دعا اليمين الاسرائيلي في القدس الى بناء ما يسمّى «الهيكل» المزعوم الآن وذلك وسط أجواء من التوتّر والغليان تسيطر على المقدسيين الذين واصلوا المرابطة ورشق جنود الاحتلال الاسرائيلي بالحجارة احتجاجا على الاعتداءات الصهيونية على المسجد الاقصى التي خلّفت أمس عديد المصابين والمعتقلين في صفوف الفلسطينيين بعد مواجهات عنيفة تصدّوا خلالها لمحاولة اقتحام مجموعة من المتطرفين للحرم القدسي. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» عن الحاخام هليل فايس قوله خلال مؤتمر لغلاة اليمينيين الاسرائيليين «إن الهيكل اليهودي الثالث يجب بناؤه الآن ولا يتعين هدم المسجدين كي نفعل ذلك» حسب قوله. تطرّف صهيوني وعقد المؤتمر الذي حضره عدد من أعضاء البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) وكبار الحاخامات البارزين احتجاجا على قرار الحكومة الاسرائيلية اغلاق الحرم بسبب ما أسماه «العنف» الاخير، حسب تعبيرها. وقال مدير «معهد الهيكل» الحاخام يهودا غليك «الوقت حان كي نكفّ عن الاستسلام للعنف وقد قال رئيس الوزراء اسحاق رابين قبل اغتياله ان أعظم خطر يهدد ديمقراطية اسرائيل هو الانحناء للعنف»، على حد قوله. أما الحاخام دوف ليور فقال «إن من الأمور الحيوية أن يزور الاسرائيليون جبل الهيكل... إننا نعاني لأن شريحة كبيرة من السكان لا تبدي اهتماما بهذه القضية... ان استرجاع سيادتنا على جبل الهيكل سيقرّب أجل الخلاص»، حسب زعمه. تحذيرات فلسطينية وتأتي هذه الدعوات في أعقاب التوتر الذي خيّم مجددا على مدينة القدسالمحتلة بعد اشتباكات وقعت أول أمس بين مصلين في باحة المسجد الاقصى وعناصر من الشرطة الاسرائيلية وأسفرت عن اصابة أكثر من 30 فلسطينيا بينهم عدد من النساء فيما اعتقل 20 آخرون منهم مسؤول ملف القدس في حركة «فتح» حاتم عبد القادر. وقد سارعت الرئاسة الفلسطينية الى تحذير اسرائيل من تداعيات اقتحام الاقصى واتهمتها بالعمل على جرّ المنطقة نحو حرب دينية في وقت دعت فيه الحكومة الفلسطينية المقالة في غزّة منظّمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية الى التحرّك العاجل لانقاذ الاقصى معتبرة أن الوضع لم يعد يحتمل أي تأجيل... وأكّدت وزارة شؤون الاسرى والمحرّرين أن قوات الاحتلال الصهيوني اختطفت أكثر من 100 مواطن في محيط المسجد الأقصى خلال تصدّي المواطنين المرابطين داخل المسجد لمحاولات اقتحامه.