بعد موسم دراسة وعمل وما يرافقه من تعب وارهاق يأتي فصل الصيف بأجوائه المنعشة والمترنحة، وتبدأ العائلات التونسية تفكر في قضاء أوقات من الراحة والاستجمام. لكن قد تصطدم هذه الرغبة بالميزانية المحدودة للعائلة في مقابل مصاريف الافراح والنجاحات التي تزدهر في فصل الصيف، ويمكن التساؤل في هذا الصدد عما اذا كانت العائلة التونسية تخصص جزءا من مواردها المالية للترفيه في فصل الصيف. تنتشر مظاهر الترفيه في الصيف حيث تمتلئ الشواطئ والنزل ويخرج الجميع من أجل قضاء أوقات للراحة والمتعة، فيكثر زوار العاصمة خاصة في الليل من الذين خرجوا للترويح عن النفس في شوارع المدينة، وغيرهم من الذين اختاروا التوجه الى المناطق السياحية وهو ما يدعو الى تخصيص جزء من ميزانية العائلة لهذا الغرض. وفي هذا الشأن تقول السيدة نادرة (ربة بيت) انها تخصص جزءا من المال للترفيه في هذا الفصل اذا كانت تنوي الحجز بنزل لمدة معينة اما الذهاب الى المناطق السياحية مثل طبرقة، اوقربص يمكن التفكير فيه في أي وقت ولا يتطلب توفير مال خاص لانه يدخل ضمن المصاريف العادية خاصة اذا توفرت للعائلة سيارة. أما السيد توفيق الوسلاتي (موظف بوزارة التربية) فأكد انه يبدأبالتفكير في تخصيص اموال لقضاء اجازة الصيف مع عائلته بداية من شهر جوان وأضاف السيد توفيق انه يفضل كراء منزل لمدة أسبوع او أكثر عوضا عن الذهاب الى نزل لان تكلفته أقل. بالاضافة الى هؤلاء يوجد من يفضل في الصيف التوجه الى المناطق السياحية القريبة مثل المرسى او سيدي بوسعيد، والتوجه ايضا الى بعض المهرجانات حيث يقول السيد محرز العبيدي (تاجر): «أنا لا أوفر جزءا من مالي للترفيه في فصل الصيف لكني أتوجه بشكل شبه يومي تقريبا الى المناطق السياحية القريبة لانها تتواءم مع ميزانيتي». وهناك فئة من الناس يخصصون جزءا من أموالهم للعودة مثلا الى مسقط الرأس، فالسيد فتحي بن سلامة (صاحب محل تجاري): قال: أخصص كل سنة جزءا من مالي للعودة الى مسقط رأسي (في جربة) كما أتوجه أحيانا الى النزل لقضاء اجازتي الصيفية. ويعتبر السيد فتحي ان المواطن التونسي أضحت لديه عقلية الترفيه في الصيف والذهاب الى المناطق السياحية وبالتالي أصبح يحاول تخصيص جزء من ميزانيته من أجل الترفيه وتجديد النشاط والحيوية. لكن السيد عماد (موظف) يرى أن التفكير في الترفيه في فصل الصيف مرتبط أساسا بميزانية العائلة التي تواجهها نفقات كثيرة بعد الصيف كالعودة المدرسية وشهر رمضان. الترفيه في فصل الصيف يبقى عموما رهين المادة وعقلية المواطن في الوقت نفسه باعتبار ان هناك ترفيها يتطلب أموالا لا بأس بها مثل الحجز في النزل وترفيها آخر يمكن توفيره بوسائل بسيطة كالتوجه كل نهاية أسبوع الى الشواطئ او المنتزهات وغيرها. لكن يبقى الترفيه ضروريا في كل فصل.