بدأ موسم الانتشار الفيروسي لأنواع الانفلونزا، وبدأ معه «الخوف» خاصة من النوع الموجّه فيه الاتهام الى الخنازير (H1N1) وانطلقت معه حمّى البحث عن اللقاح، لعلّه يكون الحامي من هذا «الوباء» الزاحف من الشمال. ورغم بعض التحذيرات العلمية من مخاطر هذا التلقيح، الا أن التهويل من المرض مازال متواصلا مما يعني دفع الناس للتنافس من أجل الحصول على اللقاح والدواء. وهنا يطرح السؤال من المستفيد؟ وهل حقا أنفلونزا الخنازير بتلك الخطورة؟ وهل اللقاح ضروري؟ ولماذا كل هذه الضجّة؟ وهل تفرض الشركات المنتجة لهذا اللقاح تحصينها قانونيا وقضائيا من التأثيرات الجانبية؟ بعد التصريح الذي أدلى به وزير الصحّة المصري حول رفض بلاده الامضاء على عقد توريد اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير، لفرض الشركة المنتجة شرط عدم تحملها المسؤولية في صورة ظهور تأثيرات جانبية سلبية على مستعملي اللقاح، طرحت العديد من الأسئلة والاشكاليات حول هذا الموضوع. وقد اتصلنا بالسيد كمال إيدير مدير ادارة الصيدلية والدواء بوزارة الصحّة العمومية، الذي قال ان تونس لا تستورد أي دواء أو لقاح الا بعد التأكد من سلامته وأضاف «إننا نعتمد على تقارير علمية وبحوث، ولن نسمح بدخول أي دواء الا اذا تأكدت اللجان المختصة من نجاعته ومن تأثيراته». وقال السيد كمال إيدير «إننا نتابع بدقّة كل ما يطرأ وكل ما يحدث في مجال الابحاث خاصة فيما يتعلق بموضوع انفلونزا الخنازير، ولن ندخل اي دواء الى بلادنا الا اذا كان ناجعا ودون ضرر لصحّة المواطنين» وقال ايضا اننا سنستورد كمية من جرعات اللقاح خلال شهر أكتوبر وسنطبق بصرامة الاجراءات المعمول بها، وأضاف «لنا في تونس خبراء قادرون على كشف أي اشكال في اي دواء أو لقاح». الصيدلية المركزية: عقد بلا شروط من جهة أخرى أكّد لنا مسؤول بالصيدلية المركزية بأن العقد المبرم مع الشركة المعنية بانتاج اللقاح لا يتضمّن شرط عدم تحملها المسؤولية في صورة ظهور أعراض جانبية، كما أكّد مسؤول قانوني بنفس المؤسسة، بأنه لن يتم امضاء اي عقد لتوريد لقاح انفلونزا الخنازير دون ضمانات. اذن لماذا تفرض تلك الشركات على العديد من الدول استيراد اللقاح دون ضمانات؟ فهي تبحث عن الحصانة القانونية والقضائية؟ الدكتور سمير بسباس الطبيب يقول أن كاتب الدولة للصحّة بالولايات المتحدةالامريكية قرّر منح منتجي التلاقيح ضد انفلونزا الخنازير حصانة قضائية تجنبهم كل عملية تتبع قضائي. وقد صنعت احدى الشركات (Glaxo Smith Klime) لقاحا تم سحبه من السوق اليابانية بعد ظهور أعراض جانبية خطيرة لدى الاطفال ا لذين تناولوا هذا اللقاح كما تم في السويد أيضا سحب نفس اللقاح المعروف باسم (ROR) بعد أن أقرّ المختصّون بوجود علاقة بين هذا اللقاح والاصابة بالاسهال المزمن المعروف بمرض كروهن (crohn). كما قدّمت شركة Baxter المنتجة لنوع آخر من اللقاح مطلب تسجيل براءة للقاح ضد انفلونزا الخنازير قبل أن تظهر أول حالة للاصابة البشرية كما قدّمت براءات حول أنواع من فيروسات الانفلونزا مثل H2N2 و H3N2 و H5N1... وأنواع من فيروسات انفلونزا الكلب والحصان والطيور... وحسب نفس ما قدّمه لنا الدكتور بسباس فإنه تتم اضافة مكوّنات من خليط يحتوي املاحا من هيدروكسيد الالمنيوم وهي مادة شديدة التسمّم وقال لقد قرّرت منظمة الصحة العالمية التوقف عن احصاء عدد المصابين وقرّرت التوقف عن التحاليل المخبرية وتعميم التلقيح وجعله اجباريا بعد تحصين الشركات المنتجة للقاح. طبيب يرفض اعطاء اللقاح لمرضاه في نفس الاتجاه سألنا الدكتور الناصر بن عبد السلام المختص في الأمراض الصدرية والحساسية عن استعداده لاعطاء اللقاح لمرضاه، فقال أنا لن أنصح المرضى باستعمال اللقاح ضد انفلونزا الخنازير نظرا لتأكد وجود مخاطر في استعماله. وقال في السبعينيات تم ايجاد تلقيح ضد فيروس انفلونزا الخنازير H1N1 وتبيّن بأنه تسبب في حالات من الشلل. وقال بالنسبة الى تونس فنحن لنا خبراء ومختصون قادرون على انتاج لقاح لهذه الانفلونزا وعليه لابد من توفير الامكانات والمخابر والاعتمادات اللازمة، فالأدمغة والآلات ممكنة وحتى ان وجدت صعوبات فيمكن تلافيها، فلماذا اذن نصرّ على استيراد اللقاح من الخارج رغم القدرة على تصنيعه. وقال «يبدو لي أن هناك من له مصلحة في استيراد اللقاح والادوية والتضخيم في الموضوع». وأضاف ان اللقاح يصنع من الفيروس ذاته لكنه ليس بنفس الفاعلية ويتم ادخاله بالجسم ليأخذ عنه صورة ثم يصنع المضاد، حتى اذا دخل الفيروس الحقيقي تتم مقاومته بالقوى الذاتية. وقال إن اللقاح الذي ننتظره لا نعرف اسمه مع العلم بأن شركة غلاكسو لها أكبر مخبر نتعامل معه في خصوص الامراض الصدرية، وأضاف بأنه من الضروري التركيز على القادمين من الخارج والتركيز على المناطق المعرضة أكثر من غيرها للعدوى ودعا الجهات المعنية للتوقي والاستعداد حتى إذا تطوّر الفيروس نكون مستعدين. مواد خطيرة وحسب بعض المواقع والابحاث العلمية على شبكة الانترنات فإن العلماء أكّدوا بأن فيروس انفلونزا الخنازير هو فيروس مركب ومصنع وراثيا خاصة وأن التحاليل كشفت عن أن الجينات الاصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي ظهر عام 1918 مع جينات من فيروس أنفلونزا الطيور وسلالتين لفيروس H3N2. وقد تمكنت شركة تشيكية في فيفري الماضي من القيام بتجربة على حيوانات تم تطعيمها بلقاح ضد فيروس الانفلونزا، فماتت كلها وتبين بأن اللقاح كان ملوثا. وقد أكّدت بعض المواقع العلمية بأن اللقاح الجديد يتضمن مواد حافظة ومادة السكوالين وهي مادة خطيرة. ويمكن ان يصيب هذا اللقاح حسب بعض المواقع البحثية وحسب بعض العلماء باضطرابات عقلية وبالشلل، وهناك من قال انه يتسبب في نفس الاعراض التي ميّزت ما عرف بمرض حرب الخليج. وتجمع جل الأبحاث الجادة بأن الدواء المفترض لانفلونزا الخنازير واللقاح، الذي مازال قيد البحث في بعض المخابر، خطورته موضوع تساؤل خاصة وأن تلك الأدوية مرتبطة «بلوبيات رأس المال الصيدلاني»، وأن تلك الشركات غايتها الربح ولا شيء غير ذلك حتى وان كان على حساب حياة ملايين البشر، بل وهناك من يذهب الى أنه هناك مخطط للقضاء على عدد كبير من البشّر لاعادة توزيع الثروات وتقسيم العالم... إنها نفس الشركات التي صنعت حروبا في مناطق عديدة من الأرض وأبادت ملايين الناس تعود لصناعة الحرب ولكن بطريقة الفيروسات، انها الحرب القذرة.