أحيل خمسة شبان مؤخرا على انظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائىة بالمنستير لمقاضاتهم من اجل تهمة تحويل وجهة فتاتين بعد ان ركبتا شاحنتهم بمحض ارادتهما. تعود اطوار هذه القضية التي جدّت بمدينة البقالطة من ولاية المنستير الى حوالي السنة حين اتفق ثلاثة شبان لم يتجاوزوا عقدهم الثالث من العمر على عقد جلسة خمرية ذات مساء. فاقتنى كل واحد منهم حاجياته وتوجهوا جميعا نحو احد شواطئ المنستير حيث أقاموا جلستهم. قرّروا في نهايتها العودة الى منازلهم. وفي الطريق صادفتهم شاحنة متوسطة الحجم مخصصة لحمل اللحوم على ملك احد اصدقاء الشبان الثلاثة ويعمل جزارا فدعاهم سائقها الذي كان مرفوقا باحد اقاربه الى امتطائها ليوصلهم في طريقه الى مدينة البقالطة. فاستحسن الشبان الثلاثة العرض وركبوا الشاحنة التي انطلقت بهم. مكالمة هاتفية غيّرت الوجهة سارت الشاحنة بالشبان الخمسة نحو مدينة البقالطة في اجواء يسودها المرح وفي الاثناء رنّ هاتف السائق فأجرى مكالمة فهم من خلالها بقية الشبان انه يضرب موعدا مع فتاتين. وهو ما تأكد حين اعلمهم بأنه سيعرّج على مكان ما حدث تنتظره فتاتان سيحملهما معه ثم يوصلهم الى مدينة البقالطة ويواصل رحلته معهما برفقة قريبه فوافقوه دون تردد. سلكت الشاحنة طريقا جانبية وسارت مسافة توقفت بعدها بجانب فتاتين تجاوزتا العشرين من عمرهما. حياهما السائق بحرارة ودعاهما الى الصعود في الصندوق الخلفي للشاحنة حيث كان يركب شابان فاستجابتا لطلبه بما انه صديق لهما تربطه بهما علاقة حميمة. الى هذا الحدّ من أحداث هذه القضية، اتفق المظنون فيهم الخمسة اما بقية ما جرى فقد اختلفت فيه الروايات فقد ادّعت الفتاتان انهما تعرضتا الى محاولة تحويل وجهة بالعنف من قبل الشابين اللذين يركبان بجانبهما في الصندوق الخلفي للشاحنة واوضحتا ان الشاحنة سلكت فجأة احد المسالك الريفية فاسترابتا في الامر وازدادت مخاوفهما حين لاحظتا حالة السكر التي كان عليها الشبان الثلاثة فقرعتا الصندوق الخلفي للشاحنة وطلبتا من صديقهما السائق التوقف لسؤاله عن الوجهة التي يقصدها. ولما استجاب نزلتا ودخلتا في حوار معه وطالبتاه بارجاعهما الى المكان الذي حملهما منه، وفجأة انقضّ احد الشبان على احدى الفتاتين وصفعها بقوة طالبا منها الكفّ عن الشجار والصعود الى الشاحنة. كانت الصفعة قوية الى حد ان الفتاة اغمي عليها وسقطت منها سلسلة ذهبية التقطها شاب ثان وسلّمها اياها ودفعها بقوة مع صديقتها نحو الصندوق الخلفي للشاحنة وأجبرهما على الركوب والصمت فاستجابتا للطلب مكرهتين. وعاد الجميع الى اماكنهم وواصلت الشاحنة سيرها الى ان توقفت من جديد بإشارة من اعوان المرور الذين كانوا يقومون بعملية تفقد روتينية. وحالما فتحوا باب الصندوق الخلفي للشاحنة صرخت الفتاتان طالبتين النجدة معلمتين بما حصل لهما ومدّعيتين انهما تعرّضتا الى عملية تحويل وجهة تحت التهديد. فتمّ القاء القبض على الشبان الخمسة وبالاستماع اليهم تضاربت اقوالهم اذ انكر الشبان الثلاثة نيّتهم في تحويل وجهة الفتاتين واعترف شابان منهم بأنهما عنّفاهما بالصفع والدفع لأنهما تسببتا في توقف الشاحنة دون مبرّر مما تسبب في تأخرهم عن العودة الى منازلهم وهم الذين يشعرون بالتعب بعد الجلسة الخمرية. اما السائق وقريبه فقد ذكر انهما يعرفان الفتاتين منذ مدة طويلة وقد تعوّدا على ملاقاتهما والخروج معهما في نزهة من حين الى آخر ولم يسبق ان حصل بينهم اي خلاف. وأكد سائق الشاحنة انه سلك طريقا فرعية لأنها الأقرب الى ايصال الشبان الثلاثة الى مدينة البقالطة حيث كان ينوي تركهم هناك ثم مواصلة الرحلة مع صديقتيه نحو احد المطاعم الى ان حصل سوء التفاهم الذي لم يستطع ايقافه نظرا الى حالة السكر والتشنّج التي كان عليها الشبان الثلاثة. وأمام اختلاف التصريحات قرّرت المحكمة تأجيل القضية الى موعد لاحق استجابة الى طلب الدفاع لاستدعاء بعض الشهود.