غضب الطبيعة كان مدمرا في الساعات الأخيرة الماضية حيث ضربت موجة تسونامي عارمة جزر ساموا الأمريكية وسوتها بالأرض مخلفة مئات القتلى والجرحى والمفقودين في حين ضرب زلزال عنيف جزيرة سومطرا الأندونسية مخلفا آلاف القتلى والجرحى والمشردين... وضربت الجزر الأمريكية الواقعة في المحيط الهادي سلسلة هزات ارتدادية أدت لتسوية قرى بأكملها بالأرض وبلغت أمواج تسونامي من القوة ما مكنها من هدم وتهشيم المباني والجسور والسيارات وجرفها. نهاية العالم! وفي هذا الصدد قال سلامو لومولي مدير الخدمات الصحية في «باغو باغو» عاصمة ساموا الأمريكية «اعتقدت أنها نهاية العالم.. لم أشهد هزة بهذا العنف من قبل على الإطلاق». وأفادت صحيفة «نيوزيلاند هيرالدان» بأن حصيلة الضحايا مازالت غير مؤكدة رغم مرور ساعات على حدوث الكارثة، وأن 113 شخصا لقوا حتفهم إضافة إلى فقدان الكثيرين في جزر ساموا بحسب تقارير محلية. وفي هذا الاطار قال مايكل سالا مدير الأمن القومي في ساموا «سيستغرق تحديد عدد القتل بشكل كامل أسبوعا أو أكثر». مؤكدا أن الأمواج التي ارتفعت إلى نحو 7.5 أمتار هي التي تسببت في معظم الأضرار حين ضربت الساحل بعد نحو 20 دقيقة من الزلزال ودمرت المباني في المنطقة الساحلية. وقال حاكم ساموا الأمريكية توغيولو تولافونو من هاواي إن الهزة واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الجزيرة مضيفا أنه سيجري تحريك قوات احتياط للمساعدة في جهود الانقاذ. منطقة منكوبة وفي وقت لاحق أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ساموا الأمريكية التي تعرضت لتسونامي منطقة منكوبة. ونقل بيان البيت الأبيض عن باراك أوباما قوله إن «كارثة كبرى قد حلّت في جزيرة ساموا» وطلب الرئيس الأمريكي من السلطات الفدرالية توجيه المعونات إلى المنطقة التي تعرضت للطوفان وأرسلت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ مسؤولين إلى الجزيرة المنكوبة في المحيط الهادي لتقييم الموقف. زلزال مدمر وعلى صعيد متصل ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس رشتر جزيرة سومطرة غربي أندونيسيا أمس الأمر الذي ادى إلى إصدار نشرات مراقبة تحذر من تسونامي في عدد من الدول المجاورة. ويقع مركز الهزة على بعد نحو 33 ميلا عن منطقة «بادانغ» في جزيرة سومطرة. وعبر مسؤول في وزارة الصحة الأندونيسية عن خشيته من أن يفوق عدد قتلى الزلزال الألف شخص، في حين أعلنت السلطات المحلية أن 75 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم في الزلزال الذي ضرب جزيرة سومطرة. وأدى الزلزال إلى انهيار العديد من المباني كما حوصر الالاف تحت الانقاض اضافة الى انهيار مستشفى على من فيه. هذا وقد تسببت الكارثة في اندلاع الحرائق في مناطق عدّة ورافقتها تحذيرات من حدوث تسونامي في الجزيرة. وأصدر مركز المسح الجيولوجي الأمريكي نشرة لمراقبة تسونامي في أندونيسيا والهند وتايلاند وماليزيا إلا أنه لم يشر إذا ما أحدثت الهزة موجات مد ارتدادية عاتية في سومطرة. وفي الأثناء أصدرت اليابان تحذيرا من تسونامي على سواحلها الشرقية بعد زلزال ساموا الأمريكية. وقال شهود عيان إن سكان بادانج البالغ عددهم 900 ألف شخص والمناطق المجاورة فروا من المباني الموجودة. وقال موظف في وكالة فيزياء الأرض والأرصاد الجوية الإندونيسية لوكالة الأنباء الفرنسية «لقد دمر عدد من الفنادق في بادانج. ولحد الآن، لم نستطع الوصول إلى بادانج. لقد انقطعت وسائل الاتصال». وقال شاهد عيان لوكالة رويترز إن «هلعا مميتا» عم المدينة حيث انهارت الجسور وتسربت مياه الأنابيب المكسورة. وأفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 65 شخصا في جزيرة ساموا، وما لا يقل عن ستة أشخاص في تونجا. ونقلت الأنباء عن المسؤولين في المركز أن فرق الانقاذ ما زالت تبحث في المناطق التي تضررت عن الضحايا فيما أشارت أنباء اخرى الى تدمير عدد من القرى في الاجزاء الجنوبيةالشرقية من الجزيرة. وقد فر السكان من المناطق المنخفضة ولجأوا الى المرتفعات هربا من موجات البحر التي بلغ ارتفاعها اكثر من اربعة امتار في بعض المناطق عقب الزلزال الذي بلغت شدته 8.3 درجة على مقياس ريختر كان مركزه على بعد 190 كلم جنوب غرب الجزيرة حسبما اعلن المركز الامريكي للمسح الجيولوجي.