بعد الاستكمال المنتظر لنهار غد الاثنين لمرحلة تقديم الترشحات للانتخابات التشريعيّة بتعليق القائمات النهائيّة المقبولة في مراكز الولايات، بدأت التخمينات بخصوص إمكانيات وفرضيات ما ستُفرزُهُ عملية الاقتراع من نتائج. ومن الواضح وفي ظلّ القانون الانتخابي الحالي فإنّ الأنظار تتّجه أساسا إلى رصد فرص رؤساء قائمات أحزاب المعارضة في الحصول على مقعد برلماني. يُذكر أنّ حصّة المعارضة في البرلمان القادم ستكون بنسبة 25% أي ما يُعادل 53 مقعدا من جملة 214 مقعدا ستؤول بقيتها أي 161 مقعدا لأعضاء قائمات الحزب الحاكم بحكم ما هو معروف من موازين قوى لا تسمح للقائمات المعارضة أو المستقلة بالفوز على مستوى الدوائر ويجعلها تخضعُ إلى الحسابات الّتي ستتمّ على المستوى الوطني وعلى قاعدة الضارب الانتخابي والّذي يهمّ فقط رؤساء القائمات دون غيرها من الأعضاء. وقد تمكّن عدد من نواب المعارضة خلال الفترة النيابيّة المنقضية أو الّتي سبقتها من النجاح في الحصول على رئاسة قائمة لحساب هذا الموعد الانتخابي ممّا سيفتحُ أمامهم الباب للتواجد من جديد داخل مجلس النواب، ومن نواب الفترة النيابيّة 2004-2009 نجد كلاّ من إسماعيل بولحية ومحمّد رجا ليتيم وزينب بن زاكور ومحمّد الرياحي ومنجي كتلان ورضا بن حسين والطيب المحسني ومحمّد الصحبي بودربالة والعروسي النالوتي (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) وهشام الحاجي ومنير العيادي وتوفيق بوهلال وسميرة الشواشي وزهير بلحاج سالم (حزب الوحدة الشعبية) ، إلى جانب عادل الشاوش ونور الدين الطرهوني (حركة التجديد) وأحمد الغنور (الاتحاد الوحدوي الديمقراطي). عائدون منتظرون وألوان كما دخل السباق الانتخابي عدد من النواب بألوان مُغايرة لما كانوا عليه خلال الفترة النيابيّة المنقضية وهم أساسا منجي الخماسي والّذي سيحمل صيغة برلمانية جديدة في حال فوزه هذه المرّة وهو الدخول باسم حزب الخضر للتقدّم الذي يتحمّله أمانته العامّة بعد أن كان دخل البرلمان خلال تشريعية 2004 تحت يافطة حزب آخر هو الحزب الاجتماعي التحرري ، وخديجة امبزعيّة النائبة السابقة عن حزب الوحدة الشعبيّة والّتي ترأس حاليا قائمة قابس لحزب الخضر للتقدّم وكذلك مصطفى بوعواجة النائب السابق عن حزب الوحدة الشعبية الّّذي ترشّح هذه المرّة باسم التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات في دائرة قابس. من بعيد إلى ذلك فسحت هذه الانتخابات فرصة لعدد من نواب فترات نيابية سابقة إمكانية الدخول إلى مجلس النواب والعودة إلى الحياة البرلمانيّة ومن أبرز هؤلاء نجدُ إبراهيم حفايظية الّّذي حافظ على نفس اللون الانتخابي أي البنّي (الوحدوي الديمقراطي) في حين سيتخلّى النائب صالح السويسي عن اللون الذهبي لحزب الوحدة الشعبية الّّذي دخل به الحملة الانتخابية لتشريعيّة 2004 لفائدة لون جديد هو لون التكتّل من أجل العمل والحريات.