نزل الستار أمس الأول بالمسرح البلدي بالعاصمة على الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية وذلك بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث. حفل الاختتام تم في أجواء رتيبة وهذا طبيعي باعتبار غياب جانب المسابقات والجوائز التي كانت تضفي حركية وحيوية على الحفل، هذا إضافة إلى غياب الجانب الاحتفالي. تكريم سهرة الاختتام اقتصرت على تكريم مجموعة من المسرحيين العرب من تونس وبعض البلدان العربية الأخرى، وقبله كلمة الاختتام التي ألقاها المسرحي محمد ادريس مدير الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية. حفل التكريم شهد إصابة السيد محمد ادريس بجرح في يده وذلك بعد أن سقط النصب التذكاري (TROPHEE) الذي تسلمه المنصف السويسي، وأراد ادريس جمع الزجاج من على خشبة المسرح فأصيب. أما السويسي فقد خرج مسرعا وفي حالة انزعاج بسبب فقدانه للنصب التذكاري ولم تبق في يده إلا العلبة الفارغة. في هذا الحفل صفّق الجمهور طويلا للناقد الكبير توفيق بوغدير وأيضا للفنان أحمد السنوسي والفنانة آمال سفطة. الحضور الجماهيري وحتى الفني لم يكن في حجم الحدث وهو ما فسّره البعض بغياب الرهان (أي المسابقات) التي ألغاها مدير الدورة لقناعات شخصية وضد رغبة كل المسرحيين من تونسيين وعرب. قصّة حب السهرة اختتمت بعرض لمسرحية «قصة حب» من المغرب التي سبق عرضها يوم الجمعة 20 نوفمبر 2009 بذات الفضاء وهو ما يفسّر مغادرة نسبة كبيرة من الحضور مباشرة بعد موكب التكريم، ونحن هنا نتساءل لماذا لم تقع برمجة مسرحية لم يسبق عرضها خلال الأيام؟ فقد جرت العادة أن تعرض المسرحية الفائزة بالجائزة الأولى للمهرجان، وباعتبار أن المسابقات ألغيت فكان من الأجدر أن تخصص إدارة المهرجان عرضا مسرحيا لحفل الاختتام يضمن الحضور الجماهيري. الآن وقد اختتم المهرجان، نرجو أن يقع تقييم جدّي للتظاهرة للوقوف على الايجابيات والسلبيات وهو ما من شأنه أن يساعد على تلافي الأخطاء وتطوير المهرجان، من ذلك مراجعة مسألة الغاء المسابقات والجوائز، وكذلك مسألة طريقة انتقاء العروض، لأن البعض من الأعمال التي شاهدناها لا يرتقي إلى مستوى قيمة أيام قرطاج المسرحية.