تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه بالمنستير نظمت مؤخرا اللجنة الثقافية بزرمدين فعاليات الدورة الثالثة من مهرجانها السنوي والصيفي «ليالي الغناية والشعر الشعبي» وهي محطة استثنائية ومتفردة بادرت بتأسيسها منذ سنتين اللجنة الثقافية المحلية وأكدت مع طول المدة ورغم حداثة عهد المهرجان نضج وحسن اختيار الهيئة المنظمة لبرنامج ثري متعدد الفقرات ويلبي شتى الانتظارات والرغبات فكان الحضور الجماهيري في حجم هذه التظاهرة الفنية. «ليالي الغّناية والشعر الشعبي» الذي ينسق أشغالها ويؤثث بامتياز تسييرها وتنشيطها الوجه الإعلامي المعروف : رابح الفجاري كانت بحق مناسبة طيبة للغاية، اجتمع تحت نور قمرها عديد الفنانين والعازفين والأدباء الشعبيين، الذين أفصحوا بكل اقتدار عن مباهج الخيمة وصولات الفرس وجمال الأنثى وبهاء البادية والصحراء اللذان أنجبا أبرز الغناية والشعراء الشعبيين. برنامج هذه الدورة الذي امتدت فعالياته على ثلاث ليالي تاريخية وسهرات مكتنزة بالحب والوفاء شارك فيها أدباء وشعراء وشاعرات من كامل جهات وأطراف البلاد التونسية. نذكر من بينهم : كريم بن عز الدين بن فرج (ملولش) محمد بن خليفة (كركر) المازني الشريف (بومرداس) محمد الحمدي والهادي جاء بالله (القيروان) ابراهيم بن حسن (سوسة) المهدي الزناتي (زرمدين) أم الخير العيساوي (قفصة) هاجر الزغيبي (توزر) فوزية الحرابي (مدنين) وسميرة الشمتوري (صفاقس)... هذا وأقيمت على هامش ليالي الغناية بزرمدين ورشة مختصة في كتابة الشعر الغنائي كان محورها العام متعلقا بالفخر شارك فيها شعراء وفرق غناية من مختلف البقاع تخللتها مداخلة للأستاذ علي سعيدان موضوعها «الشعر الشعبي في مواكبة التحولات الفكرية والحداثة» كما عاش رواد المهرجان على ايقاعات سهرة فنية أثثتها فرقة النوارس للموسيقى العربية بزرمدين في «عروبيات» وذلك بمشاركة شعراء مدينة زرمدين. يطمح هذا المهرجان الفتي أن يصنع في السنوات القليلة القادمة بفضل اهتمام السلط المحلية ودعم المندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه بالمنستير موقعا بهيا في خريطة المهرجانات الوطنية وهذا ليس بعزيز على متساكني زرمدين واطاراتها الثقافية الذين يكدون ويجتهدون من أجل التميز والانخراط الايجابي في معركة التنمية الثقافية الشاملة.