قضت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس، مساء أول أمس بالسجن مدّة أربعين عاما في حق الشاب الذي تورط قبل نحو عامين في قتل صديقه بباب سويقة. وتفيد وقائع ملف القضية أن القاتل والهالك كانا على صداقة حميمة امتدّت على عدّة سنوات منذ صغرهما ولا يفترقان عن بعضهما إلا خلال ساعات النوم ودامت علاقتهما الحميمية على هذا النحو إلى حد الأسابيع الأخيرة قبل الواقعة حيث كانت للقاتل علاقة غرامية بإحدى الفتيات، تعود إلى أشهر خلت والتقى صحبة صديقه مع الفتاة في عدّة مناسبات لكن حدث ما عكّر صفو علاقته بصديقته حيث لاحظ على صديقه اهتماما رأى أنه مبالغ فيه بصديقته خاصة أنه وسيم وعلى قدر عال من الجمال ممّا أدى إلى ازدياد إعجاب الفتاة به حسبما صرّح به القاتل أثناء بحثه حول الواقعة كما أفاد باحثيه أنه أحيط علما من عدد من معارفه حول لقاءات بأماكن بعيدة عن الأنظار بين صديقته وصديقه وهو ما زاد في تأجيج نار الغيرة في صدره ومعها زادت الرغبة في الانتقام خاصة أنه تأكد من رغبة جامحة لدى صديقته في إنهاء علاقتها به والارتباط بصديقه. وعن الواقعة أفاد القاتل أمام محققي فرقة الشرطة العدلية بتونس المدينة أنه تسلح بسكين جلبها من منزل والديه وأخفاها داخل ثيابه ثم غادر المنزل في حدود الساعة العاشرة ليلا وتوجّه إلى محل لبيع الفواكه الجافة وأمتعة مختلفة يعمل به صديقه ثم ناداه موهما إياه بأنه في حاجة للحديث معه حول مسائل خاصة وما إن اقترب منه حتى أخرج السكين وسدد له ثلاث طعنات بواسطتها أصابت إحداها الرئتين مباشرة فتراخى الهالك وفقد توازنه وسقط أرضا بحالة إغماء والدماء تنزف منه بغزارة ولما تيقن القاتل من وفاته توجه نحو سيارته وركبها ولاذ بالفرار إلى أن تمكن أعوان الأمن من إيقافه بجهة حلق الوادي بالضاحية الشمالية للعاصمة. وباستيفاء الأبحاث مع المتهم أحالته دائرة الاتهام لدى محكمة الاستئناف بتونس على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية ومثل المتهم أمام هيئتها قبل أسبوعين، حيث تم التأخير إلى جلسة أول أمس لتمكين ورثة الهالك من القيام بالحق الشخصي وخصّصت جلسة أولى أمس لسماع تصريحات المتهم ومرافعات الدفاع ثم قرّرت المحكمة حجز ملف القضية للتصريح بحكمها إثر الجلسة وفي ساعة متأخرة من المساء أصدرت حكمها المذكور سابقا والقاضي بسجن المتهم مدة أربعين سنة بعد إدانته بالقتل العمد مع سابقية الإضمار.