مباراة تونس وكينيا ستحمل في طياتها، مواجهة صريحة بين هجوم تونسي بأطماع معلنة للفوز بنتيجة عريضة، وبين دفاع كيني سيحشد أفضل تحصيناته الدفاعية من أجل الخروج من هذه المواجهة بأخف الأضرار. هجوم المنتخب التونسي، سيقوده عصام جمعة في مواجهة دفاع المنتخب الكيني بقيادة الحارس ويليس أوشينك.. وعند هذه المواجهة المتوقعة يقول فريد شوشان: المباراة لا تقبل أنصاف الحلول لأن الفوز سيكون شعار منتخبنا الوطني وشعار منافسينا، المنتخب الكيني، لذلك نحن نعوّل على قوّة هجومنا بقيادة عصام جمعة. جمعة خطير سلاحه السرعة وقوته الدّهاء في سياق استعراضه للخصال الفنية لعصام جمعة تحدث فريد شوشان قائلا: «هو من أقوى المهاجمين على الساحة حاليا ومن بين العناصر الدولية الأكثر تأثيرا أصبح يتمتع بخبرة كبيرة، وقد تحسن أداؤه منذ أن احترف اللعب في فرنسا وبات الآن من ركائز لونس. عصام لاعب سريع، له قدرة على اختراق دفاع الخصم من الوسط أو على الأطراف بالاعتماد على تحركاته بين الجهتين اليمنى واليسرى، ويتميز بصفة الدهاء الكروي. يملك عصام جمعة ساقا يسرى قوية يقدر من خلالها على فعل الكثير، خاصة عبر التصويت المفاجئ والدقيق، والجميع يستحضر هدفه الثاني ضد المنتخب الكيني في لقاء الذهاب. خطورة جمعة تكمن في حسن التموقع داخل منطقة جزاء الخصم، فرغم نزعته التي تجعله يميل إلى الجهة اليسرى من الهجوم كلاعب رواق إلا أن تحسن مردوده منذ احترافه جعله يتأقلم مع جميع المراكز الهجومية ولذلك يتم التعويل عليه كرأس حربة صريح في فريقه لونس حيث سجل أهدافا حاسمة. من جهة أخرى، تحسّن عصام كثيرا من ناحية اللعب الجماعي وقد برز ذلك من خلال التكامل والانسجام بينه وبين شوقي بن سعادة في المباراة الأخيرة ضد المنتخب النيجيري حيث حاول جمعة توفير العمق الهجومي الذي افتقده المنتخب، ومن هنا نفتح قوسا للحديث عن ضرورة أن يحسن جمعة قدرته التهديفية عن طريق استثمار الفرص المتاحة ومحاولة تسجيل أكبر عدد منها في مباراة لا ننتظر فيها أمطارا من الفرص». أوشينك: قوي في الانفرادات وضعيف في الكرات العالية الحارس ويليس أوشينك سيتولى حماية عرين الهارمبي شارز (المنتخب الكيني)، وسيعوض الحارس الأول جوزاف رونت، وإلى جانب هذا الحارس، يتكون الدفاع من بعض الأسماء مثل شارل أوديبو، وإبراهيم شيكاندا وفيلي بويو. بخصوص حارس المنتخب الكيني، تحدث فريد شوشان قائلا: «هذا الحارس يتميز بقدرته على حسم المواجهات المباشرة بينه وبين المهاجمين بالتالي فإن عصام جمعة عليه أن يأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، لأن هذا الحارس يحسن غلق الزاوية في وجه المهاجمين في المقابل يعاني هذا الحارس من نقطة ضعف واضحة تتمثل في عدم قدرته على التعامل مع الكرات العالية المباشرة أو العرضية وقد برز ذلك من خلال قبوله لأهداف عن طريق الكرات الثابتة أو بسبب إخفائه في قراءة اتجاه الكرات العالية وبالتالي الخروج في الوقت المناسب والتصدي لها وهي نقطة يجب على منتخبنا العمل على استثمارها بالشكل المطلوب باعتماد التوزيعات العرضية على رأس عصام جمعة، أو من خلال المخالفات المباشرة الدقيقة لشوقي بن سعادة أو تسديدات مباغتة من قبل الدراجي ونبيل تايدر. من جهة أخرى يعاني المنتخب الكيني من هشاشة دفاعية واضحة والدليل قبوله لسبعة أهداف إلى حدّ الآن، وقد بدا ذلك جليا في اللقاء الذي جمعه بالمنتخب النيجيري حيث قبل هدفا مبكرا ثم استمات بعض الشيء قبل أن ينهار في نهاية المباراة بقبوله لهدفين بنفس الطريقة تقريبا وهو ما يكشف ضعفا على المستوى المعنوي لأضعف دفاع في المجموعة. لمباغتة هذا الدفاع، المطلوب عدم اعتماد الكرات الطويلة، التي يحسن الكينيون التعامل معها، خاصة أنهم يعتمدون العب المباشر على الطريقة الانقليزية والحلّ هو النفاذ من وسط دفاع الكينيين عبر التمريرات القصيرة والعمليات الثنائية القصيرة.