هو الرئة التي لا تكل للترجي والمنتخب، قدم للحديقة «ب» في صفقة قيل عنها الكثير، لكن عطاءه على الميدان جعل الكثيرين يؤكدون على أنه أفضل صفقات الترجي في المواسم الاخيرة... حول مشواره مع الكرة وعدة نقاط أخرى تحدثنا مع خالد القربي في حوار شامل. نبدأ من هذه اللحظة... كيف هي الاحوال على المستوى البدني بعد الماراطون الأخير؟ الحمد لله أنني قمت بعمل كبير خلال التحضيرات مع الترجي، لكن الارهاق موجود والمهم هو كيفية التدارك والتعامل مع الوضع فتلك هي الكرة والتضحيات ضرورية. نشعر في بعض الاحيان، أنك تتجاوز حتى طاقاتك العادية؟ بطبعي لم أتعود على «السرقة» وفي الميدان منذ كنت في الملعب التونسي، وحتى في التمارين يمكن أن تلاحظوا أنني أقوم بكل التمارين بكل جهد وكل ما تمكنني طاقتي به لأنني مؤمن بأن هذا العمل مفيد لي مستقبلا. تحدثنا عن الترجي مباشرة، لكن لم نتحدث عن البدايات؟ البداية كانت في شبيبة منوبة في صنف المدارس، ثم بعد ذلك قمت باختبار في الاداني «أ» للترجي بإيعاز من الوالد لأنه من أحباء الفريق. ونجحت في الاختبار، لكن بُعد الحديقة عن مقر سكناي جعل الوالد يختار تأجيل المسألة. وكيف كان انضمامك للبقلاوة؟ كان ذلك في صنف الاواسط حيث لعبنا مباراة ودية أمام الملعب التونسي انتصرنا فيها بثلاثية نظيفة عجلت بانضمامي للبقلاوة مقابل مبلغ مادي لا يذكر. لكن علمنا أن رغبتك في الانضمام الى الترجي كانت كبيرة؟ منذ صغري كنت أبحث عن اللعب في الترجي، لكن عندما توفرت فرصة الملعب التونسي قبلتها بصدر رحب، لان الفريق سيمكنني من مرحلة هامة قبل التحوّل الى الترجي وكان للوالد دور كبير في ذلك. من هو المدرب الذي اكتشفك في الملعب التونسي؟ هو المدرب رؤوف المدب مدرب أواسط الملعب التونسي في ذلك الظرف. من تتذكر من أواسط الملعب التونسي في ذلك الوقت؟ عدة لاعبين ومن أهمهم الزعيري والشارني وطونيش والنوالي، وهو فريق ممتاز وكنا الى آخر لحظة نلعب من أجل اللقب وشاءت الظروف أن ننهزم أمام الترجي. وهل كان انسجامك في الفريق سهلا؟ بالعكس، فهناك من اللاعبين لم يعجبه أنني جلبت معي كامل معداتي الرياضية وخاصة أن أغلب اللاعبين كانوا يأتون من أحياء شعبية، لكن تغيرت فكرتهم عندما شاهدوني على الميدان... هناك حديث عن أنك كنت مبجلا على لاعبين أفضل منك في الملعب التونسي في الشبان وكنت تلعب بفضل تدخلات والدك؟ سمعت مثل هذا الحديث وأقلقني كثيرا في البداية، لكن ما كنت مقتنعا به لأنني قدمت للملعب التونسي عندما بحثوا عني ولم أخضع لاختبارات، ولعبت في جميع الاصناف كأساسي وفرضت نفسي في المنتخبات، لذلك أقول إن مثل هذه الاحاديث مردودة على أصحابها والدليل ما وصلت اليه والحمد لله. وتجربتك مع أكابر الملعب التونسي؟ لعبت موسما وحيدا مع الاواسط ومررت مباشرة للاكابر منذ موسم 2001 وكان سني 18 عاما ومنذ ذلك الوقت ظللت ألعب ضمن الاكابر، وكان المدرب منصف العرفاوي هو الذي مكنني من هذه الفرصة. ما هو أفضل موسم خضته مع الملعب التونسي؟ قبل قدومي للترجي بموسمين وكان الافضل بالنسبة لي. لكنه تزامن مع حصولك على عدة أوراق حمراء؟ 3 أوراق ومن ضمنها ورقة حمراء أمام النجم. وكانت نتيجة نقص تجربة مع غياب الاحاطة. لكن حدثت ضجة كبيرة حول الاقصاء أمام النجم؟ أنا مرتاح الضمير والجميع يعرف من هو خالد القربي وتربيته وكل ما حصل هو أنني لم أحسب اللقطة جيدا. أحسن ذكرياتك مع الملعب التونسي؟ وصولنا لنصف نهائي الكأس وهزيمتنا أمام النجم بضربات الجزاء. وأسوأ ذكرى؟ توقفي عن اللعب وبقائي لمدة شهر في المنزل بسبب كثرة الاقصاءات. أحسن تشكيلة لعبت معها في الملعب التونسي؟ النوالي الزعلاني حاج قاسم طونياطو الزعيري المبروكي القربي الخلفاوي الجديدي خمير ودينيزيو. من أفضل مدرب مررت به في الملعب التونسي؟ روبارتينهو وفريد بن بلڤاسم. لو نتحدث عن قدومك للترجي؟ الرغبة كانت موجودة لديّ منذ البداية وحتى عندما جاءتني العروض في البداية كانت من الافريقي والنجم، لكنني ظللت أنتظر عرض الترجي. من اتصل بك من الافريقي؟ السيد حمدي ميلاد وكان العرض هزيلا في حدود ال 60 ألف دينار وهو ما جعلني أرفضه ونفس الشيء بالنسبة للملعب التونسي. ومن جانب النجم؟ النجم عرض عليّ ضعف ما كان الترجي يريد منحي إياه، كما أن الافريقي عاود الاتصال بي للترفيع في العرض عندما سمعوا بقرب انضمامي للترجي. لكنك اخترت في النهاية الترجي؟ صدقني أول سبب جعلني أختار الترجي هو شخص السيد حمدي المدب الذي كان صادقا معي منذ البداية وتحدث معي بصورة جعلتني لا أفكر كثيرا في الامضاء، واذا كنت وصلت لهذا المستوى فإنه من باب رد الجميل لهذا الشخص المتميز. هل حسبت جيدا حكاية انضمامك للترجي؟ كان حلم صغر وتحدّ من نوع خاص بالنسبة لي، والحمد لله وجدت الظروف الخاصة الممتازة التي سهلت عليّ المهمة ومكنتني من مزيد التألق. يقال إن وجود الكنزاري ساعد كذلك في اندماجك في الترجي؟ لا أنكر ذلك لكنني عملت بجهد لتركيز نفسي في تشكيلة الترجي والوصول الى المستوى الذي وصلت له، ولا أظن أن كرة القدم تؤمن بالهدايا. موسمك الاول مع الترجي وضجة كبيرة حول «الرباعية»؟ الكلمة خرجت بطبيعتها ولم أحسبها. فأول مباراة خضتها مع الترجي تحصلت فيها على كأس ولقب أفضل لاعب، لذلك تحدثت من باب الايمان بالمجموعة التي ألعب معها وطموحات الفريق والحمد لله تحققت ما طمحنا اليه ولو تكرر السيناريو فسأعيدها. الجميع يشهد أن القربي في نسق تصاعدي. فما السر وراء ذلك؟ العمل ثم العمل ثم العمل وأجواء الفريق التي تساعد على التألق والنجاح وبوجود إطار فني كفء يصبح النجاح أسهل، لكن بكثير من التضحيات داخل الملعب وخارجه. أفضل ألقابك مع الترجي؟ دوري أبطال العرب والاحساس الذي رافق الفوز في النهائي إضافة الى مساهمتي بتمريرة حاسمة كانت وراء ضربة الجزاء الحاسمة. بعد الحصول على الالقاب المحلية الممكنة أي طموح لازال لديك مع الترجي؟ المحافظة على لقب البطولة والحصول على رابطة الابطال وهو طموح كل الفريق. و«الثأر» من الافريقي بعد هزيمة الموسم المنقضي هل هي في البال؟ الظروف تغيرت والفريق نضج كما يجب لنرد الصاع للافريقي. وماذا عن طموحاتك الشخصية؟ اللعب في كأس العالم مع المنتخب ومواصلة حصد الالقاب مع الترجي إضافة للعب في أوروبا. أي البطولات أقرب لقلبك في أوروبا؟ ألمانيا لأن كرتها تعتمد على الاندفاع والحضور البدني. نفهم من هذا أن لك عرضا ألمانيا؟ (يبتسم...) ليس لديّ أي عرض. هناك من يلقّبك ب «غاتوزو»؟ إنشاء الله أقوم بمشوار كبير مثل هذا اللاعب وشخصيا أرى نفسي فيه. من هو أقرب لاعبي الترجي الى نفسك؟ العابدي ونحافظ على صداقة قديمة منذ كان في النادي الصفاقسي. كيف يسير برنامج يومك؟ النوم ثم التمارين وجلسة مع الاصدقاء. كيف ترى حظوظنا في الترشح للمونديال؟ المنتخب يلعب خارج ميدانه أفضل وبإذن الله سنحقق الترشح. من هو اللاعب الذي يفتقده المنتخب؟ الشيخاوي فهو موهبة نادرة في كرتنا، كما أن هناك عدة مواهب قادرة على الافادة في المستقبل القريب كالمساكني والعياري والعيفة وساسي. كلمة الختام؟ أشكر كل من ساعدني في مشواري الى حد الآن وشكرا كبيرا للسيد حمدي المدب الذي آمن بي وكذلك لاحباء الترجي الذين أعدهم بكأس رابطة الابطال... معز بوطار 10 أسئلة على الطائر مثل تسير عليه في حياتك؟ ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين. الوالدة: دعاؤها سر نجاحي. الوالد: له دور كبير في نجاحي الى حد الآن وكل ما أقوم به لرد جميله. جمهور «البقلاوة»: تلك هي الكرة وما أريد أن أؤكده له أنني لم «أسرق» مع البقلاوة». جمهور الترجي: مثلما أسعدناهم الموسم الفارط، إن شاء الله تتواصل الافراح فقط نطلب منهم مواصلة المؤازرة. «الفلوس»: وسيلة وضمان للمستقبل. الحب: استقرار نفساني وله دوره في الاستقرار الكروي. الزواج: جميل في وقته. الاحتراف: خطوة الى الامام. خالد القربي: لا يمكن أن تقيسوا القربي على الميدان والقربي خارجه والجميع يعرف طيبة قلبي وحسن علاقاتي مع الجميع.