ولكنها لم تتوقف عن النشاط التلفزي مثل رفيق المؤدب ويوسف اليحياوي ومنصف الكاتب وحمودة عبيريقة. على أبواب التقاعد وحتى الأسماء الناشطة في الحقل الدرامي والتي لم تبلغ بعد سن التقاعد مثل حمادي عرافة وصلاح الصيد وحبيب المسلماني فهي الآن على أبواب التقاعد ولم يعد يفصلها عنه سوى سنوات قليلة جدا.. خوفا من الرداءة ولئن تبقى كل هذه الأسماء وخصوصا المتقاعدين مرجعا يمكن اللجوء اليهم والاستعانة بخبراتهم فانه من الضروري التفكير في تعويضهم بتأهيل المخرجين الشبان وخصوصا في الحقل الدرامي... فالمسلسلات والأشرطة التلفزية اليوم ما زالت حكرا على نفس الأسماء سواء المتقاعدين من التلفزة والمشرفين على التقاعد أو من خارج التلفزة أمثال سلمى بكار وعبد اللطيف بن عمار وعلي منصور... وهؤلاء تقدمت بهم السن كذلك. والمفروض اليوم هو أن تنتبه مؤسسة الاذاعة والتلفزة الى طاقم المخرجين وخصوصا مخرجي الدراما فتفكر في تجديده بتأهيل وتكوين الشبان وذلك بتنظيم حلقات تكوينية وورشات في الاخراج كما هو الشأن بالنسبة لكتابة السيناريو... ولعل ما تخشاه التلفزة هو أن تجد نفسها في أزمة تقودها في النهاية الى انتاجات درامية ضعيفة ورديئة نتيجة افتقار المخرجين الشبان الى الخبرة...