وجدت لجنة القوانين التابعة للرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة نفسها أمام مأزق حقيقي أو في «ورطة» عندما فضلت سابقا إرجاء الحسم في إثارة الاتحاد الرياضي ببنقردان ضد مشاركة لاعب المستقبل الرياضي بقابس حسام الزرلي الى جلسة ثانية بعد أن أسقطت إثارة مماثلة شكلا ضد نفس اللاعب قام بها الملعب الافريقي لمنزل بورقيبة. والأكيد أن ما يمكن تسميته «صراع الفصول القانونية» التي هي مرجع النظر في هذه القضية تولدت عنه اختلافات يبدو أنها جوهرية وربما عميقة في القراءات لهذه الفصول جعلت الاجتهاد فيها والتريث في الاصداع بالقرار بعد اتخاذه ضرورة ملحة. منطلق هذه «الورطة» عقوبة بمقابلة واحدة بفعل الانذار الثالث كانت متخلدة بذمة اللاعب حسام الزرلي العائد من إعارة لفريق جندوبة الرياضية الى فريقه الأصلي الترجي الرياضي التونسي وكان عليه قضاء هذه العقوبة سواء مع الترجي الرياضي بعد تأهيله لفائدته من جديد بإمضاء اجازة جديدة أو تجديد إجازته (Requalification) طبقا للفصل 95 من القوانين العامة الذي «يُلزم اللاعب المعار العائد لناديه بإمضاء إجازة جديدة حتى يصبح مؤهلا للعب..» أو مع فريق آخر ينتقل إليه نهائيا (Transfert) أو في شكل إعارة (Prêt) إذا لم يتسنّ له قضاء هذه العقوبة مع الترجي ولا تنقضي هذه العقوبة إلا في أول مقابلة تلي موافقة لجنة كرة القدم المحترفة بالجامعة التونسية لكرة القدم على تنقله لفريقه الجديد وتأهيله قانونا لفائدته (الفصل 11 من المجلة التأديبية). والسؤال الذي يطرح نفسه هو الآتي: هل قضى اللاعب حسام الزرلي عقوبة المقابلة الواحدة مع الترجي بعد تأهيله قانونيا لفائدته وبذلك تكون مشاركته في أول مقابلة له مع مستقبل قابس قانونية (الجولة الأولى للرابطة المحترفة الثانية بتاريخ 9 أوت) أم أنه لم يقض هذه العقوبة وكان لزاما عليه في هذه الحالة قضاؤها مع فريقه الجديد مستقبل قابس في مقابلة الجولة الافتتاحية وبما أنه شارك في هذه المقابلة وهو تحت طائلة العقوبة فإن إثارة الاتحاد الرياضي ببنقردان تصح أصلا وتصبح معللة؟ للجواب عن هذا السؤال المفتاح في قضية الحال (Question clé) لا بدّ من مسك خيط الحقيقة أولا بأول وذلك بالتعرض الى سلسلة من الفصول القانونية وأولها الفصل 95 من القوانين العامة الذي ينصّ «على وجوب إمضاء اللاعب المعار العائد الى فريقه إجازة جديدة أي تجديد إجازته القديمة (Renouvellement) ليصبح مؤهلا للعب..» ثم الفصل 78 من نفس هذه القوانين الذي يضبط آجال التأهيل القانوني «وهو اليوم الموالي لإيداع ملف تجديد الاجازة بالبريد السريع أو مضمون الوصول..» وقد وقع ايداع ملف تجديد إجازة اللاعب حسام الزرلي لفائدة الترجي الرياضي يوم غرة أوت المنقضي. وكان من المفترض أن يكون يوم 02 أوت يوم تأهيله قانونيا وتكون مقابلة الترجي الرياضي لحساب الجولة الثانية للرابطة المحترفة الأولى التي دارت في هذا اليوم مقابلة انقضاء العقوبة لهذا اللاعب. كان من المفترض أن يكون ذلك كذلك لو لم يطف على السطح إشكال «غيّر عديد المعطيات وهو إرفاق ملف تأهيل اللاعب لفائدة الترجي في نفس إرسالية 01 أوت بعقد إعارة اللاعب المذكور الى مستقبل قابس معترفا بإمضاءاته في أقصى الحالات يوم 01 أوت من معرّفا بإمضاءاته في أقصى الحالات يوم 01 أوت من الأطراف الثلاثة (الترجي ومستقبل قابس واللاعب) ومصحوبا بملف في الغرض لتأهيله لفائدة ناديه الجديد.. منطقيا إذن وقانونيا لم يعد بإمكان الترجي الرياضي تشريك هذا اللاعب في مقابلة 02 أوت بما أنه أمضى عقد إعارته قبل هذا التاريخ لفريق مستقبل قابس وقياسا على ذلك لا يمكن أن تكون مقابلة 02 أوت هي مقابلة انقضاء العقوبة لهذا اللاعب الذي أصبح بمقتضى ما وقع ذكره يخضع للفصل 11 من المجلة التأديبية الذي ينص صراحة على أن «اللاعب يقضي العقوبة المتخلدة بذمته في الموسم المنقضي ابتداء من تاريخ تأهيله للموسم الحالي وتاريخ تأهيل اللاعب المعار هو اليوم الذي تصادق فيه لجنة كرة القدم المحترفة بالجامعة على تأهيله لفريقه الجديد..» وهو ما يعني أنه كان على اللاعب المذكور عدم المشاركة في المقابلة الأولى بعد تأهيله لمستقبل قابس والتي جمعت فريقه الجديد بالملعب الافريقي لمنزل بورقيبة يوم 09 أوت وهو قرار كان لا بدّ أن تتخذه احتياطا بل وجوبا إدارة المستقبل الرياضي بقابس ولا دخل ولا مسؤولية لإدارة الترجي الرياضي التونسي فيه. وللحقيقة وللأمانة فإن إخلالين اثنين بالقوانين كانا وراء هذا الالتباس، الاخلال الأول كان بمضمون الفصل 91 من القوانين العامة الذي ينصّ على أنه «لا يمكن إعارة اللاعب إلا بعد تأهيله قانونيا للفريق الذي سيعيره..» وذلك بتجديد إجازته أولا (Renouvellement de licence) وانتظار اليوم الموالي لإيداع ملف تجديد الاجازة بالبريد وتأهيله قانونيا للشروع في اجراءات الاعارة وإتمامها. الاخلال الثاني كان في عدم إرسال ملف تجديد الاجازة والتأهيل من طرف الفريق الأصلي المعني (Le club prêteur) مباشرة الى الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بمعزل عن ملف الاعارة الذي يرسله الفريق المستعير (Le club emprunteur) الى الجامعة للمصادقة عليه، وهي إخلالات دأبت عليها عديد الفرق التي تكون أحيانا في سباق ضد الساعة لتأهيل بعض لاعبيها بما يتضمن ذلك من مخاطر السقوط في الالتباس أو التأويل أو القراءة الخاطئة للقانون ولا بدّ من توضيح ما يجب توضيحه في الجلسة العامة العادية التي ستنعقد اليوم وإدخال التنقيحات اللازمة لإزالة بعض الغموض في قانون الاعارة ووضع النقاط اللازمة على الحروف. وإذ نقدّر حق قدره الشعور بالمرارة الذي قد ينتاب فريق مستقبل قابس كخسارته لمقابلة كسبها على أرضية الملعب باستحقاق وبعرق الجبين ولم يسرق نتيجتها فإننا نظن أيضا أن كسب فريق اتحاد بنقردان لمقابلة خسرها على أرض الميدان لن يكون له إلا مذاق مرّ لأن نتيجة المباريات يلذ طعمها حين تفتكّ على الميادين وبأرجل اللاعبين لافي مكاتب الرابطة
