تتجه أنظار أسرة العدول المنفذين اليوم صوب نزل المشتل بالعاصمة حيث تلتئم أشغال مؤتمرهم العشرين الذي سيفضي إلى تجديد الثقة في العميد الحالي بوصفه المرشح الوحيد للعمادة وإلى انتخاب الأعضاء السبعة الجدد لمجلس الهيئة الوطنية الذين سيرافقون عميدهم في تسيير وإدارة شؤون المهنة خلال فترة الثلاث سنوات المقبلة. ويجمع المتابعون على أن التنافس على عضوية الهيئة الوطنية للعدول المنفذين اليوم سيكون حماسيا وساخنا إلى أبعد الحدود وذلك بالنظر إلى قائمة المترشحين التي تضمّ 14 مترشحا أغلبهم من ذوي الحظوظ الوافرة في الفوز. وتتألف هذه القائمة تحديدا من الأساتذة: رياض عبد المولى، وحاتم مشالة، والمنصف كدوس، ومحمد النجار ساسي، ومحمد عبد الرحمان البحار، ومختار البكاري، ومحمد الماجري، ونجيب بالقطّ، وبلحسن التنقزلي، ونبيل العباسي، وعبد المجيد الهمامي، وفيصل بن محفوظ، وعبد الحميد القراوي، وتوفيق الميساوي. نقاشات وإلى جانب العملية الانتخابية ينتظر أن يشهد المؤتمر نقاشات ستثار على اثر تلاوة التقريرين الأدبي والمالي وستتناول بالخصوص مكاسب وإنجازات المدة النيابية المنقضية. كما ينتظر أن يعرف المؤتمر حوارا حول رهانات المدة النيابية المقبلة وما تتطلبه من برامج وإصلاحات. وكان الأستاذ مراد اسكندر العميد الحالي والمقبل للعدول المنفذين كشف في حديث أجرته معه «الشروق» بمناسبة المؤتمر عن أبرز هذه التوجهات والبرامج الاصلاحية التي ستوليها الهيئة الوطنية للعدول المنفذين الأولوية المطلقة خلال الفترة المقبلة. إصلاحات وتدخر العمادة لفترة الثلاث سنوات القادمة برامج طموحة تتمثل أساسا في تعصير الكتابة القارة لدى مجلس الهيئة ومواكبة التطور التكنولوجي بوضع برنامج معلوماتي موحد بكافة مكاتب العدول المنفذين ووضع شبكة إعلامية للاتصال وموقع واب للهيئة الوطنية وبعث مدرسة تونسية للاجراءات على شاكلة المدرسة الفرنسية. وينتظر أن يتركّز عمل العمادة أيضا على تطوير أشكال المطالبة والحوار مع سلطة الاشراف في سبيل إصلاح قانون المهنة وتشريك الهياكل المنتخبة في المسائل المتعلقة بتنظيم المهنة والرقابة والتأديب. كما ستهتم العمادة وتعمل على ايقاف سبل الانتدابات التي أصبحت تؤذن بما لا يحمد عقباه على حدّ تعبير العميد اعتبارا لخصوصيات مهنة العدول المنفذين وارتباطها المباشر بحقوق الناس وأموالهم. وستجتهد الهيئة في المدة القادمة كذلك من أجل تحقيق مطلب تحيين الأجور الذين مرت عليه الآن أكثر من 15 سنة دون استجابة كما سيتركز العمل على حماية المهمة من التجاوزات والمنافسة غير المشروعة التي يتعرض لها العدول المنفذون بطرق مختلفة ومخالفة للقانون من طرف بعض شركات التأمين وشركات الايجار المالي وشركات استخلاص الديون العشوائية. وسيتجه عمل الفريق الجديد الذي سيلتحق اليوم بالعميد مراد اسكندر نحو فتح الحوار أكثر مع الادارات التي لها علاقة بمهام العدول المنفذين وهي أساسا الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وإدارة النقل البري، وإدارة الأمن الوطني ومصالح الديوانة. وتشير كل الدلائل في العموم إلى أن هناك اجماع عام والتفاف حول هذا البرنامج وأكبر دليل على ذلك هو تمسك أسرة العدول المنفذين بعميدهم الأستاذ مراد اسكندر الذي كان تخلى عن الترشح للعمادة هذه المرة وأعلن ذلك صراحة منذ مدّة ولكنه عدل عن هذا التخلي بعد أن رشحه زملاؤه وتمسكوا ببقائه على رأس العمادة لمدة نيابية أخرى.