اتهم الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح أمس الحوثيين بالعمل على تشكيل حزام شيعي متطرّف على الحدود اليمنية السعودية لإيذاء اليمن والسعودية في وقت شهدت محافظة صعدة بشمال اليمن تصعيدا جديدا حيث استمرت المعارك بين الجيش والمتمردين مخلفة عشرات القلتى من الجانبين. وقال صالح في تصريحات تلفزية إن الحوثيين يريدون أن يقيموا منطقة شيعية تؤمن بالمبادئ الإيرانية من خلال إقامة شريط شيعي من نجران إلى جيزان في المملكة العربية السعودية ومن سعطة إلى حرب ثم ميدي في اليمن. مخطط فارسي وأوضح الرئيس اليمني أن «الحوثيين ليسوا شيعة بل متشيعون زيديون يركضون وراء المال، مشيرا إلى أن السلطات اليمنية توصلت إلى هذا الأمر من خلال المعلومات التي تسلّمتها ومتابعتها لأدبياتهم. وكانت مصادر يمنية قد قالت، في وقت سابق، إن قوات الجيش عثرت على وثائق هامة في منطقة المقاش بمحافظة صعدة تكشف خطة للحرس الثوري الإيراني لتقسيم اليمن إلى دولتين، مضيفة ان الوثائق تشير بوضوح إلى أن الحرب السادسة كانت جزءا من خطة محكمة أعدها قسم «قوات فيلق القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني ضمن ما يعرف باسم خطة «يمن خوش هال» التي تعني اليمن السعيد بالفارسية». وأضافت المصادر أن الوثائق تؤكد أن الهدف النهائي لخطة «يمن خوش هال» هو مخطط دولتين، واحدة يعود فيها حكم الإمامة بنظام ديني موال لإيران يتزعمه قائد التمرد عبد الملك الحوثي، والآخر حكم جنوبي منفصل بمجموعة فصائل سياسية تمول وتدار من إيران مباشرة. وكان الشيخ عبد اللّه المحدون، القائد الميداني السابق للتمرد الحوثي بمنطقة «بني معاذ» اليمنية، قد صرح، في وقت سابق، بأن زعيم التمرد، عبد الملك الحوثي يحارب لاستعادة «حضارة فارس» بدعم إيراني غير محدود. ومن جهة أخرى، أكّد الرئيس اليمني أن الحوثيين يسعون إلى إيجاد منفذ على البحر الأحمر. وفي سياق متصل، كشفت مصادر صحفية أن إيران زودت الحوثيين بصواريخ متطورة مضادة للدروع قبل نحو شهر من اندلاع الحرب السادسة في أوت الماضي. وأشارت إلى أنه تم نقل الصواريخ عبر البحر، حيث انطلقت سفينة إيرانية من أحد الموانئ الافريقية محملة بالصواريخ ورست قبالة السواحل اليمنية الواقعة في النطاق البحري لميناء ميدي بمحافظة حجة، ليتم بعد ذلك نقل الصواريخ على قوارب صغيرة إلى ميدي ومن ثم تمّ نقلها بوسائل مختلفة وتخزينها في المزارع وبعض الأراضي القريبة من الميناء، قبل أن تنقل على دفعات إلى المتمردين عبر مناطق مختلفة بمحافظتي حجة والحديدة. وقد أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس أنه سيزور اليمن قريبا وسيسلم الرئيس علي عبد اللّه صالح رسالة من نظيره الايراني محمود أحمدي نجاد. معارك ضارية في الأثناء أعلنت مصادر عسكرية يمنية أن معارك عنيفة دارت ظهر أمس داخل مدينة صعدة بين الجيش اليمني والحوثيين وأن عشرات القتلى سقطوا من الجانبين خلال مواجهات ليلية في مناطق القتال شمال اليمن. وقال مصدر عسكري ميداني إن اشتباكات قوية اندلعت صباحا داخل الأحياء القديمة لمدينة صعدة وأسفرت عن خسائر في الأرواح دون أن يحدّد عدد القتلى والجرحى. وأوضح المصدر أن الاشتباكات اندلعت بعد أن أطلق الجيش عملية تعقّب للخلايا النائمة الحوثية داخل الأحياء القديمة لصعدة. وقال مصدر عسكري آخر إن المتمردين الحوثيين شنّوا خلال الليلة قبل الماضية هجمات على مواقع خسروها خلال معارك الأيام الأخيرة. وأضاف المصدر أن «العشرات قتلوا أثناء صد القوات اليمنية هجوم المتمردين على مواقع سيطر عليها الجيش في العند والمقاش والملاحيط. وقد قضت محكمة أمن الدولة اليمنية أمس على اثنين من المتمردين الشيعة بالاعدام وسجن 10 آخرين لمدة تصل إلى 12 عاما لاشتراكهم في اشتباكات مع قوات الأمن قرب العاصمة العام الماضي.