في مثل هذه التقلبات الجوية المعهودة في فصل الخريف، يتعين على كل أم أن تتهيأ وتهيئ طفلها حتى يمرّ هذا الفصل دون أية مشاكل صحية مزعجة وحتى تضمن حمايته من عدوى الفيروسات التي تتسبب في أغلب الأمراض التنفسية التي تميّز هذا التوقيت من السنة. وهذه بعض الخطوات الضرورية التي ينصح بها الأطباء كل أم للمحافظة على صحة أفضل لصغيرها. وتتمثل أولى هذه الخطوات في التخفيض من عدد مرات الاستحمام التي كنت تداومين عليها في أيام الصيف فلا يفضل ان تعطي طفلك حمامه اليومي كما كنت تفعلين صيفا، حرصا على صحته وتجنبا لنزلات البرد المنتشرة في مثل هذا الوقت. لذا ينصحك أطباء الأطفال بإعطاء الطفل حمامه مرتين فقط في الاسبوع، مع عدم إهمال النظافة اليومية. وبدءا من هذا التوقيت تذكري دائما ان استخدام الماء الفاتر لاستحمام الطفل أمر أساسي أما الصابون فيفضل استخدام صابون استحمام سائل غير معطر وخال من المواد العضوية، حيث ان الصابون الذي يحتوي على تلك المواد العضوية في تركيبته، قد تم تصنيعه من مواد منظفة من شأنها ان تزيل الطبقات السطحية من البشرة، وهي طبقات ذات أهمية حيث تساعد في الحفاظ على البشرة غير جافة عن طريق حجز الماء فيها. ثانيا، انتبهي الى أن الهواء في المنزل قد يثير حالة الأكزيما بعد الاستحمام اذا كان الطفل مصابا بها والأكزيما نوع من الحساسية تظهر فيها البشرة حمراء اللون، وتتقشر وتصيب الطفل بالحكة في أجزاء من الجسم مثل الوجه والعنق والركبتين ومرفق اليدين، وعلى هذا الأساس ينصح الاطباء باستخدام صابون مطهر ومضاد للجراثيم والبكتيريا حتى نجنب بشرة الطفل الاصابة بالالتهاب. ومن اجل تجنب إصابة بشرة الطفل بالجفاف، يفضل الا يستغرق استحمام الطفل أكثر من عشر دقائق. في مرحلة أخرى، يوصي الاطباء بعدم تعويض ملابس الصيف الخفيفة بملابس شتوية دفعة واحدة بل يحبذ التدرج في هذه العملية لأن الطريقة الاولى قد تعرض الطفل للإصابة بالأمراض. أهمية الغذاء وبالاضافة الى كل هذه التعليمات العملية المهمة، لا يفوتنا ان ننبه الأم الى ضرورة مراقبة طعام الطفل والاعتناء به لأن الطعام الذي يتناوله الطفل هو الاول والأخير مصدر الصحة والعافية والمحدد الرئيسي لفعالية نظام المناعة لدى كل طفل. وانطلاقا من هذه النقطة، ينصح الاطباء الأم بضرورة تزويد صغيرها بغذاء صحي ومتوازن يحتوي على كمية هامة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للمحافظة على صحته وتقوية مناعته في مواجهة مختلف الأمراض. ومن الأغذية المفيدة نذكر مجموعة الحليب والخضروات والفواكه التي تعد مصدرا أساسيا للفيتامينات مثل فيتامين «سي» و«دي» الأفضل والأنجع في الوقاية من أمراض مثل الأنفلونزا ونزلات البرد وتعتبر مهمة ايضا حتى بعد الاصابة وضرورية للحيلولة دون حدوث الجفاف لغناها بالمياه والفيتامينات. فبالغذاء الجيد، والنوم الصحي وأسلوب الحياة السليم الخالي من اية عناصر غذائية قد تتسبب في إضعاف مناعة الطفل، مثل المضافات الغذائية مثلا، تكون الأم قد هيأت أضمن الوسائل لحماية طفلها من أية مشكلات صحية محتملة والتقليل من وطأتها في صورة حدوثها.