«لا أرى في عتوقة عيبا سوى غيرته على الأحمر والابيض» ذلك ما قاله عنه زميله السابق في النادي الافريقي نجيب عبادة فالحارس العملاق عتوقة عرف بعشقه الجنوني للنادي الافريقي وظل وفيا لفريق باب الجديد طيلة مسيرته الكروية. ولكن هذا الأمر لا يخفي عشقه الفطري منذ طفولته لفريق الملعب التونسي وكان على وشك الانضمام الى «البقلاوة» لو لم يتفطن المدرب القدير فابيو الى موهبته الفذة ويظفر بخدماته لفائدة الافريقي. «الشروق» التقت عتوقة مساء الخميس في احد مقاهي العاصمة وهو بصدد مشاهدة مقابلة منتخبنا الوطني ضد نظيره المغربي بتاريخ (9 جانفي 1977 بملعب المنزه) لحساب تصفيات كأس العالم آنذاك والتي تألق فيها عتوقة بشكل لافت للانتباه عندما تصدى الى ركلتين ترجيحيتين أحداهما للرائع فراس: «الافريقي أولا والبقلاوة ثانيا» تحدث عتوقة عن مقابلة الافريقي ضد الملعب التونسي قائلا: «لا أنكر انني كنت من عشاق «البقلاوة» عندما كنت يافعا والسبب في ذلك عشقي الكبير لأحسن لاعب في تونس الرائع نورالدين ديوة الذي كان يسحر العقول ويستميل القلوب بأدائه الرائع فوق الميدان ولكن بمجرد التحاقي بالنادي الافريقي تغيّر كل شيء وأصبح قلبي لا يخفق الا للأحمر والأبيض لا أتعاطف مع «البقلاوة» الا عندما تواجه فرقا أخرى دون ان يكون المنافس اسمه النادي الافريقي». «الانتصار له طعم خاص» وواصل عتوقة حديثه عن مقابلة النادي الافريقي والبقلاوة قائلا: «الانتصار على البقلاوة هذا الموسم سيكون له طعم خاص نتيجة لما أظهره فريق باردو من امكانات فنية محترمة فالبقلاوة بلغت أعلى درجات «النضج» وحان الوقت لالتهامها! وسيكون مذاقها مختلفا عن المواسم السابقة». «صهري يسجل في شباكي» وعن الذكريات التي بقيت راسخة في ذهنة من مقابلات الافريقي والملعب التونسي يقول العملاق عتوقة «الحقيقة عادة ما كنّا ننتصر على «البقلاوة» سواء في مباريات البطولة او الكأس ولكنني احتفظ بذكرى انتصار فريق باردو على فريقنا في احدى المقابلات لحساب البطولة الوطنية عندما سجل فوزي الدهماني هدفي الفوز لفريقه علما وأن هذا اللاعب سيصبح صهري في فترة لاحقة إنها الأقدار التي لا يعلم سرّها إلا الله عز وجل وانتهت تلك المقابلة بهدفين لهدف واحد». «بعد الزيتوني والمثلوثي كيف فرط الافريقي في نوارة؟» لا يمكن ان تحاور عتوقة دون الحديث عن حراس المرمى:«الحقيقة أنني لم أصدق حتى اللحظة كيف فرط النادي الافريقي في خدمات حارس بقيمة وسيم نوارة فقد قدم هذا الحارس مع رئيس فريقه والتقينا في حديقة منير القبائلي ولكن وللأسف الشديد فقد اضطررت آنذاك الى السفر وظننت ان هيئة الفريق ستتكفل بمسألة التعاقد معه لكنه سرعان ما اختفى وتبخر مشروع حارس كبير في فريق باب الجديد نتيجة حماقة ارتكبها مارشان سامحه الله ولم أشاهد هذا الحارس الا وهو يلعب أساسيا خلال الفترة الماضية فدهشت للأمر وغضبت غضبا شديدا وكأن قدر الافريقي التفويت في المواهب ثم البكاء والنحيب على التفريط في تلك المواهب مثلما حصل مع الزيتوني والمثلوثي.. وغيرهما. مراجعة تحدث عتوقة عن سياسة الانتدابات قائلا: «الافريقي يسلك سياسة انتدابات مغلوطة وغير مدروسة اذ يجب تعيين ثلة من العارفين بكرة القدم وتكليفهم بمهمة استكشاف المواهب من كامل تراب الجمهورية ومن خارج البلاد وحتى نجيب غميض فلا حول ولا قوة له لأنه ليس هو وحده الذي يتخذ القرارات داخل اللجنة الفنية وأما المال فأظن ان النادي الافريقي يمتلك عدة مصادر تمويلية يتقدمها الأب الروحي للفريق حمادي بوصبيع وبلحسن الطرابلسي وحمودة بن عمار.. لا مجال للمقارنة بين ناجي ولوشانتر بعد إصرار عدة أطراف في الآونة الأخيرة على مقارنة المدرب الحالي للنادي الافريقي لوشانتر بالمدرب الاسباني المجري السابق بالنادي الافريقي ناجي كان رأي عتوقة كالآتي: «الحقيقة لا مجال للمقارنة بين الرجلين فأندري ناجي يعني الانضباط واللعب الجماعي والغلظة في المعاملة وأندري ناجي كان يفوق ابناء جيله معرفة بالكرة من جميع النواحي التكتيكية والفنية والبدنية.. وغيرها فهل يمكن ان نقارن لوشانتر بأندري ناجي؟ إنه اجحاف بحق الرجل..». وسام يحيى أفضل لاعب في الافريقي «بكل صراحة ان اللاعب وسام يحيى هو اللاعب الأفضل في النادي الافريقي فأنا أشعر أنه من طينة اللاعبين الذين يلعبون فعلا من اجل «المريول» وممن لا يبخل على الفريق بذرة عرق واحدة إنه اللاعب الأفضل ولا داعي لتذكيرنا في كل مرة بقصر قامته فطارق ذياب قصير القامة ومع ذلك فهو أحد أروع ما أنجبت الكرة التونسية والأمر نفسه بالنسبة لمارادونا وماسي والبوهالي وفوزي الرويسي ونورالدين ديوة وبن شويخة وصالح ناجي وجنيح وقطوس.. وغيرهم». متى نشاهد البنزرتي على رأس المنتخب؟ «لو كنت مكان رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم لأقلت كويلهو على الفور وعيّنت فوزي البنزرتي بدلا عنه والحقيقة أنني لم أفهم هل ننتظر حتى يفوز البنزرتي بكأس أوروبا لتعيينه على رأس المنتخب الوطني؟ فقد توّج البنزرتي مع الافريقي والنجم والترجي ودرب منتخب ليبيا.. ثم اننا نريد مدربا وطنيا دما ولحما فلا أرغب في أن أشاهد مدربا أجنبيا يقود منتخبنا الوطني ويكفي ان الانجاز الأبرز لكرتنا في كأس العالم هو من هندسة احد التونسيين في الصميم ألا وهو الرائع عبد المجيد الشتالي إنه الأفضل على الاطلاق ولم يخلفه سوى المدرب القدير فوزي البنزرتي».
