هن من مختلف جهات الجمهورية قادهن طلب العلم الى جوهرة الساحل فجئنها دارسات في مختلف كلياتها ومعاهدها العليا ولكنهن يغادرنها حين يبدأ موسم الاصطياف والاستجمام لتلتحف كل واحدة بمسقط رأسها تاركة وراءها سنة مليئة بالتجارب المتراوحة بين النجاح والفشل ولكن ما من شك في ان مجرد الاختلاط ببقية الطلبة والاساتذة والمحيط الجامعي عموما يمثل ازهى فترات العمر لان سنوات الدراسة الجامعية هي الأكثر رسوخا في الذاكرة مهما تتالت السنوات ومهما اختلفت صروف الحياة. «الشروق» حاورت عددا من الطالبات اللاتي جئن الى مدينة سوسة للسنة الاولى وغادرنها في اعقاب سنة جامعية متجهات الى مواطنهن الاصلية في اعماق تونس فكانت الانطباعات التالة: الطالبة: رجاء الزيدي طالبة أداب عربية من القصرين: لقد اضطرتني ظروف الامتحانات الى البقاء في المبيت الى غاية يوم 3 جويلية بعد ان غادرته اغلبية الطالبات ولم نبق الا قل وفي كل مرة تغادر احداهن باتجاه مسقط رأسها اشعر بأسف شديد فهذا المبيت الذي جئناه غريبا صار بيتنا فيه حياتنا وفيه الصديقة والاخت التي تقاسمني افراحي واحزاني وفيه الحياة الطلابية بكل خصوصياتها التي قد نتأفف منها احيانا ولكنها تبقى دوما ذكريات حلوة. **في البال سأعود الى مسقط رأسي في القصرين اما عن اجواء سوسة صيفا فأعرف انها رائعة ولكني احبذ العودة الى اسرتي رغم ان بعض الزميلات يحبذن البقاء والبحث عن شغل صيفا وهذه ظاهرة بدأت تسجل حضورها بكثرة حسب بعض الزميلات اما عن العطلة فإني اقضيها في البيت وقد نحضر بعض المناسبات والافراح ونزور الأهل ويزورننا ولكن قبل كل هذا انتظر بفارغ الصبر نتيجة الامتحانات كما ان موضوع السكن في السنة الجامعية القادمة يشغلني من الآن. الطالبة زهرة الحايزي طالبة أداب عربية من حامة قابس: جئت الى مدينة سوسة في مفتتح السنة الجامعية ولم يسبق لي ان غادرت مسقط رأسي وكنت متخوفة من خوض هذه التجربة لأني سأنتقل الى حياة جديدة وسأختلط بأناس لا عرفهم وكانت الحياة داخل المبيت الجامعي مع زميلات من مختلف انحاء الجمهورية في حد ذاتها تجربة صعبة في بدايتها ولكني سرعان ما اندمجت في الجو الطالبي وقد وجدت كل المساعدة من كل المحيطين بي وخصوصا إدارة المبيت التي لا ارمي الورود حين اقول انها تعمل ليلا نهارا على راحة كل الطالبات ويمكنني القول ان الاجواء كانت طيبة وحميمية رغم بعض المشاكل التي قد تحدث بين الطالبات احيانا. سأعود الى مسقط رأسي في الجنوب وانا مشتاقة الى عائلتي التي لم ارها منذ عدة اشهر ويؤلمني ان افارق شقيقات لم تلدهن امي والاجواء هناك مختلفة عن اجواء الحياة الطلابية فهناك لا توجد اجواء ترفيه مثل التي تتوفر لنا في المبيت وكل ما افعله في الحامة هو المساعدة في الاعمال المنزلية وزيارة الأهل وحضور حفلات ومناسبات الأهل هناك. **الطالبة سناء زعتور: طالبة لغة انقليزية من جبنيانة ولاية صفاقس. لقد كانت تجربتي في اول سنة جامعية تجربة ثرية فقد تمكنت من الاندماج داخل المبيت وكونت صداقات مع زميلات سرعان ما تحولت الى مقاسمة الحياة بحلوها ومرّها ويعز علي ان افارقهن في اعقاب هذه السنة ولكن التفكير في اني سألاقيهن مجددا يخفف عني ألم فراقهن. اعرف ان بعض الطالبات يحبذن البقاء في سوسة صيفا لو توفرت لهن الفرصة وفيهن من يبقين بعد العثور على شغل لمساعدة اسرهن في مصاريف الدراسة ولكني لا افكر في هذا لأني اشتقت الى عائلتي التي تنتظر رجوعي اما عن العطلة الصيفية فإني اقضيها غالبا في البيت اساعد في اعماله وقد تتاح فرص لحضور حفلات الزفاف والمناسبات والصيف ضيف كما يقولون وما اسرع ان ينتهي ونلتقي مجددا. **ابحث عن عمل الطالبة: نجاة طالبة آداب فرنسية من ولاية القيروان، بالنسبة لي تبقى تجربة هذه السنة داخل المبيت الجامعي ثرية وممتعة وقد تعلمت منها اشياء كثيرة لم يكن متاحا لي ان اتعلمها اما عن العطلة الصيفية فأنا مضطرة بحكم ظروف عائلية ملحة الى البقاء في سوسة والبحث عن عمل قصد مواجهة بعض مصاريف الدراسة بعد شهرين من الآن وان وجدت عملا فإني سأشارك بعض ابناء جهتي من العاملات في سوسة السكن وسأزور اسرتي في اعقاب العطلة لبضعة ايام فظروف الحياة تغيّرت وبإمكان الفتاة العمل والاعتماد على نفسها مثل الرجل وقد قررت ان اعتمد على نفسي. ولعل ما يشغلني الآن هو فراق الزميلات بعد ان تحول بعضهن الى شقيقات نتقاسم افراحنا وآلامنا داخل المبيت الذي جمعنا ووجدنا من ادارته كل العون والرعاية.