يتميّز هذا المعلم بواجهته المزخرفة التي تقطع مع النظام المعماري الذي عُرف بمدينة سوسة خلال الفترة الأغلبية وهو ما جعل الدارسين يطلقون عليه اسم «العمارة السوسية». ويتكوّن مسجد سيدي علي عمّار من سجلين متراكبين السجل السفلي المتألف من 3 عقود متجاورة لا تتعدى نهايات فقراتها الأعمدة به. ويعتبر الدارسون هذا دليلا أوليا يمكن من خلاله تأريخ بناء هذا المسجد في نهاية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) كما يؤكدون أن هذا الأسلوب المعماري موجود قبلا في واجهة الثلاثة أبواب بعاصمة الأغالبة القيروان وسوف يصبح شائعا في بلادنا لعدة قرون. أما السجل العلوي فهو يتألف من 7 طاقات مسطحة أو غائرة تعلوها عقود إما مفصصة ومتجاوزة وإمّا مثلثات. ويرى المؤرخون في الميداليات الحاوية لأشكال مزهرة ونجوم مسدسة تذكيرا ببعض تلك الموجودة في الجامع الكبير بالمهدية. ويعبّر زخرف واجهة جامع سيدي علي عمّار بمدينة سوسة في أفضل شكل من خاصيات النمط المعماري الفاطمي الزيري الموجود بالواجهة الشرقية للجامعة الكبير بصفاقس وكذلك في القبّة الزيرية لجامع الزيتونة بتونس العاصمة. دلالات تؤكّد أن هذا الجامع أنشئ بين أواسط القرن الرابع المهجري (العاشر الميلادي) وبداية القرن الخامس الهجري (11 ميلاديا). أمّا من الداخل فكل الأدلة تبيّن أن منزل الشيخ علي عمّار تم تحويله إلى بيت صلاة وذلك بالجمع بين غرفتين متلاصقتين ببعضهما البعض بإنجاز عقد كبير في الجدار الفاصل بينهما ويعتبر أسلوب سقف البيت نادر الاستعمال ببلادنا.