اقتحم أربعة شبّان ملثّمون منزل سفير سابق بجهة العوينة حاملين معهم سكاكين وقضيبا حديديا وتمكنوا من الاعتداء عليه قبل سلبه وأوقف المظنون فيهم وأحيلوا على أنظار القضاء فصدرت في حقهم أحكام بالسجن المؤبد. وقد استأنفوا تلك الأحكام فتم مؤخرا الحط بالعقاب البدني إلى عشرين سنة لكل واحد منهم. وتعود وقائع ملف القضية إلى حوالي عامين حيث انطلقت إثر اتفاق أربعة شبان من سكان أحد أحياء العوينة على السرقة من داخل منزل سفير تونسي سابق تقاعد من عمله. وأفادت الأبحاث المجراة، أن الفكرة انطلقت إثر مشاركة أحد المتهمين في القيام بأشغال دهن وتبييض المنزل واطلع جيّدا على كامل أرجائه وما بداخله من ممتلكات وخاصة تحفا ثمينة ونادرة ولا تقدّر بثمن جلبها السفير معه من بلدان مختلفة في إطار عمله الديبلوماسي. وللغرض تسلّح المتهمون بسكاكين وقضيب حديدي ووضعوا أقنعة على وجوههم حتى لا يتمّ التعرف عليهم وتحديد هوياتهم ثم استعانوا بسيارة كبيرة الحجم على ملك أحد أصدقاء واحد من المتهمين أو همه بالرغبة في القيام بجولة على متنها ثم توجهوا على متنها إلى منزل السفير وأوقفوها على بعد مسافة عشرين مترا ثم نزلوا منها حاملين معهم أسلحتهم البيضاء وملثمين وتسوّروا الجدار الخارجي وتمكنوا من الولوج إلى داخل المنزل بعد خلع أحد الأبواب الخلفية وهو ما أحدث ضجيجا استفاق إثره صاحب المنزل السفير السابق فنهض من مكانه وغادر غرفته لاستجلاء مصدر الضجيج. ونزل من الطابق العلوي إلى الأرضي وقام بإشعال الأضواء فوجد أمامه أربعة أشخاص ملثمين ومسلحين فقاموا بالاعتداء عليه وشلّ حركته. ثم شرع ثلاثة منهم في جمع المسروق واستولوا على عدد من الساعات اليدوية والمعلقة الفاخرة، وكمية من المصوغ بالإضافة على عدد هام من النصف ثمينة والنادرة وذلك بعد إحداث بعثرة في أدباش ومحتويات المنزل وحالة من الذعر لدى باقي أفراد عائلة السفير بعد تهديدهم بواسطة السكاكين وبعد جمعهم للمسروق حمل متهمان ما غنموه إلى خارج المنزل ونقله إلى السيارة في حين بقي اثنان آخران، مع أفراد العائلة لمنعهم من طلب النجدة وعند استكمالهم لما أتوا من أجله لاذ المتهمون بالفرار على متن السيارة وتولوا إخفاء المسروق داخل منزل أحدهم. وجاء في ملف القضية، أن المحققين وبمجرد علمهم بالواقعة الخطيرة انطلقوا في تحرياتهم وما هي إلا ساعات قليلة، حتى تمكنوا من تحديد هويات المتهمين الأربعة ونجحوا في إلقاء القبض عليهم جميعا بفضل كمائن محكمة وحجزوا المسروق كاملا بالإضافة إلى «ترسانة» من السكاكين وقضبان حديدية وقارورتي غاز مشلّ للحركة بالإضافة إلى أقنعة وجوارب اعتمدها المتهمون لإخفاء وجوههم. وباستكمال الأبحاث أحيل المتهمون على أنظار المحكمة الابتدائية بتونس فأصدرت في حقهم جميعا أحكاما بالسجن المؤبد فاستأنفوها لدى الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس قضت في ساعة متأخرة من يوم الجمعة الماضي بإقرار الإدانة مع النزول بالعقاب البدني إلى عشرين سنة سجنا لكل واحد من المتهمين الأربعة.