هل بدأت خصخصة مهرجان قرطاج؟ منذ مدة اثيرت قضية تعاقد المهرجان مع شركة «روتانا» وتستّر المسؤولون وقتها سواء في إدارة المهرجان او في وزارة الثقافة والشباب والترفيه على حقيقة المسألة... وهناك حتى من نفى وجودها... وفي الندوة الصحفية الاخيرة التي عقدتها وزارة الثقافة والشباب والترفيه اعيدت إثارة القضية وقال السيد الوزير انهم لم يبيعوا المهرجان ولكنهم ابرموا نوعا من التعاقد مع شركة روتانا لتنظيم عدد من الحفلات للفنانين المتعاقدين معها... واضاف السيد الوزير ان هذا التعاقد يدخل في اطار الشراكة مع المؤسسات الخاصة. ولكن دون التدخل في اختيارات وتوجه المهرجان فهو الذي يختار العروض والأسماء التي تقترحها روتانا. الحقيقة والحقيقة، ان العقد الذي ابرمته وزارة الثقافة والشباب والترفيه ممثلة في مهرجان قرطاج مع شركة روتانا ينص على ان تتولى الشركة برمجة الفنانين الذين تربطها بهم عقود اخرى، مقابل استغلال حفلاتهم ببثها مباشرة على قناة او الباقة التي تمتلكها «روتانا». ويقتصر دور المهرجان على دفع مصاريف نقل واقامة الفنانين والدعاية لحفلاتهم.. وكمقابل مالي تدفع شركة روتانا مبلغا معينا للمهرجان.. الجزء ثم الكل وبتأمل هذه المعطيات تكون وزارة الثقافة قد باعت جزءا من مهرجان قرطاج، او مساحة من برنامجه لشركة روتانا تتصرف فيه بشبه حرية... فهي (اي وزارة الثقافة) صحيح لم تبع كامل المهرجان وانما فوتت في جزء منه وهي مرحلة اولى من الخصخصة... وبخصخصة المهرجان يصبح من حق الشركة المشترية التصرف في البرنامج وتنفيذ اختياراتها بخصوص المادة الفنية التي تودّ تسويقها وتعود عليها بالتالي بالربح.. وهكذا يتحوّل مهرجان قرطاج،الى ما يشبه القنوات الموسيقية الرائجة حاليا تقدّم كل من هب ودبّ من فناني الكليبات مثل روبي ونجلاء التونسية، ونانسي عجرم وأليسا.. وقتها يودع الفنان التونسي بل ينسى مهرجان قرطاج.