لا أعرف كاتبا يعيش الشّعر ولا يكتبه مثل وليد سليمان، المترجم والقاص والنّاشر ! نعم فوليد سليمان يعيش الشعر في حياته اليومية وفي علاقته بأصدقائه ولم أعرف طيلة عشرين عاما من إحتراف هذه المهنة كاتبا تونسيا في هدوئه وصدقه ودقّته وهو ما أهّله لأنّ يبدأ مسيرة ثابتة في النّشر فقد حصل على الحقوق العربية لنشر كتاب فرغاس يوسا المرشّح لجائزة نوبل للأداب الذي ترجمه الى اللغة العربية ونشره في تونس ليكون بذلك أوّل ناشر عربي يحصل على هذا السّبق بعد أن دفع ألاف الدنانير بالعملة الصعبة ليحصل على هذا السّبق في الوقت الذي ينشر فيه السوريون والمصريون واللبنانيون وحتّى المغاربة بلا إذن ولاحقوق تأليف غالبا . أراد سليمان من البداية أن يفرض إحترامه بإحترام حقوق التأليف وهو ما أهّله للدخول في شراكة مع مؤسسة نشر أمريكية وأخرى فرنسية ليكون بذلك أوّل ناشر تونسي يحلّق في أفاق أخرى . ذلك هو وليد سليمان القاص والنّاشر والمترجم الذي يحرص على أناقة الكتاب وجماليته وفي ذلك إمتياز للنّاشرين التونسيين وللكتاب التونسي الذي عرف نقلة نوعية مع مجموعة من النّاشرين الشباب الذين منحوا أناقة خاصة للكتاب التونسي تضاهي بل تفوق ما ينشر في المشرق العربي .