«الحوار وصورة الآخر في الكتب المدرسية في العالم الاسلامي» و«التواصل بين الجامعات والتبادل العلمي والطلابي في خدمة الانفتاح على الآخر» و«الحوار في مناهج التربية الاسلامية واللغة العربية للناطقين بغيرها» و«تربية الطالب المسلم على الحوار في المجتمعات المتعددة دينيا» و«تعزيز الحوار من خلال التربية على حقوق الانسان والمواطنة والديمقراطية»، تلك هي محاور الندوة الدولية حول دمج وتعزيز قيم الحوار الاسلامية في مناهج التعليم التي انتهت يوم أمس بالقيروان وتواصلت على امتداد 3 أيام. وقد حضر هذه الندوة خبراء دوليون من العالم الاسلامي ومن دول الاقليات المسلمة متخصصون في التربية والحوار بين الثقافات وتهدف حسب ورقة العمل الى الاسهام في تصحيح الصورة النمطية عن ثقافة الآخر في المناهج التعليمية في العالم الاسلامي وتأكيد الدور الحاسم للتربية في بناء الشخصية المسلمة الاصيلة والمنفتحة على الثقافات الاخرى، ثم وضع الخطوط العريضة لخطة عمل لتعزيز ودمج قيم الحوار والتسامح والتعايش في مناهج التربية والتعليم في الدول الاسلامية. وتأتي الندوة الدولية حول تعزيز ودمج قيم الحوار في الاسلام في مناهج التعليم التي عقدتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) ووزارة التربية والتكوين (تونس) بمدينة القيروان بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2009، لتعزيز التوجه القائم في دول العالم الاسلامي من أجل دمج قيم الحوار والتسامح والتعايش في مناهج التعليم ولصياغة الخطوط العريضة لخطة تربوية اسلامية من أجل تعزيز حضور هذه القيم في مناهجنا التعليمية. ويعد «الاعلان الاسلامي حول التنوع الثقافي» الصادر عن المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة (الجزائر في نوفمبر 2004) و«اعلان القيروان: من أجل تعزيز حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي» الصادر عن «المؤتمر الدولي حول تفعيل الحوار بين الثقافات والحضارات وتعزيز احترام التنوع الثقافي» (القيروان) وثيقتين مرجعيتين تعبّران عن مدى إلتزام الايسيسكو ودول العالم الاسلامي بتفعيل الحوار والتبادل الثقافي مع الأمم والثقافات الاخرى تحت مظلة القيم الانسانية المشتركة، وفي كنف احترام الخصوصيات. وتدرك «الايسيسكو» أن السبيل المثلى لترجمة هذا الالتزام الى سلوك متجذّر في الحياة اليومية للأفراد والى ممارسة مؤسساتية متأصلة وشائعة هي سبيل التربية على الحوار والانفتاح الايجابي على الآخر، سبيل تسلكها الاسرة في التنشئة الاولى للطفل ثم تعضدها في هذا المسلك القويم منظومات التربية والتعليم ومؤسساته في مختلف المستويات التعليمية والمراحل العمرية، إذ التربية الأسرية والنظامية والاجتماعية هي الأداة الرئيسية لبناء الفكر والوعي وتكوين الشعور بالانتماء وتنمية الاتجاهات والرؤى حول الذات والجماعة والآخر. وفي هذا السياق تنهض المناهج التعليمية من خلال موادها المختلفة ورسائلها الثقافية المصاحبة بدور رئيسي في تشكيل صورة الأنا والآخر لدى الناشئة والشباب، وفي تحديد الثابت والمتغير في العلاقة بين الطرفين، وفي توجيه المواقف وصياغة الآراء إزاء ما يستجد من أحداث. ندوة دون ضجيج لأول مرّة منذ انطلاق تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية تمر هذه الندوة تقريبا في صمت ولم تشمل الحضور الجماهيري المعتاد، وهو أمر طبيعي باعتبارها تزامنت مع انطلاق الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية، ورغم ذلك يحرص منظمو هذه الندوة على تنفيذ كل التوصيات الصادرة. الى جعفر ماجد مرة خرى نعود للحديث عن المقر الاعلامي لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية، وسلبياته المتعددة، ومرة أخرى نسأل المنسق الوطني الدكتور جعفر ماجد عن جدوى تواجد هذا المقر المهجور بالقرب من المعلم التاريخي (بئر بروطة)، هذا المقر ظل مفتوحا دون نشاط ودون أي تجهيزات تذكر خاصة آلة الفاكس، مماجعل الزملاء يضطرون الى الالتجاء الى المحلات العمومية لارسال التغطية الصحفية... السلبيات حاصلة وموجودة ولا داعي الى الحديث في نهاية السنة عن النجاحات.