اكدت مصادر مطلعة وجود تنسيق بين اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ونظرائهم في سوريا لوضع ترتيبات لعقد مؤتمر قومي للحزب يعقد في دمشق يتم فيه انتخاب عراقيين ليكونوا ضمن القيادة القومية للحزب الذي شهد انشقاقا منذ الستينات. ومع بدء الغزو الأمريكي للعراق غادر البعثيون السوريون العراق ولجؤوا الى دول عربية واوروبية، وينظر عدد من البعثيين الذين تركوا التنظيم والعمل السياسي الى خطوة البعث نحو توحيد تياراته بأنها عملية تصب في حشد التأييد للمقاومة العراقية وذهب آخرون الى أبعد من ذلك حين أشاروا الى احتمال ان يعلن «البعث» في وقت لاحق تشكيل حكومة في المنفى الا ان مراقبين استبعدوا مثل هذا الاجراء. وقال المحلل السياسي العراقي سمير عبيد في حديث لصحيفة «الوطن» السعودية ان فكرة اقامة حكومة منفى تصطدم بعدد من العقبات اهمها مخاوف الدول المجاورة للعراق وعدم حصولها على التأىيد الدولي. وكان عزالدين المجيد ابن عم الرئىس العراقي صدام حسين صرّح بأن حزبه (الانقاذ الوطني) قد يضطر الى تشكيل حكومة منفى والعمل كمعارضة من خارج العراق. وفيما يجري الاعداد لتوحيد تيّارات «البعث» في دمشق وبغداد اكد حزب البعث العربي الاشتراكي في بيان له تصميمه على تصعيد المقاومة المسلحة حتى دحر الاحتلال الامريكي. وقال الحزب ان محاكمة صدام تؤكد التصميم على تصعيد المقاومة المسلحة والمدبّرة والمستندة الى المنهاج السياسي والاستراتيجي الذي وضعه «البعث» المتمثل في دحر الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ علىه موحدا ووطنا لكل العراقيين مشيرا الى ان ذلك هو خيار العراق وخيار البعث وخيار صدام حسين. وأضاف البيان انه «لهذا الاختيار الواعي والمشروع وغير المرتد سوف تستمر معركة تحرير العراق وتلغي ما فرض قبل احتلال العراق من حدود مصطنعة» وأشار البيان الى ان هناك تدبيرا استعماريا يستهدف ضرب العراق وشعبه في كل مرة يحاول فيها شعب العراق بناء نهضته الحقيقية وتأكيد خياراته الوطنية وتمتين بنيانه الاقتصادي. وذكّر البيان بأن محاكمة الرئىس صدام حسين قد تتحول الى مأزق من مآزق الاحتلال التي يعيشها في العراق.