يبقى المدرب محمد الجريري من المدربين الذين تركوا بصماتهم أينما حلوا سواء في تونس أو في الخليج ويبقى الكابتن كما يحلو «للقراوة» تسميته عميدا للمدربين في القيروان، ولقد عاد أخيرا من الخليج فكان لنا معه الحوار التالي: * لو تحدثنا عن تجربتك في الخليج؟ لي 8 سنوات في السعودية كما عملت موسما في الامارات مع نادي الجزيرة، وسنة أخرى في سلطنة عمان مع نادي صحار الرياضي وهو من نوادي النخبة ولعبت المربع الذهبي والحمد لله فإن ثقة المسؤولين في شخصي جعلتهم يجددون عقدي طوال هذه المدة وبقيت أتردد على الخليج. أما في الموسم القادم فقد وقع تجديد عقدي مع نادي «أبها» الذي كانت نتائجي معه طيبة هذا الموسم ولعبنا دورة الصعود والحمد لله كسبت رضاء المسؤولين والاحباء. * تجربة وحيدة مع الشبيبة سنة 1991 ولم تتكرر بالرغم من أن خميس العبيدي، نور الدين العبيدي، السرياطي، الشهايبي، وغيرهم أعادوا التجربة أكثر من مرة، لماذا؟ الشبيبة هي جمعيتي الأم، وفي مدة إشرافي كوّنت فريقا طيبا وبحكم تواجدي في الخليج فقد تركت الفرصة لغيري والشبيبة لن تبخل على أبنائها، وجل من ذكرتهم أصبحت لهم أسماء بفضل الشبيبة وأنا شخصيا مدين للشبيبة ولو تسمح الفرصة في المستقبل فسوف أشرف على الشبان في الادارة الفنية أو غير ذلك مما يتصل بالتكوين وسوف يكون ذلك مجانا وبدون مقابل عربون محبة وردا للجميل لجمعيتي الأم وقد عملت في السابق مع السيد صالح الصيد وعزيز ميلاد اللذين أكنّ لهما كل الاحترام والتقدير. * بحكم تجربتك الطويلة في التدريب في تونس وفي الخارج ما هو حكمك على كرة القدم التونسية؟ بصراحة كرة القدم تطورت عكس ما ذهب اليه البعض، فالملعب التونسي والمنستير وبنزرت أصبحت من الفرق المهابة ونادي حمام الانف يلعب من أجل تفادي النزول لكنه يقدم كرة قدم حديثة وجميلة وهذا كله انعكس إيجابيا على المنتخب القومي. * اعتبر البعض أن تتويج المنتخب كان ضربة حظ فما هو رأيك؟ تتويج تونس كان عاديا نظرا لما توفره الدولة منذ أكثر من 12 سنة من دعم مالي واداري وفني لهذا المنتخب، دون أن ننسى القيمة الكبيرة للمدرب لومار وبقية من يعمل معه. * للموسم الثالث على التوالي والشبيبة في الوطني «ب» ما هي الاسباب؟ لو نظرنا للمجموعة الحالية فهي مجموعة فوق المتوسط لا غير والشبيبة التي كانت ترهب الكبار تنقصها الركائز الاساسية، والمدربون الذين تداولوا على الفريق هذا الموسم، سواء كان قاسم الجباس الذي لا يشك في قيمته أي كان أو الحبيب الماجري وهو مدرب كبير أو حافظ الهواربي كذلك فهو ابن الجمعية وله كفاءته، لكنهم غير قادرين على حل مشكلة الشبيبة لان الزاد البشري المتوفر لديهم غير كاف ولا يمكن من تحقيق الصعود. * وما هو الحل حسب رأيك؟ هناك حلاّن: أولا: انتداب 4 لاعبين على الاقل (لاعب في الدفاع واثنين في الهجوم ولاعب وسط ميدان) وهذا حل وقتي. ثانيا: يجب على مركز تكوين الشبان مد صنف الاكابر بلاعبين قادرين على الافادة وهذا غير موجود الآن، لذلك وجبت إعادة هيكلة هذا المركز والتخطيط لاهداف معينة وذلك بتكوين لاعبين موهوبين يصعدون الى الاكابر فإما يفيدون الجمعية أو يقع استثمارهم ماديا. وبالتجربة ومنذ 7 سنوات فالمركز لم يقدم ما هو مطلوب منه لذلك وجبت إعادة النظر في انتداب المدربين المشرفين على تكوين وصقل المواهب.