سجلت الامطار التي تهاطلت على مختلف معتمديات القيروان أواخر شهر سبتمبر أعلى معدلاتها لكامل الشهر. كانت أعلاها بالشراردة 157،5مم (140 مم في يوم واحد). في حين تراوحت الكميات بين 47 مم بالحاجب و91،7 بمدينة القيروان. وقد فاقت هذه النسب معدل شهر سبتمبر بنسب تتراوح بين 102 و309 بالمائة كما فاقت المعدل السنوي للامطار بكل من الشراردة (309/248مم) وبوحجلة (281/281مم). هذا الغيث النافع ساهم في تعبئة الموارد المائية للسدود الكبرى (3 سدود) بالجهة. فقد ارتفع مستوى المياه بسد نبهانة بمقدار 636 ألف م3 وبسد الهوارب 1 مليون و713 ألف م3 في حين كانت النسبة الاكبر بسد سيدي سعد 4 مليون و409 ألف م3 الى جانب استفادة السدود والبحيرات الجبلية من هذه الموارد. الحبوب والزيتون توقيت هذه الامطار كان استراتيجيا بالنسبة للفلاحة وبالاخص للزراعات الكبرى (الحبوب). حيث تمثل هذه الامطار عنصرا مشجعا للمزارعين للشروع مبكرا في تحضير الارض بحرثها وبدء عملية البذر التي يشرع فيها بداية شهر أكتوبر بعد أن شرعت الهياكل المختصة في وضع البذور على ذمة الفلاحين. مندوبية الفلاحة بالقيروان رسمت أهدافها لهذا الموسم للاستفادة من هذا الغيث النافع وقد تم الترفيع في مساحات الزراعات الكبرى التي يتوقع أن تبلغ هذا الموسم الفلاحي 150 ألف هكتار (حبوب) (وكانت في حدود 100 ألف هكتار) منها 20 ألف هكتار مروية (كانت 19 ألف هك) الى جانب بلوغ 53 ألف من المساحات السقوية و215 ألف هكتار من غراسات الاشجار المثمرة. وذلك أمام انفتاح الموسم على كميات هامة من الامطار. غابات الزيتون يبدو أنها كانت المستفيد الاول من أمطار الخريف بحسب مسؤول بمندوبية الفلاحة الذي أكد أن أثر هذه الامطار سيكون كبيرا على غابات الزيتون المقدرة ب 6 ملايين أصل زيتون موزعة على 110 ألف هكتار. وأكد أن فاعلية هذه الامطار كبيرة على الانتاج على امتداد موسمين. فعلاوة على تأثيرها على الموسم الفلاحي الحالي الذي يقدر إنتاجه ب 81 ألف طن زيتون زيت و560 طنا زيتون طاولة أي بتطور قدره 11 بالمائة، فإن أشجار الزيتون التي لم تثمر هذا العام ستستفيد من تلك الامطار خلال الموسم القادم. كما أشار المسؤول الفلاحي الى أهمية هذه الامطار في رفع مستوى الغطاء النباتي بالمراعي والغابات المقدرة ب 172 ألف هكتار التي ستستفيد منها نحو 710 ألف و700 رأس من الماشية المنتجة بين أبقار حلوب وخرفان وماعز. واعتبر أحد المهندسين الفلاحيين أن هذه الامطار جد إيجابية وذات فائدة فلاحية كبرى من حيث التوقيت والكميات مؤكدا أنها تبشر بموسم فلاحي طيب في عمومه. مضيفا أن فريقا من المهندسين أجرى برفقة مندوب الفلاحة بالقيروان زيارات ميدانية الى عديد الحقول بمختلف المعتمديات. وبالنظر الى ما تقدم من معطيات عن الامطار والموارد المائية فإن «الطبيعة» كانت سخية الى أبعد الحدود، لكن هذه الهبة تحتاج الى تعهد بالمتابعة ومساعدة الفلاح ومرافقته في جميع مراحل الانتاج بالمساعدة الفنية والمادية قصد تدارك الهنات التي مر بها الموسم السابق سيما فيما يخص كميات الحبوب المجمعة الى جانب إيحاد آفاق تصديرية لزيت الزيتون علما وأن مخزون صابة الموسم الفارط لازال يرهق الفلاح والتجار. ناجح الزغدودي الرديف: عادت الحياة رغم الأمطار وغياب القطار (الشروق) مكتب قفصة: فتحت المدارس الابتدائية والمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية أبوابها لاستئناف الدروس بمعتمدية الرديف باستثناء مدرسة إعدادية واحدة وهي إعدادية النجاح نظرا لما لحقها من أضرار عدت بالجسيمة شملت أبواب الاقسام والمباني والتجهيزات من مقاعد وحواسيب وملفات التلاميذ والسور الخارجي. تلاميذ أحياء السوق (حي النور) وحي (المباركية) بحي سيدي عبد القادر وجانب من حي النزلة قرب واد الدخلة وهي الاحياء المتضررة مائة بالمائة عادوا الى أقسامهم ولا صورة في أذهانهم إلا ما حل بعائلاتهم وتحولت الامطار من عامل خير وبشائر الى عامل تدمير وفواجع ومآس. البعض لازالت صورة لحد أقربائه أو والده أو أمه تجرفها سيول الامطار التي لا ترحم أحدا بل تعاملت معهم بقساوة وبطش ترك جرحا لن يمحى من ذاكرتهم الصغيرة وسوف يبقى حديث الايام الطويلة بين الاصدقاء كلما مرت غيمة فوق رؤوسهم خالوها كارثة وتخوفوا منها. عادوا إذا الى معاهدهم ومدارسهم بلا كتب ولا كراسات ولا محافظ وقد تركوا الحماية المدنية أفراد العائلة يقومون بجرف الاوحال الطينية وبيوت بلا أثاث إلا من البلاط. والسؤال المطروح أي ذهن سوف يكون حاضرا خلال ساعة الدرس لهذه العقول الصغيرة ماذا لو طالبهم المعلم، والاستاذ بتحضير درس للغد أي سوف يحضرونه وكيف بالاضافة الى أن أغلب المكتبات بمدينة الرديف تضررت وتنتظر نتيجة لجنة تقييم الاضرار والتعويض المادي للعودة للنشاط. كما أدت الامطار الطوفانية التي جدت بمدينة الرديف من ولاية ڤفصة الى أضرار فادحة شملت جميع الطرقات والجسور الداخلية والخارجية. ولئن بدأت عمليات الصيانة للبعض فإن سقوط جسر السكة الحديدية الرابط بين عمادة تبديت ومعتمدية الرديف ومعتمدية المتلوي أدى الى توقف سفرات القطار الخاص بالركاب وتعطل نشاط قطارات الفسفاط من الرديف باتجاه المتلوي التابعة لشركة فسفاط ڤفصة. ويعتبر هذا الجسر من أكبر الجسور الموجودة بالمنطقة وقد أدى سقوطه الى حدوث خسائر اقتصادية كبرى لشركة السكك الحديدية وشركة فسفاط ڤفصة. كما طالب الاهالي بضرورة تسريع بناء وتشييد الجسر الرابط بين الرديف وأم العرائس حتى لا تعزل المدينة عن باقي الولاية مثلما حصل خلال هذه الفيضانات الاخيرة. ومن جهة أخرى علمنا أن تعليمات أعطيت لبنك التضامن لاقراض التجار الذين تضررت محلاتهم مبالغ بين ألف وأربعة آلاف دينار تصرف بسرعة لاستعادة النشاط. باجة: استعدادات كبيرة لانجاح الموسم الفلاحي باجة (الشروق): اعتمادا على تقرير لجنة الفلاحة والصيد البحري لولاية باجة يعتبر الموسم الفلاحي الماضي ناجحا الى أبعد الحدود فقد تحققت خلاله أرقام قياسية في مختلف المواد الانتاجية. اعتمادا على تقرير لجنة الفلاحة والصيد البحري لولاية باجة خلال الفترة المنقضية في موضوع سير الموسم الفلاحي ستعرض البيانات التالية: في الزراعات الكبرى بلغت المساحات المبذورة 211،000 هك مقابل 211،700 هك مبرمجة وتوزع استغلالها على النحو التالي: حبوب: 140،000 هك منها 7500 حبوب مروية. والأعلاف الخريفية: 50،000 هك (31.700 هك ڤرط و9830 هك أعلاف خضراء و3،730 هك سيلاج و4740 هك بذور علفية) وبقول ربيعية: 1100 هك وبقول 13000 هك وزراعات صناعية: 6750 هك وأعلاف صيفية: 850 هك. أما المبلغ الجملي للقروض الفلاحية الموسمية التي تم اسنادها خلال الموسم الفلاحي 2008/2009 فقد بلغ حوالي 18،94 مليون دينار لفائدة 2325 منتفعا منها 13،6 مليونا خصصت للزراعات الكبرى لفائدة 2274 منتفعا. وقدر انتاج الحبوب بحوالي 3،870 مليون قنطار وهو ما يمثل 15،3٪ من الانتاج الوطني لسنة 2009، وقد بلغت كميات الحبوب المجمعة الى حد تاريخ 31 أوت حوالي 2،89 مليون قنطار وتتوزع حسب الاصناف التالية: قمح لين: 487،750 قنطار وقمح صلب: 2،061،829 قنطارا، وشعير: 320079 قنطار، وأترينكال: 23،182 قنطارا. أما الكميات المبرمجة للتسويق فقد ناهزت 1،448،998 قنطارا وتوزعت الخضروات الى ثلاثة أنواع الخضر الآخر فصلية والخضر الشتوية والخضر الصيفية وهذه الاخيرة بلغت نسبة إنجازها حوالي 3800 هك (من جملة 4500 هك مبرمجة) منها 1330 هك طماطم و330 هك بطاطا. أما الاشجار المثمرة، فيتصدرها قطاع الزياتين الذي بلغ انتاجه 29 ألف طن من زيت الزيتون (حوالي 26 ألف طن زيتون زيت و3 آلاف طن زيتون مائدة) وقد تم تحويل 22،200 طن وانتاج 4130 طن من الزيت من قبل 24 معصرة مشتغلة من جملة 27 وحدة. أما قطاع الغلال فقدّر انتاجها ب 41،585 طنا منها 1700 طن مشمش و11000 طن رمان. وتقدر المساحات الجملية للزراعات الكبرى الخريفية للموسم الفلاحي 2009/2010 بحوالي 204490 هك موزعة كالآتي: الحبوب: 135000 هك منها 7900 هك سقوي. والاعلاف: 48750 هك منها 3000 هك سقوي. والبذور العلفية: 5200 هك. والبقول الجافة: 15540 هك. أما الحاجيات من البذور الممتازة فتقدر ب 60 ألف قنطار موزعة كما يلي: 45،000 قنطار قمح صلب و12،000 قنطار قمح لين و3،000 قنطار شعير ونحتاج الى 275،000 قنطار آمونيتر و125.000 قنطار دأب و50،000 قنطار فسفاط. أما المساحة الموزعة للخضراوات فتقدر ب 7752 هك وأهمها البطاطا 650 هك والجلبانة ب 500 هك والبصل 230 هك والڤناوية ب 200 هك والثوم 700 هك.